مدرسون عرب يساهمون بتعليم الصوماليين

الأستاذ يعقوب هو معلم سوداني يعمل في مدرسة حمدان بن راشد آل مكتوم .jpg
undefined
عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو
 
يعمل في المدارس والمؤسسات التعليمية الصومالية المختلفة عشرات الأساتذة والمعلمين من عدة دول عربية للمساهمة في النهضة التعليمة الصومالية بعد انهيار الحكومة وغياب كوادر صومالية بسبب الحروب الأهلية المستمرة في البلاد.

ويعود اهتمام الصوماليين بالمدرسين العرب بعد اندلاع الحروب الأهلية وتوقف معظم المؤسسات التعليمية الصومالية عن العمل. فبعد انهيار الحكومة المركزية قامت المدارس الأهلية بالتعاقد مع مدرسين عرب معظمهم من اليمن والسودان ومصر، للعمل بالمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى المراحل الجامعية، حيث يعمل عدد من الأساتذة العرب في الجامعات الأهلية المختلفة بالبلاد.

 
ويعتبر الأستاذ السوداني فاضل عوض الكريم نموذجا للمدرسين العرب إذ عمل بالعديد من المدارس الثانوية خلال السنوات العشر الأخيرة ويعمل محاضراً ومنسقا لكلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة بوصاصو، وسبق له العمل في جامعة مقديشو محاضراً في كلية التربية.

ويقول فاضل إنه يعمل من أجل نشر الثقافة العربية والإسلامية في الصومال الذي يقبل أهله على دراسة اللغة والثقافة العربيتين ويشير إلى أن البلاد في حاجة لكوادر عربية تربي الأجيال الناشئة، وتربط المجتمع الصومالي بمحيطه العربي والإسلامي عبر التثقيف والتعليم.

وأضاف "وجودي في الصومال نابع من شعوري بالمسؤولية وأحمل رسالة تربوية وتعليمية، وأناشد المؤسسات العربية والإسلامية بضرورة التركيز على الصومال وتقديم دعم تعليمي وثقافي للشعب المنكوب".

فاضل عوض الكريم يدرس منذ عدة سنوات بالمؤسسات الصومالية(الجزيرة نت)
فاضل عوض الكريم يدرس منذ عدة سنوات بالمؤسسات الصومالية(الجزيرة نت)

بعثة الأزهر
وتعد بعثة الأزهر الشريف في مدينة قرضو إحدى أقدم البعثات التعليمية العربية التي وصلت الصومال، حيث يعود تاريخ وصول البعثة لعام 1984، وتمنح جامعة الأزهر الشريف 25 منحة دراسية سنوياً لخريجي ثانوية معهد الأزهر الشريف في قرضو.

ومنحت البعثة الأزهرية في قرضو 300 منحة دراسية لخريجي المعهد منذ عام 2000. وتتكون البعثة الأزهرية في قرضو من 26 معلماً مصرياً يقومون بتدريس جميع المواد في المراحل الدراسية المختلفة.

ويقول المشرف العام على البعثة الأزهرية في قرضو عبد الله خالد موسى إن "وجود بعثة الأزهر الشريف في الصومال يعتبر إنجازا تعليميا وتربوياً حققه الإخوة العرب في الصومال، لأن البعثة قامت بنشر الفهم الإسلامي الوسطي داخل المجتمع الصومالي عبر تخريجها أجيالا واعية تدرك مدى المسؤولية التعليمية".

من جهتها، قالت وزيرة التربية والتعليم في أرض الصومال زمزم عبدي للجزيرة نت إن 170 مدرساً من الدول العربية يعملون حالياً في جمهورية أرض الصومال -شمالي غربي الصومال- ويقوم معظمهم بالتدريس في المدارس الثانوية المختلفة.

واعتبرت الوزيرة عمل المدرسين العرب في المدارس والمؤسسات التعليمية في البلاد بمثابة صمام أمان المجتمع من الثقافات الأجنبية الواردة.

بعثة الأزهر الشريف تعتبر إنجازا تعليميا وتربوياً للعرب في الصومال(الجزيرة نت)
بعثة الأزهر الشريف تعتبر إنجازا تعليميا وتربوياً للعرب في الصومال(الجزيرة نت)

هدية للصوماليين
وتوجد في مدينة بوصاصو مدرسة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وهي مدرسة ثانوية تخرج منها منذ تأسيسها عام 2003 حوالي 1500 طالب صومالي التحق معظمهم بالجامعات السودانية. ويعمل في مدرسة حمدان خمسة أساتذة سودانيين بالإضافة لمدير المدرسة.

ويقول مدير المدرسة عبد الله الطيب بابكر إن المدرسة هي هدية مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الشعب الصومالي المنكوب، وهي مؤسسة تعليمية تقوم على ترسيخ الثقافة العربية والإسلامية داخل المجتمع الصومالي.

وأوضح الطيب بابكر في حديث للجزيرة نت أن مدرسة حمدان تسعى جاهدة لتخريج كوادر صومالية مثقفة، ولها معرفة جيدة باللغة العربية والدراسات الإسلامية.

وتابع بالقول "على المؤسسات العربية التوجه نحو الصومال، لأن الهيئات التي تعمل من أجل خدمة الثقافة واللغة العربية محدودة جداً بالمقارنة مع المؤسسات والهيئات الغربية التي اتجهت إلى الصومال بعد انهيار حكومته، وأخشى أن تضيع الهوية العربية عند المجتمع الصومالي في ظل الوجود الكثيف للمؤسسات الغربية".

المصدر : الجزيرة