ترقب تتري لصعود أقصى اليمين بأوكرانيا

رئيس حزب الحرية أوليه تياهنيبوك - تخوف تتري من صعود اليمين المتطرف بأوكرانيا - محمد صفوان جولاق – كييف
undefined
محمد صفوان جولاق-كييف

كما كان متوقعا، تقدم حزب الأقاليم الحاكم في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أوكرانيا نهاية الشهر الماضي بـ30% من مجموع الأصوات.

وحل تجمع الوطن المعارض "باتكيفشينا" ثانيا بـ25.54%، في حين جاء ثالثا حزب الضربة المعارض "أودار" الذي يقوده الملاكم الشهير فيتالي كليتشكو بـ13.96% من الأصوات.

لكن المفاجئة كانت فوز حزب الحرية القومي اليميني المتطرف "سفوبودا" بنحو 10% من الأصوات ليدخل البرلمان لأول مرة، مما سبب قلقا كبيرا لتتار شبه جزيرة القرم المسلمين وغيرهم من أقليات عرقية ودينية، يتجاوز أعدادها المائة أقلية في مناطق كالعاصمة كييف وشبه جزيرة القرم.

ويرجع هذا القلق إلى جهر الحزب بتصريحات وتوجهات توصف بالعدائية والعنصرية، ومنها اعتباره أن نظام منح الجنسية يجب أن يكون مطابقا للنظام الإسرائيلي، لتشابه الظروف الجيوسياسية بين الدولتين، وفق وصف بعض قادته.

ويرى الحزب أن الجنسية يجب أن تقتصر على عرق "السلافيان" الأوكراني المسيحي، وأن غيرهم "دخلاء على أوكرانيا يجب إبعادهم".

كما لا يخفي الحزب جهره بمعارضة دخول الطلاب والتجار والمستثمرين الأجانب إلى أوكرانيا، معتبرا أن لذلك تبعات اجتماعية واقتصادية سلبية على المجتمع.

التتار المسلمون
ومن الأقليات، يبرز التتار المسلمون الذين تقدر أعدادهم بنحو 700 ألف نسمة، معظمهم يعيش في إقليم شبه جزيرة القرم جنوبا.

رفعت تشوباروف: للتتار تجربة سابقة مع أحزاب تعادي التتار والإنسانية(الجزيرة)
رفعت تشوباروف: للتتار تجربة سابقة مع أحزاب تعادي التتار والإنسانية(الجزيرة)
وقد هجر التتار قسرا بدعوى الخيانة في 1944، وأحرقت وصودرت بيوتهم وأراضيهم، ليبدأ مشوار عودتهم بعد الاستقلال في 1991، وتفتح قضاياهم المتعلقة باستعادة الجنسية والممتلكات، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

يقول رفعت تشوباروف نائب رئيس مجلس شعب تتار القرم – أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي في البلاد- للجزيرة نت إن للتتار تجربة سابقة مع أحزاب "تعادي التتار والإنسانية"، ومنها الحزب الشيوعي (فاز بـ13.18% من الأصوات) الذي لا يزال مصرا على أن تهجير التتار القسري كان خطوة صائبة.

وقال تشوباروف "إن فوز حزب سفوبودا يضعنا في حالة ترقب، ومنهجه يدفع نحو التوقع بتأثر الأقليات، وهو منهج يجب أن يخضع للتصويب بعد الانتخابات".

وأضاف أن كل القوى السياسية المعارضة -ومنها سفوبودا- ملتزمة بمساعي اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بحماية حقوق الإنسان والأقليات.

وفي هذا الإطار، يرى تشوباروف أن العمل المشترك بين قوى المعارضة تحت قبة البرلمان واجب، ومنها تجمع الوطن المعارض "باتكيفشينا" الذي دخل التتار في عضويته لخوض الانتخابات، وكذلك حزب سفوبودا.

مخاوف يهودية
وفي حين يحاول التتار محاورة الحزب سياسيا والشراكة معه على ما يبدو، يتخوف اليهود من تبعات فوزه على 300 ألف يهودي يعيشون في أوكرانيا، حسب مسؤولين إسرائيليين وشخصيات يهودية في أوكرانيا.

وتناقلت وسائل إعلام أوكرانية أخبار امتعاض الكنيست من فوز الحزب، واعتبارهم أن حزبا "يعاديهم ويعادي السامية" لا يجب أن يدخل البرلمان، ولو كان ذلك نتيجة انتخابات ديمقراطية.

بالمقابل نفى زعيم "سفوبودا" أوليه تيهانيبوك قبل أيام معاداة حزبه للسامية، داعيا إسرائيل لعدم التدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية.

المصدر : الجزيرة