أفريقيا تجارة محدودة وخلافات عميقة

TK05 - Addis Ababa, -, ETHIOPIA : Some Africa Heads of State and other dignitaries pose for a photo during the inauguration of a high-rise African Union headquarters , built and donated by China at a cost of $200 million including [L-R] Malawi's Mbingu wa Mutharika, AU, Commission Chairman

القادة الأفارقة أمام مبنى الاتحاد الأفريقي الجديد الذي شيدته الصين بأديس أبابا (الفرنسية)

عبد الرحمن أبو العُلا


تأتي قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة عشرة التي انطلقت صباح اليوم في أديس أبابا، في وقت تتصاعد فيه الخلافات والنزاعات بين دول القارة وداخل الدول ذاتها، في حين تسعى القمة للدفع بالتجارة البينية إلى الأمام.


ومن المفارقات أن القمة التي وضعت التجارة بين الدول الأفريقية وسبل تحفيزها عنوانا رئيسا لها، تُعقد في مبان جديدة دُشنت أمس وقدمتها الصين التي تعزز حضورها في القارة.


ولا تزال التجارة بين دول القارة الأفريقية في بداياتها تعاني من السياسات المركزة على خارج القارة.


ويفيد الاتحاد الأفريقي أن المبادلات بين الأفارقة لا تمثل سوى نحو 10% من إجمالي التجارة في القارة. ومن باب المقارنة يشير إلى أن 40% من المبادلات في أميركا الشمالية تجري بين دول تلك المنطقة ذاتها.


ويتطلع الاتحاد الأفريقي في غضون عشر سنوات إلى زيادة لا تقل عن 25% في حجم التجارة بين الأفارقة. لكن نظام المبادلات، والبنى التحتية غير المتوفرة، وقلة انسجام السياسات، والقيود الجمركية تشكل عراقيل تجب إزالتها.


ويقول دومينيك نجينكيو من دائرة التجارة الدولية في البنك الدولي "كي يقدم طرفان على التبادل يجب أن يكون كل واحد منهما في حاجة إلى الآخر". ويضيف "بما أن البلدان الأفريقية تنتج المواد الأولية والسلع نفسها فإن القسم الأكبر من إنتاجها مخصص أكثر للمبادلات مع الخارج".


والصادرات الأفريقية من معادن وخشب وقهوة وكاكاو، تتكون خصوصا من منتجات أولية تلقى طلبا أكبر من خارج القارة، كما يقول الاتحاد الأفريقي.


وتفيد منظمة التجارة العالمية أن 66% من نحو 500 مليار دولار من صادرات البلدان الأفريقية سنة 2010، كانت من النفط والمواد المنجمية.


وتتوزع أفريقيا في كتل اقتصادية إقليمية مثل الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب أفريقيا ومجموعة تنمية دول أفريقيا الجنوبية ومجموعة دول شرق أفريقيا.


دلاميني زوما مرشحة جنوب أفريقيا لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي (الأوروبية-أرشيف)
دلاميني زوما مرشحة جنوب أفريقيا لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي (الأوروبية-أرشيف)

انتخابات
لكن القضية الأهم التي ستسيطر على أعمال القمة الأفريقية هذه المرة هي انتخاب رئيس لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وهي الهيئة التنفيذية للكتلة الأفريقية التي تضم 54 بلدا.


فقد خاضت جنوب أفريقيا، المحرك الاقتصادي للقارة والتي لا تخفي طموحاتها الإقليمية، حملة مكثفة لانتخاب نكوسازانا دلاميني زوما وزيرة الخارجية السابقة والزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما، على رأس المفوضية.


وفي مواجهة دلاميني زوما، ترشح الغابوني جان بينغ لولاية ثانية بعدما قضى أربع سنوات في هذا المنصب.


وتدور المعركة في الواقع بين أفريقيا الجنوبية الناطقة بالإنجليزية وتدعم دلاميني زوما، وأفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية وتدعم بينغ، وبين شخصين على طرفي نقيض. فدلاميني زوما امرأة ذات قبضة حديدية، بعيدة كل البعد عن أسلوب جان بينغ الدبلوماسي وهو وزير سابق ومستشار موثوق به للرئيس السابق عمر بونغو. ويتطلب انتخاب رئيس المفوضية حصوله على غالبية الثلثين.


وانتخب الرؤساء الأفارقة رئيس بنين توما بوني يايي رئيسا للاتحاد الأفريقي لمدة عام خلفا لرئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما. وهو منصب يبقى رمزيا إلى حد بعيد.


وبعد عام شهد مواجهة الاتحاد الأفريقي أزمة أعقبت الانتخابات في ساحل العاج فضلا عن احتجاجات ما عرف بالربيع العربي، قال الرئيس المنتهية رئاسته للاتحاد إن الزعماء الأفارقة يلزمهم إقامة جبهة مشتركة.



القمة الأفريقية تأتي في وقت تشتد فيه
الأزمات في عدد من دول القارة (الجزيرة-أرشيف)القمة الأفريقية تأتي في وقت تشتد فيه
القمة الأفريقية تأتي في وقت تشتد فيه
الأزمات في عدد من دول القارة (الجزيرة-أرشيف)القمة الأفريقية تأتي في وقت تشتد فيه

أزمات
وتأتي قمة الاتحاد الأفريقي في وقت تشتد فيه الأزمات في عدد من دول القارة.


ففي نيجيريا تصاعدت حدة الهجمات التي تتهم جماعة بوكو حرام بالقيام بها، بما يُنذر بنزاع ديني واسع بين المسلمين والمسيحيين على خلفية التذمر الاجتماعي.


وفي ليبيا التي ينتشر فيها السلاح منذ نهاية النزاع بعد إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تُعّول السلطات الجديدة التي تواجه أخطر أزمة سياسية منذ تسلمها السلطة، على دمج الثوار في القوات النظامية، لإنهاء وجود المليشيات المسلحة.


أما في الصومال الذي يشهد حربا أهلية منذ عشرين عاما، فقد شنت القوات الموالية للحكومة هجوما على آخر معاقل حركة الشباب المجاهدين بمقديشو. ويطلب الاتحاد الأفريقي من الأمم المتحدة السماح بنشر 17731 جنديا وينشر هناك حاليا 12 ألفا.


وفي السودان تدور معارك بين القوات الحكومية ومتمردين في جنود كردفان والنيل الأزرق. وينتظر أن يناقش رئيسا دولتي السودان وجنوب السودان قضية تقاسم العائدات النفطية بين البلدين.

كما تظهر نزاعات بدرجة أخف في عدد من دول القارة منها مالي وساحل العاج والكونغو وبوروندي.

لكن أكثر ما يلفت الانتباه في القمة الأفريقية هذه المرة هو غياب مؤسسها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان مساهما سخيا في ميزانية المنظمة (15% وفق مصدر رسمي) والذي كان يطبع جميع اجتماعات المنظمة بسلوكه الخارج عن المألوف.

المصدر : الجزيرة