"الدولة الواحدة" تقلق الفلسطينيين

الشبان الفلسطينيون يتظاهرون ضد هذه الدعوات واكدوا انهم لن يسمحوا بها مجددا-اليافظة بالخلف بعد تمزيق جزء منها- الجزيرة نت
undefined

 

 عاطف دغلس-نابلس
 
أثارت لافتات انتشرت على مداخل بعض المدن الفلسطينية بالضفة الغربية شكوكا لدى الفلسطينيين بعد دعوتها لإقامة دولة واحدة يعيش فيها الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنبا إلى جنب.
 
ولم ينكر أمين مقبول مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مثل هذه الدعوات، ولكنه أكد أنها لم تخرج عن السلطة الوطنية الفلسطينية ، وإنما عن أفراد وشخصيات سياسية ووطنية يفكرون بهذه الطريقة.
 
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن مثل هذه الدولة كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد طرحتها في برنامجها عام 1969 وهي الدولة الديمقراطية التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود على أرض فلسطين بمساواة وعدل وحقوق كاملة لكل الأديان "لكن إسرائيل رفضت ذلك طوال الوقت".

وشدد على أن هذا البرنامج "الدولة الواحدة" لم يعد مطروحا بالمرحلة الحالية لدى المنظمة وكل الفصائل الوطنية، وأن المطروح هو دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم "وهذا ما أيدته 182 دولة في الأمم المتحدة".

اللافتات أثارت شكوكا لدى الفلسطينيين بعد دعوتها إلى إقامة دولة واحدة (الجزيرة)
اللافتات أثارت شكوكا لدى الفلسطينيين بعد دعوتها إلى إقامة دولة واحدة (الجزيرة)

لافتات العار
وحملت هذه اللافتات رسائل واضحة وصريحة في مضمونها بتأكيدها على "دولة ديمقراطية واحدة لخمسة ملايين عربي وستة ملايين يهودي" وهذا ما يشير إلى أن إسرائيل لم تتخل بعد عن فكرة يهودية الدولة.

غير أن هذا الأمر -كما يقول مستشار الرئيس- ليسوا معنيين به وأن اهتمامهم فقط بدولة على حدود العام 67 "وبالتالي لا يمكنني تفسير مآلات هذه الدعوات".

ورغم عدم تأكيده بمنعها، إلا أنه أشار إلى أن هذه الدعوات وبهذا الشكل "خمسة ملايين عربي وستة ملايين يهودي" شطبت حق خمسة ملايين لاجئ، وهذا برأيه "يستفز الكثيرين".

وكان بعض الطلبة الجامعيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية قد نظموا مسيرات رافضة للافتات "العار" كما أطلقوا عليها، وقاموا بتمزيقها.

وقال بعضهم في تصريحات صحفية إنهم توجهوا لمحافظ جنين "الذي أكد عدم معرفته بمن وضعها" وطالبوه بعدم السماح بوضعها، خاصة "وأنها تظهر العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الإسرائيلي".

تكتيك سياسي
في المقابل قال مدير مركز فلسطين لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية للجزيرة نت إن هذه الدعوات تكشف استمرار سياسة تحاول أن توظف قضايا كبرى وإستراتيجية في إطار "التكتيك السياسي" في تحسين شروط العودة للمفاوضات، ولا تعكس وجود اتجاه فلسطيني يؤمن بطرح الموضوع من حيث المبدأ.

وأشار خليل شاهين إلى أن هذه الدعوات تأتي في ظل حديث فلسطيني عن خيارات إستراتيجية ولكن دون الإقدام عليها، وبنفس الوقت هناك تيارات تطالب بحلول الدولة الواحدة أو دولة ثنائية القومية "وهي تيارات حقيقة وجدية وإن كانت لا تزال صغيرة الحجم".

 عبد الستار قاسم: هذه الدعوات تؤكد مطلب منظمة التحرير السابق بدولة علمانية لليهود والعرب
 عبد الستار قاسم: هذه الدعوات تؤكد مطلب منظمة التحرير السابق بدولة علمانية لليهود والعرب

رفض الوجود
من جهته أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح بنابلس عبد الستار قاسم في حديثه للجزيرة نت أن مثل هذه الدعوات تؤكد مطلب منظمة التحرير السابق بدولة علمانية لليهود والعرب، مستهجنا ادعاء المنظمة تراجعها عن هذا البرنامج لاحقا "فهي بدّلت وغيّرت كثيرا".

ولفت قاسم إلى أن الخطر يكمن في أن إسرائيل ترفض هذا التعايش ولن تقبل بالفلسطينيين، وترفض الدولة الواحدة "وتدعو لدولة واحدة للشعب اليهودي عاصمتها القدس".

وبين أن مثل هذه الدعوات التي برأيه انطلقت من "السلطة والمطبعين والتحرريين" تربك الساحة الفلسطينية وتشتتها، وبدلا من أن يركز الفلسطينيون جهودهم لمواجهة إسرائيل يمزقون هذه الجهود ويفتتونها في البحث عن حلول لا يستطيعون تنفيذها على الإطلاق.

وشدد على أن هذه الدعوات موجودة منذ زمن وليس رديفة اللحظة وجاءت لجس نبض الشارع الفلسطيني "وتنم عن عجز وحالة من الإلهاء بأفكار لا يقبلها العدو أصلا".

المصدر : الجزيرة