خبراء: تفجيرات العراق تحمل رسائل مزدوجة

Iraqi policemen inspect the site of a car bomb in the central town of Hilla, south of the capital, on March 20, 2012, which killed two people and wounded 31 others
undefined

علاء يوسف-بغداد

قال خبراء سياسيون وأمنيون عراقيون إن التفجيرات التي شهدها العراق أمس الثلاثاء تحمل رسائل مزدوجة للداخل والخارج، وأكدوا أن وقوعها بهذا الشكل الذي شمل نحو عشرين مدينة عراقية يعني فشلا ذريعا للخطة الأمنية التي بدأتها الحكومة استعدادا لمؤتمر القمة العربية المقرر انعقاده نهاية الشهر الجاري.

وأسفرت تفجيرات أمس الثلاثاء -التي تبناها تنظيم دولة العراق الإسلامية- عن سقوط أكثر من خمسين قتيلا و250 جريحا، في سلسلة هجمات ضربت العاصمة بغداد وست محافظات أخرى في حصيلة ليست نهائية، ووقعت الهجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وذلك قبيل أيام من عقد القمة العربية.

حكومة عاجزة
وقال رئيس حزب الأمة النائب السابق مثال الألوسي إن الحكومة تزعم سيطرتها على الملف الأمني، رغم استمرار التفجيرات، وهو ما يعني فشلها في إدارة هذا الملف، وأضاف أن الحكومة لم تستطع توفير الأمن إلا لمنشآتها في المنطقة الخضراء، أما المواطن فهو عرضة لـ"الإرهاب" ولا توجد أي خطة أمنية لحمايته.

وطالب الألوسي في حديث للجزيرة نت، الحكومة العراقية بتقديم استقالتها بعد أن فشلت في جميع الملفات الاقتصادية والتربوية وفشلت كذلك في تحقيق المصالحة الوطنية، واتهمها بأنها حولت القوات المسلحة العراقية إلى دائرة من دوائر رئيس الوزراء نوري المالكي.

‪عاشور: الانسحاب الأميركي خلق فراغا لوجيستيا أثر على أمن العراق‬ (الجزيرة)
‪عاشور: الانسحاب الأميركي خلق فراغا لوجيستيا أثر على أمن العراق‬ (الجزيرة)

ومن جانب آخر، يرى المستشار في القائمة العراقية الدكتور هاني عاشور أن مسلسل "الإرهاب" في العراق لن ينتهي، وأشار إلى أن الانسحاب الأميركي من العراق خلق فراغاً بالدعم اللوجستي، الذي كانت تقدمة القوات الأميركية في مكافحة ما يسمى بالإرهاب، ما مكن بعض التنظيمات المسلحة من معاودة نشاطها من جديد.

وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن المنطقة تمر بحالة من القلق والاضطراب والتدهور الأمني، مؤكدا أن ما يحدث في دول الجوار من ارتجاجات أمنية تنعكس سلبياً على العراق، لذلك كان الوضع الأمني في العراق ولا يزال متدهورا لأنه لم يجد الطريق الصحيح لمعالجته.

وأرجع عاشور السبب في هذه الفوضى الأمنية إلى الخلافات داخل الحكومة العراقية، والخلافات داخل العملية السياسية، مؤكدا أن الجماعات المسلحة تستثمر هذه الخلافات، إلى جانب أن الجيش العراقي لم يصل إلى مرحلة التقنية العالية التي تمكنه من مواجهة مسلسل الإرهاب.

وقال إن الجهات التي تعلن مسؤوليتها عن هذه العمليات المسلحة تهدف إلى إفشال أي خطوة عراقية جادة، سواء كانت من الحكومة أو الشركاء السياسيين لاستقرار الوضع السياسي والأمني، لذلك تعمل هذه الجماعات على إرباك العملية السياسية.

رسائل للعرب
من جهته، أكد ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي أن تفجيرات الثلاثاء غير منفصلة عن الوضع السياسي الذي تمر به البلاد مع قرب انعقاد القمة العربية في بغداد.

وقال القيادي في الائتلاف سامي العسكري في تصريحات صحفية إن تفجيرات أمس تؤكد وجود إرادة لدى ما يسمى بالإرهاب لتعطيل القمة في بغداد، وأضاف أن هناك سعيا للضغط على الدول العربية لعدم حضور القمة.

‪ائتلاف دولة القانون: الجماعات المسلحة تريد إفشال القمة العربية‬ (رويترز-أرشيف)
‪ائتلاف دولة القانون: الجماعات المسلحة تريد إفشال القمة العربية‬ (رويترز-أرشيف)

وأكد العسكري أن التصور بانتهاء "العمليات الإرهابية" بشكل كامل في العراق "غير منطقي" معتبراً أن خروقا كهذه تحصل في أكثر دول العالم استقرارا وتطوراً في الأجهزة الأمنية.

وفي السياق نفسه، أكد الخبير الأمني العراقي اللواء صبحي ناظم توفيق أن الحكومة العراقية لا تستطيع السيطرة على الجماعات المسلحة، وأن تفجيرات أمس قرب وزارة الخارجية ضمن المنطقة الخضراء وفي محافظات أخرى خير دليل على ذلك.

وأضاف للجزيرة نت أن القوات المسلحة العراقية وخصوصاً المخابرات والاستخبارات العسكرية ووزارة الداخلية والأمن الوطني ليست بتلك القدرة التي تمكنها من فرض الأمن قبل انعقاد القمة، معتبرا أن الهدف من هذه التفجيرات هو إرسال رسالة إلى القادة العرب أنهم سيكونون مستهدفين، ولا سيما أن المسلحين تمكنوا من الوصول إلى المنطقة الخضراء باستهدافهم مبنى لا يبعد أكثر من مائتي متر عن وزارة الخارجية.

المصدر : الجزيرة