السماح بنشاط الكتلة الإسلامية في الضفة

الكتلة الإسلامية اعتبرت الاتفاق انتصارا (موقع الكتلة الإسلامية على الإنترنت).
undefined
عوض الرجوب-الخليل   

أسفر اتفاق رعته لجنة الحريات المنبثقة عن الحوار الفلسطيني، عن إعلان إطلاق حرية الكتلة الإسلامية -الذراع الطلابي لحركة حماس في الجامعات الفلسطينية- ووقف جميع الملاحقات والاستدعاءات بحق نشطائها.

وجاء الاتفاق الذي وقع السبت الماضي بعد عشرة أيام من اعتصام عدد من طلبة الكتلة الإسلامية داخل حرم جامعة بيرزيت احتجاجا على استدعاء واعتقال نشطائها، وتعهدت فيه الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية في رام الله بوقف ملاحقة طلبة الجامعات على خلفية انتمائهم السياسي ونشاطهم الجامعي.

بدورها عبرت لجنة الحريات عن أملها في أن يكون "اتفاق بيرزيت" دافعا لأطراف الحوار الفلسطيني للتعجيل بتنفيذ المصالحة، وبادرة لوقف سياسة الاعتقال التعسفي على خلفية الانتماء السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

توجهات جدية
يقول ممثل لجنة الحريات خليل عساف -الذي ساهم بشكل مباشر في إنجاز الاتفاق- إنه لمس جدية من جانب الأجهزة الأمنية في العمل على إنجاح المصالحة، مضيفا أن هذه الأجهزة "ترى ضرورة إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة فلسطينية واحدة".

ونقل عن قادة الأجهزة الأمنية الذين التقاهم خلال الأيام الأخيرة، تأكيدهم أن اتفاق السبت ليس بادرة حسن نية "وإنما سياسة مستقبلية"، وأنه سيتم التشديد الصارم للجهات المعنية في كافة المحافظات بعدم اختراق القانون والاعتقال والاستدعاء على خلفية سياسية.

وأضاف أن الاتفاق أعلن بشكل واضح وصريح أن من حق الكتلة الإسلامية إقامة نشاطات طلابية داخل جامعة بيرزيت وغيرها، وأنه "يفتح أبوابا أخرى للعمل السياسي في بقية المناطق بالضفة الغربية".

وشدد عساف في حديثه للجزيرة نت على أن الاتفاق "واضح ولم يكن فيه مجال للمراوغة أو الشك أو التفسير"، موضحا أن وزير الداخلية سعيد العلي سلم الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان كتابا واضحا يقول فيه إن عمل الكتلة الإسلامية مشروع وغير مخالف للقانون، ويتعهد بعدم استدعاء أو ملاحقة أي شخص على خلفية نشاطه الطلابي أو عمله في الكتلة الإسلامية.

وأكد عضو لجنة الحريات أنه التقى قادة الأجهزة الأمنية وأكدوا له استعدادهم لاستقبال المؤسسات الحقوقية ولجنة الحريات في أي وقت لمراجعة أي خلل في الاتفاق.

سعيد القصراوي:
الاتفاق مصالحة فلسطينية مصغرة وخطوة عملية لترجمة المصالحة على أرض الواقع

انتصار وأمل
من جهتها، رحبت الكتلة الإسلامية بالاتفاق واعتبرته انتصارا لها بعد نحو خمس سنوات من الملاحقة الأمنية ومنعها من نشاطها في الضفة.

وقال سعيد القصراوي -وهو أحد الطلبة الذين شاركوا في الاعتصام داخل جامعة بيرزيت- إن الاتفاق جاء ثمرة لجهود الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان ولجنة الحريات العامة، ونص على عدم اعتقال أو استدعاء أي من طلبة الجامعات الفلسطينية على خلفية الانتماء السياسي والنشاط الطلابي.

وأوضح أن عضو لجنة الحريات خليل عساف التقى خلال الأيام الماضية بقادة الأجهزة الأمنية، في حين تقدمت الهيئة المستقلة بشكوى باسم الطلبة المعتصمين لوزير الداخلية الذي أصدر بدوره كتابا يمنع الاعتقال والاستدعاء السياسي.

وأضاف أن هذه التطورات وإعلان لجنة الحريات عن ضمانات بشأن عدم الملاحقة، وتعهدها بالعودة للاعتصام مع الطلبة في حال عدم تنفيذ الاتفاق من قبل الأجهزة الأمنية، عوامل ساهمت في تعليق الاعتصام داخل الجامعة.

ورأى القصراوي في الاتفاق "مصالحة فلسطينية مصغرة" و"خطوة عملية لترجمة المصالحة على أرض الواقع"، واصفا إياه بأنه "لا يعتبر إنجازا للكتلة وحدها وإنما إنجاز للوحدة والمصالحة على مستوى الوطن"، مناشدا قادة الفصائل الفلسطينية تنفيذ بنود المصالحة وتطبيقها بالكامل.

وأشار الناشط الطلابي إلى أن الكتلة الإسلامية مرت منذ الانقسام الفلسطيني أواسط يوليو/تموز 2007 بمرحلة صعبة، وتعرضت للملاحقات الأمنية والمنع من ممارسة نشاطها، وامتنعت عن خوض انتخابات مجالس الطلبة عدة سنوات.

المصدر : الجزيرة