ثوار اليمن يعترضون على نسب تمثيلهم

انطلاق الحوار يواجه بشروط من الثوار
undefined

عبد الحكيم طه وعبده عايش-صنعاء

يعترض شباب الثورة باليمن على نسبة تمثيلهم بمؤتمر الحوار الوطني، الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، بينما يثور جدل بشأن تحديد إقرار تمثيل الجنوبيين بنسبة لا تقل عن 50% من إجمالي المشاركين بالمؤتمر البالغ عددهم 565 مشاركا من كل الأطياف والقوى والتيارات.

وكان اتفاق رعاه مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر قد حدد نسب تمثيل القوى اليمنية بالمؤتمر الذي سيقر شكل الدولة والنظام السياسي، ويصوغ دستورا جديدا ونظام الانتخاب، تمهيدا لإنهاء المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في العام 2014.

وأعطى الاتفاق حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وحلفاءه 112 مقعدا، بينما منح قوى الحراك الجنوبي 85 مقعدا، وحصل الحوثيون في صعدة على 35 مقعدا، في حين ترك 62 مقعدا للرئيس عبد ربه منصور هادي يختار لها من يشاء.

كما منح الاتفاق خمسين مقعدا لحزب الإصلاح، و37 للحزب الاشتراكي، وثلاثين للحزب الناصري وأربعين للنساء، ومثلها للشباب، بينما حصل حزب الرشاد السلفي على سبعة مقاعد، وخصص عشرين مقعدا للأحزاب المتبقية في تكتل اللقاء المشترك الممثل بالحكومة.

‪حبيب العريقي: شباب الثورة هم من صنعوا التغيير ويجب أن يكونوا الجزء الأساسي بالحوار‬ (الجزيرة)
‪حبيب العريقي: شباب الثورة هم من صنعوا التغيير ويجب أن يكونوا الجزء الأساسي بالحوار‬ (الجزيرة)

اعتراض
وقد اعترض شباب الثورة على النسبة المخصصة لهم، وقال عضو اللجنة التنظيمية للثورة حبيب العريقي، إنهم طالبوا بثمانين مقعدا بالمؤتمر تقلصت إلى النصف بينما زيدت حصة ممثلي حزب المؤتمر الشعبي وحلفائه، "ممن واجهوا وقتلوا شباب الثورة ووقفوا ضد التغيير في البلد".

وأضاف العريقي في حديث للجزيرة نت أن "شباب الثورة هم من صنعوا التغيير في اليمن، ولذلك ينبغي أن يكونوا الجزء الأساسي بالحوار الوطني".

وأشار إلى أن شباب الثورة يطالبون بتقديم الضمانات لإنجاح الحوار، وعلى إقالة أبناء وأقارب صالح من الجيش والأمن، ورعاية أسر الشهداء وإطلاق المعتقلين قبل انعقاد مؤتمر الحوار.

ورأى العريقي أن "تجاهل وتهميش شباب الثورة قد يؤدي إلى العصف بالتسوية السياسية برمتها"، وقال إن "الشباب الذين نزلوا إلى الساحات والشوارع لإسقاط نظام صالح، بإمكانهم النزول مجددا لتحقيق أهداف الثورة كاملة.

من جانبه اعتبر الباحث السياسي عبد الباري طاهر أن الاختلاف على نسب التمثيل في مؤتمر الحوار "شيء معيب"، وأشار إلى أن القوى المسيطرة على الدولة تتنازع فيما بينها على اقتسام حكم البلد "بينما همش شباب الثورة الذين أحدثوا التغيير".

‪عبد الباري طاهر: شباب الثورة الذين أحدثوا التغيير همشوا‬ (الجزيرة)
‪عبد الباري طاهر: شباب الثورة الذين أحدثوا التغيير همشوا‬ (الجزيرة)

ورأى أن الأخطر فيما يجري هو الحوار في ظل سيطرة السلاح وطرفي الحرب، "لذلك نحن نطالب أولا بهيكلة قوات الجيش والأمن، وإخراج الجيش من الحياة السياسية والحزبية، قبل الشروع في الحوار".

في المقابل اعتبر المحلل السياسي نجيب غلاب أن النسب متوافقة مع طبيعة القوى الفاعلة الموجودة بالواقع، وأوضح أن أغلب شباب الثورة ممن أداروا ساحات الاعتصام ونظموا التظاهرات والاحتجاجات، ينتمون لتلك الأحزاب.

ورأى غلاب في حديث للجزيرة نت أنه يمكن الاستجابة للمطالب الأساسية لشباب الثورة، إذا تمكنوا من التأثير على الأطراف المشاركة في المؤتمر.

ولفت إلى أن ثمة أطرافا لديها رغبة لإعاقة الحوار الوطني، وأن الأكثر تخوفا من نتائج الحوار -في نظره- هم الحوثيون في صعدة، والحراك الانفصالي في الجنوب، "فهم يعدون أنفسهم أقلية في مواجهة كتلة وطنية كبيرة مع الوحدة، رغم الاختلاف بين مكوناتها".

بدوره قلل الدكتور سعيد عبد المؤمن، وهو باحث وأستاذ جامعي، من مخاوف تكريس فكرة الانفصال بعد إقرار تمثيل الجنوبيين بحوالي 50% من إجمالي المشاركين بمؤتمر الحوار.

وقال للجزيرة نت "ليس كل من سيمثل الجنوب سيكون مع الانفصال، مع العلم بأن هناك قوى مع الانفصال وأخرى مع الفدرالية وأخرى تطالب بأقاليم، وأخرى مع تصحيح مسار الوحدة وإزالة الغبن الذي لحق بأبناء الجنوب.

المصدر : الجزيرة