انتقادات تواجه حكومة الصومال الجديدة

الوزراء الذين تم تعيينهم اليوم وهم في الصف الأول
undefined

عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو

أثارت التشكيلة الحكومية التي أعلنها رئيس الوزراء الصومالي الجديد عبدي فارح شردون أمس انتقادات واسعة في الأوساط السياسية بالصومال بعد الإعلان عنها، وذلك لاختلافها عن التشكيلات الوزارية السابقة بفترة الحكومات الانتقالية.

وتُعتبر التشكيلة الجديدة أصغر حكومة صومالية بتاريخ البلاد، حيث تتألف من عشرة وزراء بعد أن كانت الحكومات الصومالية السابقة تتألف من 18، وهي خطوة سياسية تعد الأولى من نوعها وفق المتابعين.

ويرى المراقبون أن تشكيل حكومة مصغرة بعد الخروج من المرحلة الانتقالية تحمل بطياتها دلالات سياسية عميقة، وتبعث رسالة سياسية مفادها أن المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد تتطلب تغييراً جذريا يمس حتى التشكيلة الحكومية.

تذمر سياسي
ويقول النائب بالبرلمان ووزير الخارجية سابقاً عبد الله الشيخ إسماعيل إن تقليل عدد الوزراء بالحكومة الجديدة سيزيد من أعباء الحكومة الحالية، ويلقي على كاهل الوزراء الجدد مسؤوليات جسيمة تفوق قدراتهم ولا يستطيعون تنفيذ مهامها المطلوبة.

"
عبد الله الشيخ إسماعيل: الوزراء الجدد أمامهم اختبار سياسي صعب للغاية، ويعتمد نجاح الحكومة المقبلة بمدى تجاوب الوزراء مع مطالب الكيانات السياسية المختلفة
"

وقال إسماعيل للجزيرة نت إن الأطراف السياسية سوف تبدي تذمرها من التشكيلة المصغرة، وذلك لغياب تمثيل قوي لبعض الكيانات التي تتمتع بالثقل السياسي، وهو ما قد يؤدي لعدم الرضا من قبل تلك الكيانات السياسية.

وتوقع إسماعيل أن تكون المرحلة القادمة سياسية ساخنة، وأكد أن الوزراء الجدد أمامهم اختبار سياسي صعب للغاية، ويعتمد نجاح الحكومة المقبلة على مدى تجاوب الوزراء مع مطالب الكيانات السياسية المختلفة بالبلاد.

وأشار إسماعيل إلى أنه كان يجب على الحكومة الحالية مراعاة سياسة "التوازنات القبلية" عند اختيار التشكيلة الوزارية، كما كانت تفعل الحكومات المتعاقبة خلال الفترة الانتقالية الماضية "لأن هذه السياسة كانت تهدف لتوسيع رقعة المشاركة، لضمان تأييد الكيانات الصومالية المختلفة ضمن مشروع وفاق وطني يشارك فيه الجميع".

وعن منح البرلمان الثقة للتشكيلة الجديدة، أفاد إسماعيل أن البرلمان سوف يجتهد لتمرير الحكومة تفادياً لحدوث فراغ دستوري بالبلاد، لكنه رأى أن شردون سيتحمل مسؤولية فشل الحكومة.

أجنحة سياسية
من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي حاشي حسين فارح للجزيرة نت أن التشكيلة الجديدة لا تلقى قبولاً بالأوساط السياسية، بسبب "تأثير أحد الأجنحة على المسار السياسي بالبلاد، وتفرده بإدارة الملف السياسي خلف الستار" منذ انتخاب الرئيس حسن الشيخ محمود في سبمتبر/ أيلول الماضي.

وقال حاشي إن جماعة الإصلاح الإسلامية (الدم الجديد) هي من تسيطر على مفاصل الدولة دون أن تفسح المجال للآخرين بالمشاركة السياسية وإدارة البلاد بصورة جماعية.

حاشي حسين: الحكومة الجديدة لا تلقى قبولا بالأوساط السياسية
حاشي حسين: الحكومة الجديدة لا تلقى قبولا بالأوساط السياسية

وأكد أن سياسة سيطرة الأحزاب أو التنظيمات الفكرية بصورة أحادية الجانب بهذا التوقيت فيها قدر من الاستعجال "لأن الحكومة الجديدة هي حكومة وفاق وطني، ويجب عليها مراعاة لم الشمل وتبني سياسة المشاركة لا المغالبة".

وأوضح حاشي أن كيانات كثيرة بالبلاد كمناطق بونتلاند الصومالية وتنظيم أهل السنة والجماعة يشعران بالتهميش السياسي، وهو ما قد يولد بالمستقبل القريب شعورا عارما بعدم الرضا ينتاب جميع الكيانات السياسية بالبلاد.

حكومة تكنوقراط
أما مدير مركز أفريقيا للدراسات والبحوث عمر الفاروق الشيخ عبد العزيز فقال للجزيرة نت إن التشكيلة الوزارية الجديدة سترضي جميع الأطراف السياسية.

وأكد أن تلك التشكيلة تضم ألوان الطيف السياسي والقبلي، وأشار إلى أن شردون أجرى لقاءات مكثفة مع جميع التيارات السياسية قبل إعلان تشكيلته بهدف إقناع الجميع وضمان تمثيل المكونات السياسية المختلفة بالحكومة.

وأضاف "الحكومة الجديدة هي حكومة تكنوقراط يتولى ملفها السياسي مثقفون صوماليون قادرون على إخراج البلد من دوامة العنف والتيه، والاتهامات الموجهة للتشكيلة الجديدة مجرد كلام سياسي الهدف منه النيل من الحكومة".

المصدر : الجزيرة