فتح تبحث ترتيب الأوراق

فتح تعيش حالة ضعف وبالتالي لا بد من عقر مؤتمرها الجديد- الجزيرة نت1
undefined

عاطف دغلس-نابلس

سعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفي ظل المتغيرات القائمة لإعادة ترتيب أوراقها عبر دعوتها مؤخرا لعقد مؤتمرها السابع أوائل العام القادم لتتدارك ما فاتها في مؤتمرها السادس الذي عٌقد بمدينة بيت لحم في أغسطس/ آب 2009.

ومع ذلك لا يتوقع قياديون بالحركة أن تشهد أي تغيير بسبب ما يصفونه بحالة الضعف التي تمر بها, مع شكوك بإمكانية انعقاد المؤتمر. واعتبر بعضهم أن "فتح انتهت وتُعد نفسها للرحيل". ورأى عضو اللجنة المركزية عباس زكي أن الدعوة للمؤتمر جاءت نتيجة لمستجدات وتحديات تتطلب وضع إستراتيجيات عمل وفلسفات واضحة ووحدة لغة سياسية للحركة التي تقود المشروع وتتحمل المسؤولية.

كما أنه يستكمل نظيره السادس خاصة وأنه سيُنفذ ما لم يٌطبق من القرارات السابقة "لأن الحركة يجب أن تهتم بالأنوية الصلبة وبتطبيق النظام لتكون مهيأة لمواجهة التحديات الكبرى التي ستواجه القضية الفلسطينية".

متغيرات
ورأى زكي أن متغيرات تحكم ذلك أهمها المتعلق بالعملية السياسية ووهم السلام منذ عشرين عاما إضافة لاستمرار اعتبار إسرائيل أن الضفة الغربية أراض غير محتلة، كما أن غزة تحوّلت لحقل تجارب للاحتلال.

‪(الجزيرة نت)‬ زكي: فتح معنية بوطن ومستقبل 
‪(الجزيرة نت)‬ زكي: فتح معنية بوطن ومستقبل 

وذكر أن فتح معنية بوطن ومستقبل وبمواجهة أيضا، وبالتالي يجب أن يكون وضعها أفضل، مشيرا إلى أن مستوى الحركة سيتحسن بعقد هذا المؤتمر.

ويرتكز المؤتمر -وفق زكي- على إنهاء الاحتلال وكنس الاستيطان وإقامة الدولة وتحقيق الثوابت الفلسطينية، أما داخليا فتسعى فتح لامتلاك إستراتيجية موحدة وقوية باللغة والقيادة الجماعية.

ولم يخف زكي أن فتح ما زالت تعيش حالة الشرذمة "وبالتالي فإن المطلوب خلق حالة أفضل" ورأى أن تحقيق الحلم بالدولة والاعتراف بها يرفع من شأن منظمة التحرير وبالتالي من شأن فتح العمود الفقري للمنظمة.

وإن كانت الضرورة لعقد مثل هذا المؤتمر موجودة فإن البعض يشكك بمدى القدرة على عقده فعلا، ويرجع ذلك لعجز قيادة فتح الحالية ممثلة بمركزيتها ومجلسها الثوري، وفشلهما بنقل الحركة لمكانتها التي تستحق وتفعيل أطرها ومؤسساتها.

الفساد
وقال القيادي الفتحاوي حسام خضر إن الدعوات لعقد المؤتمر القادم لن تجد آذانا صاغية رغم ضرورته، مستدلا على كلامه بطول الفترة بين المؤتمر الخامس والسادس والتي استمرت عشرين عاما.

واعتبر أن اللجنة المركزية لفتح "والتي جاءت نتيجة للتزوير ولخلل ديمقراطي في ترتيب المؤتمر السابق وإجراء الانتخابات" همها إنهاء وتصفية حركة فتح، متوقعا أن تمتد فترتها لأكثر من عشرين عاما حفاظا على المصالح الشخصية ولتنفيذ مهمتها.

‪(‬  خضر شكك بنتائج المؤتمر السادس لفتح الجزيرة نت)
‪(‬  خضر شكك بنتائج المؤتمر السادس لفتح الجزيرة نت)

واستبعد خضر -الذي يوصف بالمعارض- أن تعقد فتح مؤتمرها أو أن تسوّي وضعها كونها لم تطبق قرارات المؤتمر السابق، وقال "فتح أصبحت خارجة من التاريخ وما نراه هو جلبة الرحيل".

وتراجعت فتح -وفق خضر- نتيجة سببين أساسيين هما "الفساد المستشري في مؤسسات السلطة، وتغييب الديمقراطية وتعطيلها بالكامل".

حالة ضعف
كما شكك خليل شاهين، المحلل السياسي والخبير بالشأن الفتحاوي، بانعقاد مثل هذا المؤتمر الذي سبق وأن خرجت دعوات لعقده، والسبب هو حالة الضعف بالحركة والتراجع على المستويات الشعبية، إضافة لعدم قدرة اللجنة المركزية الحالية على معالجة المشكلات التنظيمية بالحركة سواء في الضفة أو غزة أو حتى في الشتات.

وذكر شاهين للجزيرة نت أن المفارقة تكمن بأن من يدعم التوجه لعقد مؤتمر هو الرئيس بينما هناك آراء بالمركزية والثوري غير متحمسة للمؤتمر وتعتبر أن عقده مخالفة للنظام الداخلي للحركة ولقرارات المؤتمر الأخير. ورأى أن المؤتمر السابق الذي عُقد من أجل حل الصراع الداخلي فاقم هذا الصراع "وظهر ذلك في تشكيل تحالفات داخل الحركة بطريقة أدت إلى الصورة المشوهة بالنتائج كما ظهر بعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري".

كما رأى أن فتح أمام مفترق طرق في ظل تحركاتها السياسية الحالية بالذهاب للأمم المتحدة، فإما أن تبقى تراوح في مربع المفاوضات "العبثية" أو تنتهج إسترتيجية تقوم على الوحدة و"برنامجا يجمع بين المقاومة من جهة والتحركات السياسية من جهة أخرى".

المصدر : الجزيرة