تسابق لتنشيط التنظيمات الشبابية بموريتانيا

قادة التنسيقية وهم مسؤولو الشباب في هذه الأحزاب
undefined

أمين محمد-نواكشوط

مع دخول الأوضاع السياسية بموريتانيا مرحلة يصفها محللون بمرحلة "اللاعودة" بعد إعلان منسقية المعارضة تبني خيار الإطاحة بالنظام الحالي ورفض الموالاة لأي تنازلات، بدأت أطياف المعارضة تنشيط تنظيماتها الشبابية في معركتها ضد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وذلك بعد نشاط مماثل قامت به المولاة للدفاع عن نفسها.

فقد أعلن في نواكشوط عن قيام تنسيقية جديدة لشباب أحزاب المعارضة أطلق عليها اختصارا اسم "مشعل" وتضم ممثلين عن كل أحزاب منسقية المعارضة التي صعدت الأسابيع الماضية من لهجتها السياسية وتعهدت بإسقاط ولد عبد العزيز.

ونظمت "مشعل" تجمعا جماهيريا تحت شعار "جاهزون" أعلنت فيه استعدادها "لتحمل المسؤولية في هذه اللحظة الهامة من تاريخ البلد" وجاهزيتها "لدفع ثمن الحرية والكرامة".

وجاء إطلاق هذه التنسيقية الجديدة بعد يومين فقط من الإعلان عن تأسيس حركة شبابية أخرى مناهضة للنظام تقول إنها تتجاوز الأطر السياسية، وتضغط من أجل الدفع بترحيل النظام.

وقال الرئيس الدوري لمنسقية "مشعل" محمد فاضل ولد المختار إن البلد يشهد حالة انهيار حقيقية وحالة اختطاف فعلية من الرئيس الحالي، وتأزما غير مسبوق بسبب الأحادية التي يسير بها النظام الحالي شؤون البلاد. وتعهد بتصعيد النشاطات والفعاليات من قبل المنسقية الجديدة حتى "إسقاط النظام الحالي وتخليص البلاد منه".

‪الحسن ولد الكيحل: جاهزون للمواجهة وإطلاق ثورة حقيقية‬ (الجزيرة)
‪الحسن ولد الكيحل: جاهزون للمواجهة وإطلاق ثورة حقيقية‬ (الجزيرة)

شباب لا عجزة
وقال عضو التنسيقية الشبابية الحسن ولد الكيحل "إذا كان ولد عبد العزيز قد سخر في السابق من قادة المعارضة ووصفهم بالثوار العجزة فإن شبابها اليوم سيحمل الراية ويؤكد له قدرته وجاهزيته للمواجهة وإطلاق ثورة حقيقية".

وكان ولد عبد العزيز قال في خطاب سابق له إن الثورة في البلدان التي اندلعت فيها كانت من صنع الشباب، أما من يحاولون إطلاقها اليوم في موريتانيا فهم "مجموعة من الشيوخ العجزة" متهما هؤلاء "بإفساد البلاد طيلة العهود الماضية".

وفي غمرة الحراك الشبابي الذي اجتاح العالم العربي ونجح بعضه في إسقاط أنظمة عتيدة، أعلن عن تأسيس مجموعة من الأحزاب والمبادرات الشبابية الموالية للرئيس ولد عبد العزيز، حيث اتهم معارضون حينها الرئيس بالعمل على "شراء" بعض التنظيمات الشبابية التي كانت تعارضه، و"خلق" أحزاب شبابية في مسعى لسحب البساط من المعارضة وقطع الطريق أمامها في أي مسعى لاستغلالها في الحراك الهادف لإسقاط نظامه.

‪جانب من الجمهور خلال مهرجان
‪جانب من الجمهور خلال مهرجان "جاهزون"‬ (الجزيرة)

رد متأخر
ويقول أحمدو ولد محمدو المسؤول الإعلامي لحزب الحراك الشبابي المقرب من رئيس البلاد إن تحرك المعارضة لتفعيل أطرها الشبابية بمثابة رد متأخر على "الاتهامات القوية والأوصاف التي أطلقها الرئيس ولد عبد العزيز بحق قادة المنسقية العجزة ومحاولة يائسة منهم لإبعاد تلك الأوصاف عن أحزابهم الشائخة".

ويكشف ولد محمدو للجزيرة نت أن حزبه يقوم في الوقت الحالي بمساع لتجميع وإطلاق ائتلاف شبابي يضم ممثلين عن كل أحزاب الأغلبية يستوعب حراك الشباب الموريتاني، ويلبي طموحاتهم ويستمع لآرائهم.

ويجزم بأن التنظيمات الشبابية التي دفعت بها المعارضة مؤخرا للواجهة لن تغني عنهم شيئا، ولن تغير كثيرا على أرض الواقع بحكم أن عناصرها هم نفس العناصر التي كانت بالساحة وفشلت بالسابق في تغيير موازين القوى أو التأثير على قناعات وآراء الناس.

ويتهم المعارضة بمحاولة خلق أزمة لا وجود لها، فالنظام الحالي برأيه "يراكم شرعيتين، شرعية الانتخابات وشرعية الإنجازات، وبالتالي فلا مجال للحديث عن إسقاطه أو حتى التأثير على قناعات الناس به".

المصدر : الجزيرة