انتقادات حقوقية لملاحقة المثقفين بالصين

تظاهرة في برلين الشهر الماضي ضد عام الثقافة الصينية في ألمانيا . الجزيرة نت
undefined
 
خالد شمت-برلين
 
كشف تقرير حقوقي أصدرته المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة "عن تزايد حالات انتهاك السلطات الصينية وأجهزتها الأمنية لحقوق الأدباء والكتاب والمثقفين ونشطاء الإنترنت والمدونين، وملاحقتهم خاصة المنتمين منهم للأقليات الدينية والعرقية المختلفة كالإيغور والتبتيين والمنغوليين".

وسجل التقرير الواقع في 120 صفحة حالات تتراوح بين السجن والملاحقة والتهديد وفرض الإقامة الجبرية بحق 79 كاتبا ومدونا وناشط إنترنت، وأوضح أن 54 من هؤلاء المثقفين يقبعون حاليا بسجون حكومية أو سرية أو معسكرات اعتقال أشغال شاقة صينية، وأوضح أن عشرات آخرين من الكتاب والمثقفين المعارضين يخضعون للإقامة الجبرية.

وتحدث التقرير المعنون بـ (عدو الدولة كاتب ) عن حالات لـ25 كاتبا ومؤلفا يتعرضون بانتظام  لتهديدات متواصلة وملاحقة وطلبات استدعاء من الأجهزة الأمنية الصينية.

الإصلاحات الثقافية التي أجراها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم زادت من نطاق الرقابة المفروضة على الكتاب والمثقفين

إصلاحات ورقابة
وذكر التقرير الحقوقي أن "الإصلاحات الثقافية التي أجراها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم زادت من نطاق الرقابة المفروضة على الكتاب والمثقفين بدلا من منحهم قدرا من الحرية مما دفع كثيرين منهم للتوقف عن الكتابات الانتقادية للنظام والسلطات في بلادهم".

وعبرت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة -في التقرير- عن قلقها من ارتفاع نسبة الكتاب الإيغوريين والتبتيين والمنغوليين بين الكتاب المسجونين، وأشارت إلى أن الأقليات التي ينتمي إليها هؤلاء لا تتجاوز عشرين مليون نسمة من بين تعداد سكان الصين البالغ أكثر من 1.3 مليار نسمة.

وقال التقرير إن من بين 54 كاتبا وناشطا ثقافيا بالسجون الصينية يوجد 16 كاتبا من التبت وعشرة من الإيغور واثنان من المنغول بينما ينتمي 26 كاتبا آخر إلى قومية إلهان الصينية، وأشار إلى أن عددا كبيرا من أقارب وأسر الكتاب المعتقلين المنتمين للقوميات الدينية والعرقية ملاحقون بمناطقهم التي تزايدت بها أيضا الملاحقات السياسية.

ولفت التقرير إلى أن القمع الصيني امتد لنشطاء الإنترنت والمدونين المهتمين بالدعوة للحفاظ على الطابع التراثي التقليدي والتاريخي بمناطقهم، والساعين لتعزيز التعايش بين الهان الصينيين والإيغور والتبت والمنغول.

‪‬ الأجهزة الأمنية الصينية وضعت أمام منازل الكتاب المعارضين الخاضعين للإقامة الجبرية كاميرات فيديو لمراقبة زوارهم(الجزيرة نت) 
‪‬ الأجهزة الأمنية الصينية وضعت أمام منازل الكتاب المعارضين الخاضعين للإقامة الجبرية كاميرات فيديو لمراقبة زوارهم(الجزيرة نت) 

محاكمات وسجن
ووثق تقرير المنظمة الحقوقية حالات لكتاب وأدباء ونشطاء إنترنت صينيين قال إنهم "قدموا لمحاكمات غير عادلة مخالفة للقانون الصيني والدولي حيث صدرت ضدهم أحكام بالسجن سنوات طويلة بعد اتهامهم بخرق النظام".

وعدد التقرير من بين هذه الحالات الكاتب الإيغوري نور محمد ياسين الذي حكمت عليه محكمة صينية بالسجن عشر سنوات بعد أن اتهمته بانتقاد النظام الشيوعي الصيني بشكل رمزي في قصة ألفها وتدور أحداثها في عالم الحيوانات.

كما سجل صدور حكم نهاية يناير / كانون الثاني الماضي بالسجن سبع سنوات على الشاعر تسو يفو بسبب قصيدة، وعلى الكاتب تشي تاو بعشر سنوات بسبب رسالة بريد إلكتروني.

وأشار إلى أن كثير من الكتاب الناقدين للنظام الصيني يستدعون بأشكال منتظمة لمقار الأجهزة الأمنية للاستجواب، و ذكر أن قسما من هؤلاء الكتاب وأقاربهم يتعرضون للتهديدات بينما فقد أقارب قسم آخر وظائفهم أو تعرضوا للحبس التعسفي.

ولفت التقرير إلى أن "الأجهزة الأمنية الصينية وضعت أمام منازل الكتاب المعارضين الخاضعين للإقامة الجبرية  كاميرات فيديو لمراقبة زوارهم مما جعل هؤلاء الكتاب معزولين بسبب تخوف معارفهم من زيارتهم".

وخلص تقرير المنظمة الحقوقية الألمانية إلى أن هذه الأوضاع غير الطبيعية تسبب أضعاف القدرة على الإبداع للكتاب الصينيين المعارضين مما دفع كثيرين منهم للهروب للعيش في المنافي.

المصدر : الجزيرة