خيرت الشاطر سجين مبارك وخليفته المحتمل

محمد العلي

الباحث عن سيرة مرشح الإخوان المسلمين لرئاسة مصر خيرت الشاطر سيعثر على تأهيل جامعي في مجالات متعددة: إدارة الأعمال، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي, فضلا عن الهندسة التي كان محاضرا فيها مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

كما سيعثر في سيرته العملية على نشاط في عالم الأعمال، ترجم عضوية في مجالس إدارات شركات ومصارف عدة وسط اشتباه رسمي مصري بأن الأموال التي كان يديرها الشاطر هي نفسها أموال الجماعة ومصدر الإنفاق على أنشطتها.

في مقابلة الشاطر مع الجزيرة في أكتوبر الماضي يتبين أنه مسؤول ملف التطوير في الجماعة, والدينامو الفعلي لاتصالاتها مع الغرب (رغم وجود حزب سياسي منبثق عنها)

إلى جانب ذلك تاريخ كفاحي للشاطر دفاعا من فكر الجماعة ومشروعها السياسي, توجته سنوات اعتقال بدأت في عهد جمال عبد الناصر أواخر ستينيات القرن الماضي, واستمرت مع أنور السادات مطلع ثمانينياته. لكنها طالت وتعددت أثناء حكم حسني مبارك حيث سجن خمس مرات وصل مجموع أعوامها إلى 12.

أبو الفتوح
لكن الأهم من ذلك -وبمعزل عن ملابسات قرار الجماعة خوض انتخابات الرئاسة- هو تصورات النائب السابق لمرشد الإخوان بشأن مستقبل مصر ومرحلة ما بعد مبارك. وتصورات الشاطر مهمة رغم تراجع الإخوان عن تعهدات قطعوها بعد الثورة مباشرة, وهو ما يضفي من أحد جوانب تلك القضية قوة ومصداقية على قرار القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح بالتبكير بإعلان ترشحه, ودفعه ثمنا باهظا لتسرعه في الإعلان عن أشواقه لرئاسة أم الدنيا.

بعض العناوين المهمة في هذا الصدد يمكن العثور عليها في مقابلة للشاطر مع الجزيرة في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضمن برنامج بلا حدود. في تلك المقابلة يتبين أن الشاطر هو مسؤول ملف التطوير في الجماعة, والدينامو الفعلي لاتصالاتها مع الغرب (رغم وجود حزب سياسي منبثق عن الجماعة هو الحرية والعدالة) وللقاءات مع المبعوثين الأجانب الباحثين عمن يعرفهم بتصورات الإخوان لمستقبل مصر الاقتصادي بعد الثورة.

وهذا الكشف يعزز دورا بدأه الشاطر بمقال في صحيفة غارديان البريطانية تردد أن أصدقاء له نشروه في الصحيفة البريطانية المرموقة بعنوان "لا تخافوا منا".

الثورة مستمرة
في تلك المقابلة يقول الشاطر "الثورة لم تنته، الثورة بدأت بالفعل، ولكن ما زال أمامها مسيرة طويلة حتى تحقق بقية أهدافها الرئيسية، وأول هذه الأهداف في تقديري هو القضاء أو التخلص أو تطهير البلاد من بقايا النظام ومن جماعات المصالح الفاسدة".

وفي مكان آخر يقول "المهم بناء نظام سياسي جديد يمكن الشعب بكل طوائفه وتياراته وفئاته واتجاهاته من المشاركة في تقرير مصيره وفرض إرادته واختيار ممثلين واختيار النظام السياسي المناسب له".

إستراتيجية الإخوان للمستقبل يختصرها الشاطر في "بناء نهضة مصر" مع عدم الادعاء "أننا قادرون على القيام بهذه المهمة بمفردنا"

وعن إستراتيجية الإخوان للمستقبل يختصرها الشاطر "في بناء نهضة مصر" مع عدم الادعاء "بأننا قادرون على القيام بهذه المهمة بمفردنا". وبخصوص الأقباط يقول "إنهم إخوة وشركاء لنا في الوطن، ولا بد أن يساهموا مثلنا مثلهم في بناء نهضة مصر، وحقنا وحقهم واحد وواجباتنا وواجباتهم واحدة، وبالتالي هذا الملف ملف الاحتقان الطائفي الذي يعد من الثمار المريرة لمرحلة مبارك يحتاج إلى تركيز ودراسة مشتركة وتعاون من قبل المخلصين والشرفاء من المسلمين بكل فصائلهم ومن الأقباط أيضا لتصفيته بشكل هادئ".

من المبكر الجزم بفرص الشاطر في خلافة الرئيس المخلوع حسني مبارك على المنصب في مايو/أيار المقبل في ظل اعتقاد سائد بأن ترشيحه خلط الأوراق، ناهيك عن أن الصورة لن تتضح قبل معرفة موقف المجلس العسكري والمرشح المدعوم من قطاعات سلفية حازم أبو إسماعيل من هذا الترشيح, وترحيب الأخير بالمرشح المنافس (نظريا) له!.

لكن ثمة ما يستوقف المراقب وسط هذا الغموض المخيم على كرسي الرئاسة المصرية بعد ترشيح الشاطر. إنه التعليق المنسوب لابنته سارة في جريدة الأهرام الذي يقول "اللهم أجرنا فى مصيبتنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

المصدر : الجزيرة