إشكالية تمثيل جنوب اليمن بالحوار

القضية الجنوبية تمثل أبرز الملفات الشائكة المطلوب حلها في إطار مؤتمر الحوار القادم باليمن (الجزيرة نت - إرشيف)3.JPG
undefined

سمير حسن-عدن

مع قرب موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن المقرر عقده مطلع العام المقبل تبذل الحكومة اليمنية ومعها الرعاة الإقليميون والدوليون في الأثناء جهودا حثيثة لحمل الجنوبيين على المشاركة وحل إشكالية التمثيل للقضية الجنوبية في الحوار.

ويرى محللون ومراقبون في هذا التحرك محاولة لحشد بقية الأطراف في الحراك الجنوبي -التي لا تزال تبدي ممانعة ورفضا للحوار- باتجاه المشاركة في التمثيل للقضية الجنوبية التي تعد أبرز الملفات الشائكة أمام الحوار، وأكثر القضايا الرئيسية المطلوب حلها في إطار مؤتمر الحوار القادم.

نتائج متقدمة
وسبق أن أقرت فنية الحوار الوطني أن يمثل أبناء الجنوب بـ50% في فريق القضية الجنوبية، لكن إشكالية هذا التمثيل الجنوبي لا تزال قائمة مع استمرار التباين في مواقف قوى الحراك الجنوبي  بشأن مشاركتها في الحوار القادم".

وقال رئيس تحرير صحيفة الأمناء بعدن والمقربة من الحراك الجنوبي عدنان الأعجم في حديثه للجزيرة نت إن تحركات مكثفة تجريها قيادات دبلوماسية خليجية ودولية مع قيادات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج لا تزال مستمرة، تهدف لعدم استثناء أي طرف جنوبي في التمثيل للقضية الجنوبية بالحوار القادم".

وأكد الأعجم في حديث للجزيرة نت أن هناك أنباء عن نتائج متقدمة في هذه الحوارات يتوقع أن يفصح عنها في اليومين القادمين وفقا لمقترحات خليجية لحل الأزمة الجنوبية من شأنها الدفع بقيادات الحراك الجنوبي إلى المشاركة بالحوار".

‪راجح بادي: هناك طرف جنوبي لا زال يرفض المشاركة بالحوار‬ (الجزيرة نت)
‪راجح بادي: هناك طرف جنوبي لا زال يرفض المشاركة بالحوار‬ (الجزيرة نت)

تحالفات جديدة
وتشهد الساحة الجنوبية في الوقت الراهن بروز كيانات وتحالفات سياسية جديدة تحظى بمساندة وتأييد أطراف إقليمية ودولية منصبة على الشأن اليمني داخل الحراك الجنوبي أبرزها "المجلس الوطني الجنوبي" الذي أعلن موافقته مؤخرا على المشاركة في الحوار، واشترط أن تكون هذه المشاركة على أساس مفاوضات بين "دولتين جنوبية وشمالية ندا لند".

وقال راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني للجزيرة نت إن المجتمع الدولي ورعاة المبادرة الخليجية كثفوا من جهودهم مع كل الأطراف الجنوبية التي ما زالت ترفض المشاركة في الحوار وهناك مؤشرات إيجابية".

وأكد أن نتائج تلك اللقاءات تشير إلى انفراج وتعديل في مواقف بعض هذه القوى وبعضها طلب إعطاءها فرصة من الوقت لتحديد موقفها النهائي من الحوار الوطني.

وأضاف "هناك طرف جنوبي ما زال يرفض المشاركة بالحوار ويضع بعض الحجج والشروط والمخاوف بينما هناك أطراف جنوبية عدة شاركت في أعمال التحضير للحوار الوطني عبر ممثليها، وهذه الأطراف وغيرها أعلنت موافقتها على المشاركة في الحوار الوطني".

وأشار المستشار الإعلامي إلى أن التمثيل للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار سيكون لأبناء المحافظات الجنوبية، وأنه ليس من حق أي طرف أو شخصية أو فصيل أن يدعي أنه الممثل الوحيد للجنوب في الحوار".

وردا على سؤال للجزيرة نت حول شروط بعض الفصائل بشأن المشاركة، شدد بادي على أن رسالة القوى السياسية في الداخل والقوى الإقليمية واضحة، وتنص على عدم قبول أي اشتراطات لأي من الأطراف التي تريد الدخول في الحوار الوطني".

‪عبد القوي رشاد طالب بضمانات دولية لتنفيذ مخرجات الحوار‬ (الجزيرة نت)
‪عبد القوي رشاد طالب بضمانات دولية لتنفيذ مخرجات الحوار‬ (الجزيرة نت)

بين القبول والرفض
وكانت مكونات سياسية جنوبية متعددة أعلنت موافقتها على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، ما عدا فصيل الحراك الجنوبي الذي يتزعمه الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله".

وأشار رئيس مجلس تنسيق تكتل قوى الثورة الجنوبية عبد القوي رشاد إلى أن المكونات الجنوبية التي أعلنت حتى الآن موافقتها على المشاركة في مؤتمر الحوار ستقوم قريبا بالإعلان عن ممثليها في مؤتمر الحوار القادم.

وقال في تصريح للجزيرة نت "نحن موافقون على الدخول في مؤتمر الحوار القادم لأننا لا نرى من وسيلة أخرى لحل القضية الجنوبية والأزمة السياسية التي تعصف باليمن غير الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف المتصارعة".

واشترط رشاد، وهو الأخ غير الشقيق لأول رئيس وزراء في الجنوب عقب الاستقلال عن الاستعمار البريطاني فيصل عبد اللطيف أن تكون هذه المشاركة لحل القضية الجنوبية مصحوبة بضمانات دولية لتنفيذ مخرجات الحوار وتقديم المساعدات بهدف تعزيز وإنجاح الحوار وتطبيق مخرجاته على أرض الواقع".

المصدر : الجزيرة