التيار الشعبي المصري

التيار الشعبي المصر

تجمع سياسي مصري، تشكل عام 2012 من عدد من القوى والشخصيات اليسارية والليبرالية، ليحقق نوعا من التوازن في المشهد السياسي المصري في مواجهة صعود جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية.

النشأة والتأسيس: أعلِن عن تشكيل "التيار الشعبي المصري" يوم 21 سبتمبر/أيلول 2012، باحتفال حاشد أمام قصر عابدين الرئاسي الشهير في القاهرة.

وتمَّ الإعلان عن تشكيل التيار من حملة حمدين صباحي الرئاسية وحزب الكرامة الذي ترأسه سنوات، وعدد من الشخصيات العامة السياسية والفكرية والفنية من أصحاب التوجهات المتراوحة بين الناصرية واليسارية والليبرالية.

وكان من الشخصيات المشاركة في المؤتمر التأسيسي: الدكتور عمرو حمزاوي، والإعلامي حمدي قنديل، والفنانة فردوس عبد الحميد، ووكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان عبد الغفار شكر، ووالدة الشهيد خالد سعيد، وآخرون، إضافة إلى الحشد الجماهيري.

الفكر والأيديولوجيا: كان الهدف من تأسيس التيار الشعبي -كما قال رئيسه حمدين صباحي- هو "تجميع القوى السياسية المدنية تحت إطار سياسي يحقق نوعا من التوازن في المشهد السياسي المصري، في مواجهة صعود جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية".

واختار التيار شعار "حرية، عدالة اجتماعية، استقلال وطني"، ووضع لنفسه برنامجا سياسيا يرتكز على ثلاثة محددات رئيسية: أولها إقامة نظام سياسي ديمقراطي يجسد مبدأ السيادة للشعب، والثاني تحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على تنمية شاملة تضمن تكافؤ الفرص وعدالة التوزيع، أما الثالث فالكرامة الإنسانية المحمية باستقلال وطني يستعيد دور مصر العربي والأفريقي ومكانتها الإسلامية.

المسيرة السياسية: شكَّل التيار الشعبي إثر الإعلان عنه مجلسَ أمناء، وأسنده إلى 17 من شباب الثورة. لكنه -بحسب مراقبين- استغرق في معارضته لجماعة الإخوان المسلمين ولقرارات الرئيس محمد مرسي مما جعله يبتعد عن الأهداف التي وضعها لنفسه، لذلك اقتصرت إسهاماته في مجالي السياسة الداخلية والخارجية في البلاد وقتئذ على تبني حملة إلكترونية لمعارضة حصول مصر على قرض من صندوق النقد الدولي، وقيام رئيسه حمدين صباحي بزيارة لقطاع غزة ضمن وفد برلماني مصري.

وكرد فعل على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، تكونت "جبهة الإنقاذ الوطني" من عدد من الأحزاب المصرية، وكان منها التيار الشعبي الذي مثله في الجبهة حمدين صباحي.

يأخذ المنتقدون على التيار الشعبي المصري تناقضه في إعلانه التركيز أثناء لقاء رئيسه مع الرئيس محمد مرسي في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 على قضية القصاص لشهداء الثورة، ثمَّ رفضه بعد أسبوعين من هذا اللقاء كل مواد الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، والتي منها إعادة محاكمة قتلة شهداء الثورة.

ويشرون أيضا إلى أن من التناقض المثير للتعجب هذا التوافق اللافت بين حمدين صباحي الناصري ذي الميول المناهضة للسياسات الغربية، ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي صاحب التوجهات السياسية الليبرالية المتماهية مع السياسات الغربية.

المصدر : الجزيرة