حكومة أردنية انتقالية لمرحلة حاسمة

من مسيرة اليوم الجمعة الماضي وسط عمان - ارشيف
undefined
 
محمد النجار-عمان
 

يجمع سياسيون ومراقبون على أن مهمة الحكومة الأردنية "الانتقالية" برئاسة فايز الطراونة حاسمة جدا للأردن بعد أن تعثر مشروع الإصلاح السياسي في ظل أزمة اقتصادية عاصفة، وسط تحذيرات من أزمة خطيرة إذا فشلت مهمة هذه الحكومة.

ولا يخفي رئيس الوزراء المكلف أن حكومته "غير تقليدية" وفق ما صرح به أمام أعضاء مجلس النواب الأحد، لكن المعارضة أبدت تشككا في قدرته على الإصلاح خاصة أن وصفه لديها يتراوح بين "المحافظ" و"المعادي للإصلاح".

وفي وقت اعتبر الطراونة أن "قسما كبيرا" من مطالب الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح "مشروع"، فإنه هاجم من وصفها بـ"الفئة التي تجاوزت كل الحدود". وفي رسالة طمأنة منه للشارع والمعارضة قال "الربيع الأردني سيبقى ربيعا أخضر ولن يكون ربيعا أحمر أبدا".

الطراونة، الذي اتهمه أعضاء في اللجنة التي شكلها المللك عبد الله الثاني العام الماضي لتعديل الدستور بأنه كان ضمن اتجاه رفض إدخال تعديلات تمس صلاحيات الملك، وصف أمام النواب هذه التعديلات بأنها "حالة ثورية أكثر منها إصلاحية".

وفي رد مباشر على الانتقادات لتاريخ تفاوضه مع إسرائيل، قال الطراونة إنه لو عاد به الزمن لشارك في المفاوضات مرة أخرى باعتبار أن معاهدة وادي عربة "تخدم الأشقاء الفلسطينيين لأن الأردن يستخدم المعاهدة في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني".

اقتصاديا لم يخف الطراونة توجهه نحو رفع الأسعار عندما تحدث عن أن حكومته ستعمل على "توجيه الدعم لمستحقيه"، وهو التبرير الرسمي الذي استخدمته حكومة عون الخصاونة المستقيلة للترويج لنيتها رفع أسعار المحروقات والكهرباء.

المسؤولية الوطنية تتطلب من رأس النظام أن يتعامل بجدية مع هذه المرحلة بغير ما اعتدنا عليه في السنوات الماضية من سياسات وقرارات

أزمات
وبرأي حمزة منصور الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي -المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين- فإن الملفات الكبرى في الأردن اليوم "لا تحلها حكومة عادية بل تحتاج لحكومة إنقاذ وطني".

وقال للجزيرة نت "البلد يعيش أزمة حقيقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومطلوب حكومة إنقاذ وطني توجد نوعا من الثقة بين النظام والشعب"، مضيفا "هذه الحكومة بشخص رئيسها وبالصلاحيات المنزوعة من ولايتها العامة سواء لها أو للحكومات التي سبقتها فإننا لسنا متفائلين بنجاحها.. ونسأل الله أن يلطف بهذا الوطن".

وفي رسالة الملك عبد الله الثاني، قال منصور "المسؤولية الوطنية تتطلب من رأس النظام أن يتعامل بجدية مع هذه المرحلة بغير ما اعتدنا عليه في السنوات الماضية من سياسات وقرارات".

وقال أيضا "أنصح جلالة الملك بالاستماع والتناصح مع العقلاء المنتمين حقا لهذا الوطن وليس لمن يدعون الانتماء حتى نخرج من الأزمة التي نعيشها".

مهام
ويرى المحلل السياسي ومستشار التحرير بصحيفة الغد فهد الخيطان أن الطراونة أمام مهمة عاجلة وخاطفة سيؤديها ويرحل لكنها ذات طبيعة حاسمة تقتضي معالجة التعثر في ملف الإصلاح وخاصة قانون الانتخاب والتعامل مع أزمة اقتصادية خانقة.

وقال للجزيرة نت "المهمة العاجلة لحكومة الطراونة والتي قد لا تتجاوز الشهرين لا تحتمل الفشل، لأنه لا أحد في الأردن سيحمل الفشل لحكومته بل سيحملها الجميع للقصر (الملكي) نظرا للارتباك المستمر في قيادة مشروع الإصلاح والذي يتجاوز مسؤولية الحكومات".

ويذهب المحلل السياسي لاعتبار أن حكومة الطراونة تمر بمفارقة تاريخية عجيبة "فهي حكومة إصلاحية ثورية يقودها سياسي محافظ غير متحمس للإصلاح".

وعن تحميل الشارع المعارض الملك عبد الله الثاني مسؤولية تعثر مسار الإصلاح، يرى الخيطان أن الملك بدا في رسالته للطراونة مدركا أنه لم تعد هناك إمكانية لتأجيل الاستحقاقات السياسية ولذا أكد على إنجاز الانتخابات هذا العام.

وتابع "المهم ليس إنجاز الانتخابات وإنما تعديل قانون الانتخاب بما يسمح بمشاركة كل القوى السياسية وخاصة التي هددت بالمقاطعة في حال استمرار القانون الحالي، وإذا دخلنا الانتخابات بمقاطعة الحركة الإسلامية بالذات فإننا سندخل مرحلة خطيرة وغير مسبوقة تهدد استقرار الدولة".

المصدر : الجزيرة