فرحة غزة بمشعل لم تقل عن فرحتها بالمحررين

زيارة مشعل وأعضاء المكتب السياسي لغزة
undefined

أحمد فياض-غزة

لم تكن فرحة أهل قطاع غزة بالزيارة التاريخية لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، أقل من فرحتهم  بتحرر الأسرى ضمن صفقة التبادل بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل عام ونيف.

فما إن برزت السيارة المكشوفة التي تقل مشعل وبصحبته رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية من معبر رفح، حتى تدافع المستقبلون مرحبين ومصفقين، في مشهد أعاد إلى الأذهان صورة استقبال المحررين الذين اصطف لاستقبالهم عناصر الجناح العسكري لحركة حماس والمواطنون ورجال الأمن على طول طريق صلاح الدين الرئيسي المؤدي من المعبر إلى مدينة غزة، حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس الخضراء.

أطفال خرجوا للترحيب بمشعل في غزة(الجزيرة نت)
أطفال خرجوا للترحيب بمشعل في غزة(الجزيرة نت)

تدافع المرحبين
ولكثرة تكرار تدافع المرحبين على سيارة مشعل محاولين مصافحته على طول الطريق الرئيسي الممتدة من معبر رفح وحتى منزل الشهيد الشيخ أحمد ياسين، المحطة الأولى التي استهل بها مشعل زيارته لغزة، استغرق وصول الوفد إلى هناك نحو ساعتين ونصف قطع خلالها الموكب نحو 37 كلم.

والمشهد ذاته تكرر في مدينة غزة لدى تنقل مشعل من منزل الشهيد القائد أحمد الجعبري شرق مدينة غزة ومكان مجزرة عائلة الدلو غرب المدينة.

وعلى وقع هذه الأجواء لم يخف المرحبون -وغالبيتهم على الأرجح من مؤيدي حماس- فرحتهم الكبيرة بقدوم "أبو الوليد"، كما كان يحلو لهم مناداته والترحاب به لدى استقباله ومروره بجانبهم.

ويقول الحاج السبعيني محمود أبو ذيب -وهو من المقاتلين القدامى- الذي أصر على دخول معبر رفح ليكون ضمن أوائل المواطنين المرحبين بمشعل، "جئت لمقابلة مشعل مرتدياً زي العرس الفلسطيني، لأني أعتبر قدوم أبو الوليد لغزة يوم عرس لما يمثله هذا الرجل من رمزية للمقاومة".

بشرى للتحرير
وأضاف أبو ذيب في حديثه للجزيرة نت أنه يرى في قدوم مشعل بشرى لتحرير المسجد الأقصى والانتصار على الاحتلال، مشيراً إلى أن تزامن وصوله مع تمكن المقاومة الفلسطينية بصواريخها من بلوغ القدس المحتلة، "رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن غزة انتصرت وباتت تستقبل القادة والفاتحين استعداداً لجولة أخرى من جولات تحرير كل فلسطين".

أما طارق الأسطل -وهو من سكان مدينة خان يونس- فقال إنه شعر لدى قدوم مشعل بفرحة لا توصف، إلى درجة أنه لم يتمكن من منع نفسه من الاندفاع نحو سيارته لمصافحته.

وأضاف الأسطل للجزيرة نت "لم نكن نحلم أن مشعل يمكن أن يصل غزة"، متوقعاً أن تشكل الزيارة منعطفا تاريخيا باتجاه تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني على صعيد تحقيق المصالحة وتطوير المقاومة.

الحاج محمود أبو ذيب: قدوم مشعلبشرى لتحرير المسجد الأقصى (الجزيرة نت)
الحاج محمود أبو ذيب: قدوم مشعلبشرى لتحرير المسجد الأقصى (الجزيرة نت)

تتويج لانتصار
أما الشاب معين محمد من وسط قطاع غزة فقال للجزيرة نت إنه لم يأت للترحيب بمشعل فقط، بل بكافة أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الداخل والخارج، لأنها المرة الأولى التي تجتمع فيها القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة.

ويرى أحمد فايز (ممرض) أن زيارة مشعل لم تكن متوقعة، وجاءت تتويجاً للانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى أن حالة الفرحة العارمة لدى استقبال مشعل من كافة شرائح وانتماءات سكان قطاع غزة، دليل على أن الناس يعتبرونه رمزاً من رموز المقاومة.

وتوقع فايز في حديثه مع الجزيرة نت أن يكون للزيارة أثر إيجابي على صعيد تحقيق الوحدة الوطنية ونبذ الخلاف وحشد الناس خلف خيار المقاومة.

المصدر : الجزيرة