تفاؤل إخواني بترشيح الشاطر لرئاسة مصر

الإخوان عللوا ترشيح الشاطر بالتهديد الحقيقي للثورة
undefined

 عبدالرحمن سعد-القاهرة

أبدى قياديون في جماعة الإخوان المسلمين تفاؤلهم بقرار ترشيح النائب السابق لمرشدها خيرت الشاطر لرئاسة البلاد. واعتبروه مفيدا لمصر، والمشروع الإسلامي، ونفوا أن يكون للقرار تأثير سلبي على التماسك الداخلي بالجماعة، وقللوا من المخاوف إزاء تفتيت أصوات الناخبين بين المرشحين الإسلاميين.

وقال عضو مجلس شورى الجماعة والهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة محمد جمال حشمت -مؤثرا عدم الرد على سؤال عن تأييده للقرار- إنه يستبشر خيرا بالقرار التي أفرزته الشورى بعد ثلاثة أسابيع مضنية قضاها أعضاء المجلس في بحثه.

وأشار إلى أن الفارق الضئيل الذي اُتخذ به القرار ليس جديدا إذ سبق أن قرر المجلس خوض انتخابات مجلس الشعب عام 2010 بأغلبية 51 صوتا ضد 49، وهي التي مهدت للثورة.

وشدد على أنه لن يكون للقرار تأثير سلبي على الصف الداخلي للإخوان، "لأنه ليس وليد فرض أو إملاء". وأكد أن ترشح الشاطر مهم في مواجهة "نظام يريد أن يعيد إنتاج نظام مبارك".

وأقر بأن الخطر يتمثل في تفتيت أصوات الناخبين بين المرشحين الإسلاميين، مستدركا بأن هناك محاولات للم الشمل، والاتفاق على مرشح واحد، وتحريك الكتلة الصامتة من الناخبين.

متقلب ومتعرج
والمترشحون الإسلاميون الأربعة -بجانب الشاطر- هم: حازم صلاح أبو إسماعيل (محام 51 سنة)، وعبدالمنعم أبو الفتوح (طبيب 61 سنة)، ومحمد سليم العوا (فقيه قانوني 70 سنة)، وباسم خفاجي (خبير تنمية 50 سنة).

وبينما لا يخفي عضو مجلس شورى الجماعة ونجل مؤسسها أحمد سيف الإسلام حسن البنا أنه لم يكن مؤيدا لانتخاب الشاطر. يصف الأمور بأنها "سارت في خط متقلب، ومتعرج"، ويشير إلى أن الصف الإخواني لن يتأثر بالقرار لأنه جماعي.
 
ويتساءل عن أسباب استئثار المجلس العسكري بالسلطة، والدفاع عن من ارتكبوا الجرائم، وإصراره على استمرار حكومة كمال الجنزوري التي تتعمد الفشل؟

وأضاف أن هناك أقاويل بشأن كون والدة حازم صلاح أبي إسماعيل تحمل الجنسية الأميركية، وإذا ثبت ذلك سيمنعه من الترشح، وإذا لم يثبت يمكن التنسيق بينه وبين الشاطر، وأن يكون أحدهما نائبا، والثاني رئيسا.

محمد نشأت: القاعدة الإخوانية تتفهم القرار(الجزيرة)
محمد نشأت: القاعدة الإخوانية تتفهم القرار(الجزيرة)

وكان أبو إسماعيل وجه أمس كلمة عبر موقعه على الإنترنت أعرب فيها عن شعوره بوجود مكيدة. وقال إن الشائعات تزعم أن والدته عاشت مصرية، وقبل وفاتها بشهرين أو ثلاثة أشهر حصلت على الجنسية الأميركية، "وهي معلومة لا أعلمها مطلقا".

الخطأ والقاعدة
بدوره يذهب المرشد السابق للجماعة محمد مهدي عاكف إلى القول بأنه لا مجال للنقاش في قرار اختيار الشاطر -رغم معارضته للقرار- لأنه صدر بالأغلبية.

ويضيف "حتى لو كان القرار خطأ، فخطأ الجماعة في ظل الشورى اجتهاد تُثاب عليه بأجر، وإن أصابت تُثاب بأجرين".

ومضى يقول إنه هو وكل فرد في الجماعة ملتزمون بالقرار، وفي النهاية الخيار للشعب. واصفا ما يتردد من انقسام الإخوان بأنه "أوهام في أذهان من لا يريدون لهم النجاح".

وتتفهم القاعدة الإخوانية ترشيح الشاطر، بحسب عضو الجماعة والمؤسس في حزب الحرية والعدالة المهندس محمد نشأت، ويشير إلى أن كثيرين في القاعدة كانوا مستائين من قرار عدم الترشح للرئاسة، وأن قطاعات شعبية كانت تضغط على الإخوان كي يستدركوا ذلك.

ووصف القرار بأنه يبعث على الارتياح العام داخل الجماعة، وخارجها. واعتبر ترشيح الشاطر عنصر تجميع للإسلاميين، لأنه يوسع مساحة التوافق بينهم، ويقضي على حيرة المترددين إزاء المرشحين الموجودين.

وبشأن تفتت الأصوات تساءل "لماذا لا تتفتت الأصوات إلا عندما يقرر الإخوان الترشح؟". وأكد وجوب أن يرتبط الأمر بالكفاءة، واعتبر أن ترشيح الشاطر أحدث إرباكا بين القوى المناوئة للمشروع الإسلامي، وأصابها بالتشتت، وأعطى فرصة للإسلاميين كي يعيدوا ترتيب أوراقهم. مبديا اندهاشه من رفع المجلس العسكري الحظر عن الشاطر قبل ترشحه بأيام.

محمد كمال: تراجع الجماعة عن قرارها السابق دليل مرونة  (الجزيرة)
محمد كمال: تراجع الجماعة عن قرارها السابق دليل مرونة  (الجزيرة)

مرونة وجدارة
وفي السياق قال العضو في جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة محمد كمال إن اتخاذ الجماعة لقرار ثم تعدل عنه نتيجة المستجدات دليل على تمتعها بقدر كبير من المرونة.

ورغم أنه كان يؤيد عبد المنعم أبو الفتوح للرئاسة فإنه أكد أن شخصية بحجم خيرت الشاطر نجحت في إدارة جماعة بحجم الإخوان المسلمين، وامتلكت قدرات العمل الخاص والعام مع كل ما تعرضت له من تحديات، شخصية جديرة بإدارة البلد.

ويطالب القاعدة العريضة من الإخوان ببذل جهد أكبر في الانتشار بين الناس، وتعريفهم بالشاطر، واصفا المرحلة بأنها "تمحيص ووقت شدة تعرف فيه من معك، ومن ضدك".

وكان حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين أصدرا بيانا مشتركا أرجعا فيه تقديم مرشح للرئاسة إلى وجود "تهديد حقيقي للثورة، وعملية التحول الديمقراطي، وانتقال السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة وفقا للإرادة الشعبية".

المصدر : الجزيرة