هل يتذكر أوباما الروهينغا بزيارته لميانمار؟

Dozens of people were killed in a strong explosion that rocked eastern suburb of commercial city Yangon at about 2 a.m., witnesses and officials said. REUTERS/Soe Zeya Tun (MYANMAR - Tags: DISASTER
undefined

عبد الرحمن أبو العُلا

يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة إلى ميانمار الاثنين، وذلك بعد إعلان واشنطن أنها خففت العقوبات عنها "مكافأة على إصلاحاتها" في مجال حقوق الإنسان في الوقت الذي تصف الأمم المتحدة الأقلية المسلمة هناك بأنها الأكثر اضطهادا في العالم بسبب ممارسات نظام ميانمار الذي تكافئه واشنطن، فماذا تحمل واشنطن في هذا المجال؟ وأي وضع للمسلمين يرتجى من زيارة أوباما؟

يلتقي أوباما في رانغون نظيره البورمي ثين سين، وينظر لهذه الزيارة على أنها بمثابة مكافأة مقابل الإصلاحات التي قام بها سين ومنها الإفراج عن المئات من المعتقلين السياسيين وتخفيف القيود على الإعلام والدفع بقوانين ليبرالية بشأن العمالة والاستثمار الخارجي. كما أنه مهد الطريق أمام زعيمة المعارضة أون سان سو تشى لخوض الانتخابات التكميلية والفوز بمقعد في البرلمان.

وقد أصدر سين عددا من قرارات العفو منذ توليه مهام السلطة في مارس/آذار 2011، تزامن أغلبها مع زيارات لشخصيات مهمة، وكان آخرها العفو عن 450 سجينا. وقال ساسة معارضون إنه لم يتضح على الفور عدد المعتقلين السياسيين بين المشمولين بقرار العفو.

وفى المقابل خففت أميركا من العقوبات الاقتصادية مما سمح للشركات الأميركية بالاستثمار في ميانمار في يوليو/ تموز الماضي، كما رفعت الجمعة الماضية الحظر على الواردات من ميانمار.

يُشار إلى أن أوباما سيكون أول رئيس أميركي يزور هذه البلاد التي كانت منبوذة من المجتمع الدولي في الماضي.

نشطاء حقوقيون دعوا أوباما للضغط على ميانمار لتسريع عملية الإصلاح وطرح قضية الانتهاكات ضد مسلمي الروهينغا

قضية منسية
وتأتي زيارة أوباما وما سبقها من رفع للعقوبات الاقتصادية عن ميانمار في الوقت الذي ما زالت أقلية الروهينغا تتعرض لكل أنواع الاضطهاد.

ودعا نشطاء حقوقيون أوباما للضغط على ميانمار لتسريع عملية الإصلاح وطرح قضية الانتهاكات ضد الأقليات مثل مسلمي الروهينغا بولاية راخين بغرب البلاد. كما تعترض بعض الجماعات الدولية لحقوق الإنسان على الزيارة قائلين إن أوباما يكافئ الحكومة شبه المدنية للبلاد قبل أن تكتمل الإصلاحات الديمقراطية.

وعلى صعيد متصل، دعت منظمة التعاون الإسلامي السبت خلال اجتماعها الوزاري في جيبوتي الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي إلى "إنقاذ" أقلية الروهينغا من "الإبادة".

وأعلن وزير خارجية جيبوتي والرئيس الحالي للمنظمة أنه بمناسبة الزيارة التاريخية التي سيقوم بها أوباما "نتوقع من الولايات المتحدة أن تنقل رسالة قوية إلى حكومة ميانمار لكي تحمي هذه الأقلية".

وأضاف محمود علي يوسف "نعتقد أن الولايات المتحدة والدول الأعضاء الدائمين الآخرين بمجلس الأمن يجب أن يتحركوا سريعا من أجل إنقاذ هذه الأقلية التي تتعرض لاضطهاد سياسي وإبادة". ورفضت ميانمار منتصف أكتوبر/ تشرين الأول فتح مكتب تمثيلي للمنظمة بالبلاد.

في المقابل امتنع شركاء ميانمار برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الأحد عن اتهامها بارتكاب عملية "إبادة" بحق أقلية الروهينغا. واكتفى الأمين العام للرابطة سورين بيتسوان بالقول "هناك نزعة مثيرة للقلق من العنف العرقي قد تزعزع استقرار المنطقة" مضيفا "أظن أن عبارة منظمة التعاون الإسلامي تعكس إحباط 57 دولة". ودعا إلى "الالتزام بالجانب الإنساني" من أجل "تخفيف الضغط عن الروهينغا ومعاناتها".

‪‬ المفوضية العليا للاجئين: الأوضاع دفعت عددا من المسلمين إلى الفرار(الفرنسية-أرشيف)
‪‬ المفوضية العليا للاجئين: الأوضاع دفعت عددا من المسلمين إلى الفرار(الفرنسية-أرشيف)

قمع متجدد
وتقول المفوضية العليا للاجئين إن أقلية الروهينغا تتعرض لعمليات "اضطهاد" مستمرة، ومنها "العمل القسري والابتزاز وفرض القيود على حرية التحرك، وانعدام الحق في الإقامة وقواعد الزواج الجائرة ومصادرة الأراضي".

وأضافت المفوضية أن هذا الوضع دفع عددا من المسلمين للفرار، وأشارت إلى أن المؤسف أن هؤلاء غير مرحب بهم عموما في البلدان التي يحاولون اللجوء إليها. كما تصفهم الأمم المتحدة بأنهم إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد بالعالم.

ورغم الاعتراف الأممي بالوضع المأساوي لمسلمي ميانمار فإن الرئيس سين لم يحرك ساكنا وإنما طلب من الأمم المتحدة إيواءهم في مخيمات لاجئين، حيث قال خلال لقائه المفوض الأممي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس "إن الحل الوحيد لأفراد هذه العرقية يقضي بتجميعهم في مخيمات للاجئين أو طردهم من البلد".

ووفق ما ذكرت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش في وقت سابق فإن قوات الأمن بميانمار نفذت اعتقالات جماعية بحق المسلمين ودمرت آلاف المنازل. وحاول النازحون الهرب عبر نهر ناف إلى بنغلاديش المجاورة. وتوفي البعض أثناء العبور.

ولا تقدم السلطات أرقاما دقيقة عن عدد القتلى، بينما وصفت وسائل الإعلام في ميانمار المسلمين بداية الاحتجاجات بأنهم إرهابيون وخونة.

يُذكر أن أعداد المسلمين في ميانمار تتراوح ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة يعيش 70% منهم بإقليم راخين، وذلك من ستين مليون نسمة هم إجمالي تعداد السكان بالبلاد.

المصدر : الجزيرة