قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما منح أرفع وسام في الولايات المتحدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب الذي يبلغ من العمر حاليا 86 عاما.
ولفت محلل دي فيلت إلى أن هذا السؤال من فريق رومني وضع المستشارة ميركل في موقف حرج لإدراكها أنه لا يوجد شعب محب لأوباما فوق الكرة الأرضية مثل مواطنيها الألمانيين.
استطلاع للرأي أجراه معهد إيمنيد لقياس اتجاهات الرأي العام أظهر أمس الأحد تأييد 87% من الألمانيين لأوباما مقابل تأييد 5% فقط لرومني |
صورة سيئة
وقال المحلل إن استطلاعا للرأي أجراه معهد إيمنيد لقياس اتجاهات الرأي العام أظهر أمس الأحد تأييد 87% من الألمانيين لأوباما مقابل تأييد 5% فقط لرومني، وأشار إلى أن احتفاء الإعلام الألماني المتواصل بأوباما كبطل يقابله تقديمه لمنافسه رومني كمتعصب دينيا وصاحب ملايين بلا قلب.
ونبه ألكسندر إلى أن مساعدي أنجيلا ميركل خلصوا إلى أن صورة ميت رومني السيئة عند الألمانيين تفرض على حزبهم المسيحي الديمقراطي الحاكم الاحتفاظ بمسافة بعيدة عنه، رغم كون المسحيين الديمقراطيين الألمانيين حلفاء تاريخيين للحزب الجمهوري الأميركي، حزب رونالد ريغان وجورج بوش.
وأشار ألكسندر إلى أن وفدا من قيادات الحزب المسيحي حرصوا -خلال مشاركتهم في أغسطس/آب الماضي باحتفال الحزب الجمهوري باختيار رومني مرشحا رئاسيا- على التأكيد على وقوف حزبهم على مسافة واحدة من مرشحي انتخابات الرئاسة الأميركية.
ورأي محلل دي فيلت أن ميركل لا تستطيع ادعاء مثل هذا الحياد لأنها تتبنى في كل ما يتعلق بالولايات المتحدة مواقف مغايرة لتوجهات الرأي العام ببلادها، وأوضح أن المستشارة الألمانية ترى أن كراهية مواطنيها البالغة للرئيس السابق جورج بوش مبالغ فيها وخاطئة، وتعتبر أن السلف الجمهوري لأوباما كان حليفا وثيقا في القضايا الدولية وصاحب شخصية مثيرة للاهتمام تتوافق مع ميولها.
وأضاف المحلل "على العكس من هذا نظرت ميركيل إلى أوباما باعتباره يثير لديها مشاعر غير مريحة وصاحب أسلوب سياسي يختلف كثيرا عن أسلوبها، بحضوره الطاغي الخارج عن الأطر التقليدية وإثارته للآمال مقابل شخصيتها المحبذة لخفض مستوى التوقعات والحكم في أجواء تخلو من الإثارة والعواطف".
انزعاج واختلاف
وذكر ألكسندر أن المستشارة الألمانية لديها شكوك مبررة في أن مدح مواطنيها لأوباما يعبر عن انتقاداتهم لنقائص يرونها فيها، وأوضح أن ما يزعج ميركل في أوباما هو عفويته وخروجه عن الأنماط البروتوكولية مثلما فعل عند وجوده بمعسكر غرونفالد النازي خلال زيارته لألمانيا قبل ثلاث سنوات بسؤالها عن سبب رفضها عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
ولفت المحلل دي فيلت إلى أن أوباما أثار استياء ميركل ثانية قبل عامين عندما طلبها لمقابلته بفندقه في سول أثناء مشاركته بقمة العشرين في كوريا الجنوبية، وتركها تنتظر عشرين دقيقة حتى ينهي حديثا خارج البروتوكول مع الرئيس الصيني هو جينتاو، وأشار المحلل إلى أن تبرير أوباما لتأخره بالحاجة لمزيد من الوقت لمراعاة الأدب الشديد مع الصينيين ردت عليه ميركل بحدة قائلة إن الألمانيين لا يحتاجون لمثل ما فعل.
ورأى ألكسندر أن تصور أوباما المغاير لرؤية المستشارة تجاه التعامل مع أزمة الديون الأوربية، وانتقاد أوباما لإجراءات ميركل بمواجهة تداعيات هذه الأزمة، ولد بحزب ميركل قناعة عن ممارسة إيطاليا وإسبانيا ابتزازا على ألمانيا في القمة الأوروبية الأخيرة بدعم من واشنطن.
وقال إن توقع قادة بالحزب المسيحي الديمقراطي أن يحدث فوز ميت رومني بمنصب الرئيس الأميركي انتعاشا اقتصاديا بالولايات المتحدة تستفيد منه الصادرات الألمانية، يقابله بقاء نتيجة الانتخابات الرئاسية مفتوحة لمسؤولي المستشارية الألمانية المتخوفين من ثأر رومني من رفض ميركل استقباله في برلين.
وأشار محلل دي فيلت إلى أن ميركل تهربت من لقاء رومني في يوليو/تموز الماضي متعللة بقضائها عطلتها الصيفية حينذاك في إيطاليا.