التعليم ضحية المواجهات بكيسمايو

القوات المشتركة حولت مقر جامعة كيسمايو إلى مايشبه ثكنة عسكرية
undefined
 
عبد الرحمن سهل-كيسمايو

انعكست المواجهات الأخيرة في كيسمايو جنوبي الصومال بين القوات الحكومية وحليفتها الكينية من جهة وحركة الشباب المجاهدين من جهة أخرى سلبا على القطاع التعليمي الأهلي مما تسبب في انقطاع الدراسة كليا أو جزئيا وتعكير البيئة التعليمية.

ولم تستثن المؤسسات التعليمية الأهلية من السلاح أسوة بغيرها من المرافق، ويتسبب تبادل إطلاق النار في إصابة الطلاب بالرعب والخوف ويحد من إقبالهم على المؤسسات التعليمية وتحصيلهم العلمي.

وكثيرا ما توقف سير الطلاب إلى مدارسهم، عقب وقوع انفجار والذي غالبا ما يستتبعه إعلان حالة طوارئ حيث تقف حركة الناس تلقائيا والذين يهرعون إلى بيوتهم.

ثكنة عسكرية
ويروي عبد القادر الشيخ محمد الحكم نائب رئيس جامعة كيسمايو كيف أن مقر الجامعة تحول إلى ثكنة عسكرية نتيجة إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها، وانتشار القوات الكينية والصومالية في جميع الجهات المحيطة بها.

وقال الشيخ محمد للجزيرة نت "استهدفت القوات حرم الجامعة بالقصف الجوي والبحري أثناء اقتحامها المدينة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ومنذ تلك اللحظة تحولت المدينة الجامعية الواقعة على الضاحية الشمالية لكيسمايو إلى ما يشبه ثكنة عسكرية".

‪عبد القادر الشيخ محمد‬ (يمين):(الجزيرة نت)
‪عبد القادر الشيخ محمد‬ (يمين):(الجزيرة نت)

ويشير إلى أن هذا الاستهداف جعل العملية التعليمية بالجامعة مستحيلة بسبب تمركز القوات المشتركة بالمدخل الرئيسي لها، وإزاء ذلك لم يكن أمام إدارة الجامعة خيار آخر سوى نقل أعمالها إلى مدرسة وسط المدينة تفاديا لانقطاع الدراسة.

غير أن الشيخ محمد أكد أن هناك صعوبات تواجههم بالمقر الجديد لكونه يقع وسط المدينة، وعلى جانب الطريق الرئيسي، حيث تؤثر الضوضاء على استيعاب الطلاب.

من جانبها تنفي الإدارة الانتقالية الصومالية في كيسمايو، استهدافها المؤسسات التعليمية الأهلية، وقال عبد الناصر سيرار من هذه الإدارة للجزيرة نت إنهم يعملون على تهيئة الأجواء المناسبة للعملية التعليمية، إلى حين انقضاء هذا "الظرف الأمني الطارئ".
 
بيئة ملغمة
بدوره تحدث مسؤول العلاقات العامة لجامعة كيسمايو محمد عبد الله عن التوتر الأمني المستمر بمناطق محافظة جوبا السفلى وأثره السلبي على العملية التعليمية.

وقال عبد الله للجزيرة نت "فقدنا أربعة طلاب منذ 2007 في حوادث أمنية وإطلاق نار". ووصف بيئة التعليم بأنها ملغومة نظرا للاضطرابات الأمنية المستمرة، إلا أنه أكد تمسكهم بمواصلة جهودهم التعليمية تحت أي ظرف كان.

وأنشئت جامعة كيسمايو عام 2005، وتتكون من أربع كليات هي كلية الشريعة والتربية والصحة والاقتصاد والعلوم الإدارية، وقد تخرج منها ثلاث دفعات.

ويقدر عدد المدارس الأهلية بمناطق جوبا 26 مدرسة، إضافة إلى جامعتي كيسمايو وجوبا السفلى، ومعاهد ومراكز تعليمية. ويبلغ عدد طلاب المؤسسات التعليمية الأهلية بمناطق جوبا عشرة آلاف، من بين سكان المنطقة البالغ عددهم نصف مليون شخص.

المصدر : الجزيرة