جدل خليجي بشأن بدائل الطاقة

منصة مؤتمر كهرباء الخليج بمسقط
undefined

طارق أشقر-مسقط

أكد مختصون في توليد وإدارة الكهرباء بالخليج أن الزيادة المطردة في الطلب عليها والتوازن بين معطيات الجدوى الاقتصادية ومعايير السلامة البيئية، تجعل من الصعب اختيار البديل الأفضل للطاقة بالخليج بين الطاقة النووية والمتجددة كالشمسية. جاء ذلك على هامش مؤتمر ومعرض كهرباء الخليج بالعاصمة العمانية مسقط الذي تُختتم فعالياته اليوم.

ويتزامن الجدل مع كشف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي عبد اللطيف الزياني السبت أن دول المجلس تعمل على إنشاء مركز لرصد الإشعاع النووي للاستفادة منه في استخدامات دول المجلس للطاقة النووية السلمية وتفاديا لأخطار الإشعاعات النووية.

في السياق يرى مدير العمليات في هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون المهندس أحمد علي الإبراهيمي أن الأهم من الناحية الإستراتيجية يكمن في تنويع مصادر الطاقة مستقبلاً في ظل نمو القطاع الصناعي بالمنطقة في حين أن إجمالي الإنتاج الحالي للكهرباء بالخليج يبلغ 90 ألف ميغاواط.

وأبدى رضاه عن ما حققه مشروع الربط  الكهربائي بالخليج في رفع مستوى استقرار الإمداد الكهربائي بالمنطقة، إذ لم تشهد دول الخليج انقطاعا للتيار بسبب نقص في التوليد منذ بدء تشغيل المشروع عام 2009، حسب الإبراهيمي.

الغافري: الحمل الكهربائي للطاقة النووية يستمر طوال اليوم في حين حمل الطاقة المتجددة موسمي (الجزيرة نت)
الغافري: الحمل الكهربائي للطاقة النووية يستمر طوال اليوم في حين حمل الطاقة المتجددة موسمي (الجزيرة نت)

نووية أم متجددة؟
وفي مقارنة بين الطاقة المولدة نوويا وكهرباء المصادر المتجددة، أوضح مساعد رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه بعُمان علي بن حمد الغافري أن الحمل الكهربائي للطاقة النووية يستمر طوال الأربعة والعشرين ساعة اليومية، في حين أن حمل الطاقة المتجددة موسمي.

منوها إلى أن الطلب على الطاقة بدول الخليج يرتفع في فصل الصيف، وبالتالي يعتبر حمل الكهرباء المولدة من الشمس طاقة متجددة في ذروته، مما يرجح كفة الطاقة المتجددة طالما أنها توفر الطاقة وقت ارتفاع الطلب عليها.

وأوضح الغافري أن الكثير من الدراسات بمنطقة الخليج تشير إلى جدوى الطاقة البديلة سواء كانت مولدة من الشمس أو من الرياح.

من جانبه أكد مدير العمليات والتحكم بالوطنية لنقل الكهرباء بالسعودية فهد عبد المحسن السهو أن الاتجاه نحو الطاقة النظيفة قوي وواضح بالمنطقة، مشيرا إلى أنها تشمل مصادر عديدة منها طاقة حرارة الأرض والمد والجذر والطاقة البخارية فضلا عن الشمس والرياح.

وتوقع السهو وصول نسبة إنتاج الطاقة البديلة بدول الخليج خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 20% من إجمالي الطاقة الكهربائية بالمنطقة.

بدوره يرى أمين سجل الخليج بشركة الكهرباء والماء القطرية (كهرماء) علي محمد العلي أنه باستثناء المخاوف من المخاطر البيئية، فإن الطاقة النووية تعتبر الأسهل والأسرع إنتاجا في المستقبل، غير أن الحاضر يؤكد أن الغاز هو الأوفر والأجدى في عصرنا الحالي.

‪الحارثي: معايير السلامة في مجال الطاقة النووية وصلت لمستويات قياسية ومتقدمة‬ (الجزيرة نت)
‪الحارثي: معايير السلامة في مجال الطاقة النووية وصلت لمستويات قياسية ومتقدمة‬ (الجزيرة نت)

وأوضح أن عامل الأمن والسلامة هو الأهم في الطاقة النووية، مؤكدا أن هذا أمر يسير خصوصا أن بعض الدول الأوروبية كفرنسا تعتمد عليها (الطاقة النووية) بنسبة 70%.

نظيفة ومكلفة
أما مدير دائرة خدمات الشبكة بهيئة كهرباء أبو ظبي المهندس سالم جريب الحارثي فدعا لعدم التشكيك في سلامة الطاقة النووية بوصفها طاقة نظيفة، منوها إلى أن معايير السلامة في مجال الطاقة النووية وصلت إلى مستويات قياسية ومتقدمة.

واعتبر ما حدث في مفاعل فوكوشيما باليابان نتيجة كارثة طبيعية لا تحسب على الطاقة النووية، معتبرا أن التوسع في إنتاج الطاقة النووية والمتجددة خيار فرضته الحاجة لتنويع مصادر الطاقة والسيطرة على التكاليف.

وختم بأن العقبة الرئيسية أمام الطاقة المتجددة، خصوصا الشمسية، تكمن في ارتفاع التكلفة، غير أن دخول الصين المجال في السنوات الأخيرة أدى إلى انخفاض كبير في تكاليف إنتاج الألواح الشمسية، مشيرا إلى أنه إذا استمر الانخفاض ستصبح الطاقة الشمسية أرخص من النووية من حيث التكلفة.

المصدر : الجزيرة