ترهيب أميركي لإغاثة القدس

صورة من مؤتمر مؤسسة القدس تطلق من بيروت حملة لنصرة المسجد الأقصى - أواب المصري – بيروت (الجزيرة)
undefined
جهاد أبو العيس-بيروت
ضياء الكحلوت-غزة

قوبل القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة الأميركية الخميس الماضي بإدراج مؤسسة وقف رعاية الأسرة الفلسطينية واللبنانية ومؤسسة القدس الدولية في لبنان، على لائحة ا"لإرهاب" بتنديد فلسطيني، وأقر عاملون وناشطون في مجال العمل الخيري والتثقيفي لكل من مدينة القدس، والأسر الفلسطينية المحتاجة داخل الأراضي المحتلة ومخيمات الشتات، بالأثر السلبي المترتب على القرار.

واعتبر ناشطون القرار ماسا بحقوق أصيلة لليتامى والفقراء وذوي الشهداء والأسرى من أهل القدس، وناشدوا الدول العربية والإسلامية عدم الاستجابة لهذا التصنيف والإبقاء على عمل ونشاط المؤسسة المسجلة رسميا كما هو.

واعتبر المدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمود قرار الإدارة الأميركية "سياسيا وانتخابيا بامتياز"، لافتا في تصريح خاص للجزيرة نت إلى أن المؤسسة بصدد دراسة رفع قضية قانونية ضد قرار الإدارة الأميركية بمساعدة حقوقيين ومحامين مع توفير كافة المستندات والإثباتات التي تؤكد استقلال المؤسسة وعدم تبعيتها أو خدمتها لأي أجندات بعيدة عن أهدافها المعلنة.

وقال "أعجب لاتهام المؤسسة بالتبعية لحركة حماس، خصوصا أن أعضاء مجلس أمنائها رؤساء حكومات كما في المغرب ووزراء خارجية وشخصيات يسارية وقومية وأخرى عربية وكذا أعجمية أجنبية فضلا عن وجود علماء مسلمين ورجال دين مسيحيين".

وشدد على أن مؤسسته "مدنية مستقلة لديها إثباتات مكشوفة وواضحة تثبت أن دورها تنموي تعليمي إسكاني توعوي يستهدف أهالي القدس المستهدفين بمشاريع التهويد الإسرائيلية".

وأقر حمود بالأثر السلبي للقرار الأميركي على بنية المؤسسة المالية إذا نفذته الدول التي تتعاطى بإيجابية مع المؤسسة، مؤكدا أن المتضرر الأول والأخير منه "سيكون أهالي القدس بوصفهم المستفيد الأول والأخير من كل نشاطات المؤسسة"، وناشد الدول العربية والإسلامية عدم التعاطي الإيجابي مع المسعى الأميركي "الهادف لطمس فعل وعمل ونشاط كل من يفضح مخططات التهويد ويدعم صمود الإنسان المقدسي".

ياسر عزام:
القرار الأميركي تعدّ صارخ على حقوق اليتامى والأرامل والمهدمة بيوتهم والموضوع برمته يأتي متساوقا مع حمى الحملة الانتخابية الأميريكية وتدافع المرشحين لتقديم فروض الطاعة للوبي الصهيوني حيال القدس وكل من يعمل لأجلها

تعدّ
بدوره اعتبر مسؤول ملف اللاجئين في حركة حماس ياسر عزام القرار الأميركي تعديًّا صارخا على حقوق اليتامى والأرامل والمهدمة بيوتهم من المقدسيين وقال "إن الموضوع برمته يأتي متساوقا مع حمى الحملة الانتخابية الأميركية وتدافع المرشحين لتقديم فروض الطاعة للوبي الصهيوني حيال القدس وكل من يعمل لأجلها".

وأمل عزام ألا تستجيب الدول العربية والإسلامية لهذا الضغط الأميركي، معتبرا إقحام حركة حماس في الموضوع "يندرج ضمن المخططات القائمة لتكريس مفهوم وصفة الإرهاب بحركات المقاومة".

يذكر أن المؤسسة تعمل على تأمين التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات والبرامج داخل القدس بالوسائل المتاحة إلى جانب إصدار الأبحاث والدراسات والتقارير والنشرات حول قضية القدس وإقامة المؤتمرات والندوات والاتصال بالمؤسسات الرسمية والأهلية العربية والإسلامية والدولية وحثّها لأداء دورها تجاه المدينة المقدسة.

وإضافة إلى المقر الرئيس للمؤسسة في لبنان هناك عدة فروع عاملة في اليمن، والجزائر، وجنوب أفريقيا، والسودان، ومصر، وغزة، وسوريا، والكويت، وجزر القمر، وماليزيا، وإيران، والسودان، ومصر.

وفي غزة نفى مصدر مسؤول في حركة حماس للجزيرة نت أي علاقة للحركة بالمؤسستين اللتين تعرضتا للقرار الأميركي، وقال إن حركته لا علاقة لها مطلقا بالمؤسستين. ووصف القرار الأميركي بأنه جائر وطالب بالعودة عنه وعدم الخضوع للمزاجيات الإسرائيلية واللوبيات المعادية للفلسطينيين، مشيرا إلى أن القرار حمل رسائل بأن كل من يقف إلى جانب الفلسطينيين يمكن أن يتعرض لمثل هذا القرار.

وطالب المصدر المؤسسات الرسمية العربية بالوقوف إلى جانب المؤسسات المستهدفة من القرارات الأميركية، مؤكدا أن غياب المواقف العربية سيدفع إلى مزيد من الاستهداف المباشر للمؤسسات الخيرية التي تقف إلى جانب الفلسطينيين.

إجراء سياسي
من جانبه اعتبر الوزير السابق أحمد الكرد أحد مؤسسي العمل الخيري في غزة أن ما حدث مع المؤسستين في لبنان وقبله مع العديد من المؤسسات الفلسطينية والعربية "أمر غير إنساني وهو سياسي بامتياز".

وبين الكرد في حديث للجزيرة نت أن وضع المؤسسات الخيرية الإنسانية في قوائم "الإرهاب وسيلة للعقاب والضغط على كل من يفكر في تقديم العون للفلسطينيين، وتأكيد على سطوة اللوبي الصهيوني في أميركا وقدرته على الدفع باتجاه اتخاذ قرارات ضد العرب"، مشيرا إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة قبل 11 سبتمبر وبعد ذلك تحارب بشكل علني المؤسسات الخيرية الفلسطينية والعربية.

وأوضح الكرد أن مثل هذه القرارات لن يوقف عمل المؤسسات الخيرية بل سيزيدها إصرارا على الاستمرار في خدمة قطاعات مختلفة من المحتاجين، منوهًا إلى أن أكثر الفئات المعوزة استهدافا من الإدارة الأميركية هي أسر الشهداء والجرحى والأسرى.

ولا يستبعد الكرد قيام واشنطن بمزيد من الخطوات تجاه المؤسسات الخيرية بعد أن فشلت في إقناع الفلسطينيين بالتخلي عن حقوقهم فهي تقوم الآن بالضغط على كل الداعمين لوقف دعمهم في محاولة لتركيع الشعب ودفعه للاعتراف بالشروط الأميريكية للحياة.

المصدر : الجزيرة