غاب صوت فقراء مصر عن المشهد المحتقن فيها. وفي خضم الأزمة لم يتطرق أي من فرقاء السياسة إلى التأثير السلبي للاحتقان على هؤلاء الذين تضرروا في أرزاقهم أكثر من غيرهم.
تزامنت عودة الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى مصر عام 2010 والحديث عن احتمال ترشحه لرئاسة الجمهورية لمنافسة الرئيس المخلوع حسني مبارك، مع ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي من نظام مبارك، والذي ترجم في ثورة "25 يناير" التي أطاحت به.
ولمع نجم البرادعي وأصبح ركنا أساسيا في المشهد الثوري، لكنه سرعان ما انسحب من معركة الرئاسة مبررا ذلك بعدم وجود دستور يحدد سلطات الرئيس، ليغيب عن مصر ومشهدها السياسي عدة أشهر، قبل أن يعود ليؤسس حزب الدستور الذي انضوى تحت لواء جبهة الإنقاذ الوطنية المعارضة للرئيس محمد مرسي وقراراته، وبات حجر زاوية في تحركاتها وتصريحاتها ودعواتها.
الأزمة التي عاشتها مصر بعد الإعلان الدستوري الأول للرئيس مرسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 ضربت أيضا حزب الدستور الذي شهد استقالات جماعية اعتراضا على رفض البرادعي للحوار مع مرسي ورفض الحزب للدستور.
ويشير موقع الحزب الذي تأسس عام 2012 إلى أن أيديولوجيته "مصرية بسيطة وجامعة لكافة فئات الشعب المصري"، وتتلخص في "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ويفتح أبوابه لكل مصري مؤمن ومدافع عن مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير".
وعن هذا الحزب يقول البرادعي (وكيل مؤسسيه) إن "قوتنا في وحدتنا لا في عددنا فقط"، مشددًا على أنه مع مؤسسي الحزب يحلمون بضمّ خمسة ملايين مصري في حزب وسطي جامع لا ينافس أحزابا أخرى، وإنما يعمل على جمع الشمل. وأوضح في الاجتماع الأول للجنة التأسيسية للحزب أن الفكرة ليست جديدة، لكن الظروف الحالية فرضت على مؤسسيه الإقدام على إقامة بناء سياسي واسع يلبي أحلام الشعب المصري.
شعار وقادة
ولتحقيق أحلام ملايين المنتسبين التي تحدث عنها البرادعي، اختار الحزب شعارا من بين 172 تصميما.. هدف إلى الجمع بين "هوية حزب الدستور حزب الثورة المصرية بامتياز، وبين الهوية الشعبية للمصريين". فشجرة "الجميز" المنبثقة من كتاب، تحمل العديد من الدلالات التي تكسر المفهوم التقليدي لصياغة هوية مؤسسة أو شركة، تبحث عن مجرد علامة تجارية لا تخطئها العين.
إن صورة الشجرة المنبثقة من كتاب، فضلا عن أنها تحمل مسمى شعبيا وعالميا، مستقرا وثابتا وواضحا في إدراك الجميع أطفالا وكبارا، مصريين وغيرهم، فهي تتمتع بقابلية شديدة للتطويع والاستخدام في توصيل الرسائل السياسية للحزب، إذ يمكن التعبير عن حالة الحزن والحداد مثلا بتساقط أوراق الشجرة، كما يمكن إعادة تلوينها للتعبير عن موقف سياسي معين، كاللون الأحمر في حال الرفض، إلى جانب استخدامها في رسم علامات سياسية، أو تجميعا في شكل إنسان.
أبرز قادة الحزب الذي أريد له -بحسب مؤسسيه- أن يكون جامعا للطيف الشبابي الثوري المصري: