انتخابات الأردن.. النخب تتسابق والشارع غائب

احزاب معارضة تقاطع الانتخابات احتجاجا على قانون الانتخاب الذي تضمن قائمة نسبية اعتبرتها شكلية - ارشيف.
undefined

محمد النجار-عمان

على بعد نحو شهر من الانتخابات البرلمانية الأردنية المقررة في 24 يناير/كانون الثاني 2013 تبدو السخونة على أشدها في أوساط النخب السياسية البيروقراطية والعشائرية ورجال الأعمال وقادة أحزاب، بينما يبدو الشارع غائبا حتى الآن عن هذا الصخب.

وينشط وزراء ونواب سابقون وقادة أحزاب وسطية وأخرى معارضة ورجال أعمال في عملية تشكيل قوائم تتنافس على مقاعد القائمة الوطنية التي خصص لها قانون الانتخاب 27 مقعدا من أصل 150، سعيا وراء تشكيل تحالفات للبرلمان المقبل الذي وعد العاهل الأردني أن تنبثق عنه أول حكومة برلمانية في المملكة.

هدية للمعارضة
ويتزامن ذلك مع ما كشفته مصادر موثوقة للجزيرة نت عن قلق رسمي على أعلى المستويات من عدم اكتراث الشارع بانتخابات البرلمان المقبل، حيث كشفت استطلاعات سرية أجريت لصالح جهات عليا في الدولة عن أن حجم المشاركة بالانتخابات لن يتجاوز 45% في أفضل الأحوال، وهو ما سيكون هدية للمعارضة التي قاطعت الانتخابات.

وتقاطع خمسة أحزاب الانتخابات المقبلة، أبرزها حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وحزبا الوحدة الشعبية والشيوعي المعارضان، عوضا عن حزبي الوطني الدستوري والحياة الوسطيين.

‪‬ طاهر العدوان: السخونة في التحضير للانتخابات لا تزال محصورة في نخب الأحزاب التي لم تقاطع الانتخابات (الجزيرة)
‪‬ طاهر العدوان: السخونة في التحضير للانتخابات لا تزال محصورة في نخب الأحزاب التي لم تقاطع الانتخابات (الجزيرة)

وتوالت خلال الأيام الماضية الإعلانات عن قوائم شكلتها أحزاب، في حين يتوقع الإعلان عن قوائم بدأ سياسيون ورجال أعمال بتشكيلها.

وفتح تشكيل هذه القوائم غير الحزبية الباب لتسريبات عن وجود رعاية رسمية لبعضها، في حين تنفي الحكومة وجهاز المخابرات والديوان الملكي أي دور لها في تشكيل القوائم.

بالمقابل تراجع سياسيون عن تشكيل قوائم أبرزهم رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري الذي قالت مصادر سياسية للجزيرة نت عنه إن المصري بات يعتبر الدخول بالانتخابات "محرقة".

والتقى العاهل الأردني عبد الله الثاني الأسبوع الماضي بشخصيات قومية ويسارية، وحثها على المشاركة في الانتخابات، واستمع في لقائين منفصلين إلى مبررات شخصيات يسارية وقومية للمقاطعة، لكنه أثنى على سعي أخرى لتشكيل قوائم انتخابية وغازلها بوصفه اليسار بـ"القوة الصاعدة".

المال السياسي
ويتحدث وزير الإعلام الأردني الأسبق طاهر العدوان عن أن السخونة في التحضير للانتخابات لا تزال محصورة في نخب الأحزاب التي لم تقاطع الانتخابات إضافة للقوائم التي ستعتمد على المال السياسي أو النفوذ العشائري.

وقال للجزيرة نت "حماس الشارع سيظهر خلال الحملة الانتخابية التي ستبدأ بعد فتح الترشيح بعد أسبوع".

‪دعوات لمقاطعة الانتخابات في مسيرة بجنوبي الأردن‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪دعوات لمقاطعة الانتخابات في مسيرة بجنوبي الأردن‬ (الجزيرة-أرشيف)

وتوقع العدوان أن يكون الزخم الأساسي للانتخابات خارج المدن الرئيسية بينما يزداد في المحافظات ذات الزخم العشائري.

وأضاف أن "الخطر الكبير في الانتخابات المقبلة هو المال السياسي وعمليات شراء الأصوات التي ستدمر الانتخابات وستقوي المعارضة، ولن تدمر الثقة بالبرلمان المقبل فقط بل ستضع الدولة بموقف ضعيف أمام معارضة ستحصل على هدية لم تبحث عنها".

من جانبه يؤكد رئيس مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن كل هذه السخونة في أوساط النخب حدثت بعد فتح الباب أمام "قائمة مغلقة لن تحدث تغييرا كبيرا بالمشهد السياسي، فكيف سيكون الحال لو فتح الباب لقائمة مفتوحة وبعدد أكبر من النواب".

وقال للجزيرة نت "الصراع المهم حاليا داخل هذه القوائم على الترتيب داخلها، حيث أن فرصها تكمن بالفوز بعدد محدود من المقاعد ربما لا يتجاوز الواحد أو الاثنين، ونلاحظ أن شخصيات عشائرية أو رجال أعمال يتصدرون القوائم وباقي العدد مجرد كومبارس لجلب بعض الأصوات للقائمة".

وعن التوقعات باستمرار عزوف الأردنيين من أصول فلسطينية عن التوجه لصناديق الاقتراع توقع الرنتاوي أن تبقى الأمور على حالها.

ولفت إلى أن دراسات علمية أظهرت أن أهم ثلاث دوائر في عمان هي الأولى والثانية والثالثة ودائرة الرصيفة في الزرقاء والتي يغلب عليها الصوت الفلسطيني "تعتبر الأقل تصويتا في المملكة بنسبة تقل عن 30%".

ويعزو الرنتاوي أسباب عزوف الأردنيين من أصل فلسطيني عن المشاركة إلى سببين هما مقاطعة الإخوان المسلمين الذين يقول إنهم "أهم قوة محركة لهذا الشارع"، إضافة لعزوف نخب مهمة عن تشكيل قوائم سياسية.

المصدر : الجزيرة