هل يفضي التطبيع بين فتح وحماس لمصالحة؟
واتخذت الحركتان خلال الأسبوعين الماضيين خطوات سياسية واجتماعية ساعدت على خلق أجواء إيجابية وإطلاق محدود للحريات في الضفة وغزة، ترى الحركتان أنها دليل على توجه حقيقي نحو إنهاء الانقسام، لكن محللين اعتبروها مجرد محاولة لخلق أجواء إيجابية.
خطوات تطبيعية
فسياسيا، سُمح لحركة حماس في الضفة الغربية بالتظاهر وإقامة المهرجانات احتفالا بانتصار غزة بمشاركة فتح التي حضر قادتها أيضا استقبال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في غزة.
وبعد إطلاق الحكومة المقالة في غزة سراح عدد من عناصر فتح الذين شاركوا في الانقسام, وسماحها لعشرين من قياداتها بالعودة من الخارج، تراجعت حدة الاعتقالات لأنصار حماس في الضفة، وسمح لها برفع أعلامها هناك.
وترفض الحركتان وصف هذه الخطوات بالتجميلية أو غير الجدية، وتصران على أنها خطوات عملية لإنهاء الانقسام وفقا لمسؤولين فيهما.
وقال القيادي في فتح يحيى رباح من غزة للجزيرة نت إن العلاقة مع حماس تحسنت، خاصة بعد كسر العدوان الإسرائيلي على غزة، ومنح فلسطين صفة مراقب في الأمم المتحدة.
ووصف رباح الخطوات الأخيرة بأنها "تبادل للهدايا الإيجابية", وقال إن العلاقة بين الحركتين تسير "من حسن إلى أحسن", مشددا على فشل الرهان على الانقسام.
كما أبدى تفاؤله بمستقبل تلك العلاقة، وأمِل أن تتوطد لمجابهة أعباء المرحلة القادمة وبما يحفظ الانتصارات الأخيرة.
وقال القيادي في فتح إن على رأس أولويات حركته تجسيد المصالحة في ضوء النتائج الكارثية للانقسام, مشيرا إلى تصريحات خالد مشعل الأخيرة التي قال فيها إن أي طرف لم يستفد من الانقسام.
العامل الإسرائيلي
من جهته, قال النائب عن حماس في مدينة الخليل حاتم قفيشة إن الخطوات الإيجابية بدأت منذ فترة، مشيرا إلى الإفراج عن معتقلي فتح في غزة والسماح بعودة عدد من قياداتها، ومشاركة حماس في عدة فعاليات بالضفة.
وأشاد قفيشة بتلك الخطوات, مشددا على أن قوة الفلسطينيين في وحدتهم، وأن الانقسام يزيد المحتل غطرسة.
وتوقع أن تُجبر السلطة شعبيا على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بما يساعد على المصالحة.
أما المحلل السياسي ومدير مكتب القدس للإعلام خالد العمايره فرأى أن الخطوات الأخيرة أكثر جدية من سابقاتها.
وقال للجزيرة نت إن ذلك قد يجسد رغبة لدى الحركتين في "التعايش مع الواقع، والتخلص قدر الإمكان من الأضرار والسلبيات التي تنتج عن استمرار الانقسام".
واستبعد العمايره إبرام اتفاق نهائي بين الحركتين "ما دامت الأزمة السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تراوح مكانها"، موضحا أن التزامات السلطة مع إسرائيل تجعل التصالح النهائي غير ممكن وغير واقعي في الأمد القريب على الأقل.