ضحايا مشتتون وجيران صامدون بغزة

عماد أبو الجديان أحد جيران عائلة حجازي يقرأ الفاتحة على قبر عائلة حجازي - ضحايا شتتهم الموت وجيرانهم مصرون على الصمود بغزة - أحمد فياض-غزة
undefined
أحمد فياض-غزة

لم يتمكن الناجون من مجزرة عائلة حجازي في قطاع غزة بعد من جمع شتات لجوئهم الجديد، بعد أن اقتلعت حمم صاروخ إسرائيلي ضخم منزلهم الصغير من قلب مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالفلسطينيين المُهجرين عن أرضهم في أعقاب نكبة 1948.

فرب الأسرة فؤاد حجازي (43 عاما) آذن المدرسة الودود والمحبب إلى قلوب تلاميذ إحدى مدارس المخيم استشهد إلى جانب طفليه صهيب (عامان) ومحمد (أربعة أعوام) الذي اختار له هذا الاسم عوضاً عن ابنه البكر محمد الذي سبق أن قتلته قوات الاحتلال على مقربة من منزله القديم في أطراف المخيم إبان العدوان الإسرائيلي نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009.

أما الأم آمنة حجازي فكانت على وشك الاستشهاد وأصيبت بجروح بالغة اضطر بسببها الأطباء لنقلها لإحدى المشافي المصرية.

وبين قصتيْ الوالدين، لا يزال ستة من أفراد العائلة موزعين على عدد من المشافي المحلية، ولدى أقرباء لهم في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، في انتظار أن يكتب الله لأمهم الحياة كي يعودوا للمّ شملهم من جديد.

الاحتلال الإسرائيلي يزيد معاناة أهل غزة ويعيد للأذهان نكبة 1948(الجزيرة نت)
الاحتلال الإسرائيلي يزيد معاناة أهل غزة ويعيد للأذهان نكبة 1948(الجزيرة نت)

تفاصيل الفاجعة
وعلى ما تبقى من أنقاض منزل عائلة حجازي، لم يبق إلا الجيران الذين دمرت بيوتهم، ليرووا للجزيرة نت تفاصيل الفاجعة وإصرارهم على الصمود والثبات وحلمهم بالعودة.

ويقول جار العائلة هشام سالم إن الحدث وقع بعد عشاء اليوم السادس للعدوان، وحينها لم نشعر سوى بالأرض تهتز والأبواب تقتلع والجدران تنهار والأثاث يتطاير، ولا أدري إلى اللحظة كيف نجا نحو 200 شخص يعيشون في مربع سكني مكتظ.

وأضاف أنه بعد أن تهاوت جدران المنازل المجاورة لمنزل عائلة حجازي، خرج السكان من وسط الركام والنيران والرماد مصابين باختناق وشظايا، وحينها هبّ سكان المخيم وأسعفوا نحو 30 مصابا، قبل أن يلتفتوا إلى أفراد عائلة حجازي الذين لم يظهر منهم أحد.

وتابع -في حديث للجزيرة نت- أنه تجند سكان المخيم وأفراد من الدفاع المدني والشرطة للحفر بالمعاول نحو ساعتين ونصف، إلى أن تم تخليص الضحايا من تحت الركام.

ويقول جار آخر للعائلة وهو عماد أبو الجديان، إن رب العائلة هو رجل فقير يعيش وعائلته على راتبه البسيط والمعونات، وليست له علاقة بأي فصيل فلسطيني أو بالمقاومة لا من قريب أو بعيد، وهذا ما يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يميز بين فلسطيني مدني أو مقاوم واستهداف منازل الأمنيين هو دليل إفلاسها.

وأضاف منفعلاً، "رغم كل هذا لن نجزع وسنصبر على القتل والتدمير حتى تحرير الأرض والعودة إلى ديار أجدادنا التي اقتلعوها منها بذات الطريقة التي تعرضنا لها خلال هذا العدوان".

وأوضح أن العدوان الإسرائيلي العشوائي أثبت باستهدافه للآمنين بطائراته الحربية أنه لا يملك بنك أهداف كما يدعي، وإنما بنك أهدافه هم المدنيون كي يضغط من خلالهم على المقاومة لإجبارها على الاستسلام.

الجريح عبد الرحمن صالحة عنوان لصمود أهالي غزة أمام اعتداءات الاحتلال(الجزيرة نت)
الجريح عبد الرحمن صالحة عنوان لصمود أهالي غزة أمام اعتداءات الاحتلال(الجزيرة نت)

عزم على البقاء
وأضاف للجزيرة نت "نحن عازمون على البقاء في المخيم مهما ألمّ بنا، وسنبني الخيام للمكوث فيها إن لم تتدخل الأمم المتحدة التي ترعى شؤوننا لإعادة بنائها أو إصلاحها".

أما الجريح المقعد عبد الرحمن صالحة (19 عاما) -الذي أصيب إبان الحرب على غزة نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009 أثناء وجوده في المسجد للصلاة- فقال إن مجزرة الاحتلال بحق جيرانه من عائلة حجازي تثبت لكل العالم أن الاحتلال يستهدف الفلسطينيين في كل مكان.

وأشار إلى أن عائلة خاله تركت منزلها على أطراف المخيم ولجأت إلى منزلهم في داخل المخيم خشية استهداف الاحتلال، ولكن الاحتلال لحق بها أيضاً وأصاب بعض أطفالها عندما طال القصف عائلة حجازي.

المصدر : الجزيرة