عجزة ومسنو الجنوب يغادرون الخرطوم

الجنوبيين من العجزة والمسنين العائدين

الجنوبيون من العجزة والمسنين ينتظرون ترحيلهم إلى دولة جنوب السودان 

عماد عبد الهادي-الجزيرة نت

لم يكن برنامج العودة الطوعية للجنوبيين من السودان ليستثني فئة من فئاتهم التي لا يزال بعضها يرى أنه جزء من الدولة الأم ويتمتع بكل حقوق المواطنة فيها.

ويبدو أن اختلاف إستراتيجيات البلدين وتباين رؤى السياسيين فيهما جعل جميع المهتمين في الدولتين بجانب آخرين ينتمون لمنظمات أممية لاستعجال ترحيل كل من سقطت عنهم جنسية السودان بغض النظر عن وضعيتهم.

لكن رغم ذلك يعتقد بعض الذين يرحلون أن عودتهم إلى الخرطوم التي يعدونها عاصمتهم الأولى أمرا واردا دون معرفة لما ينتظرهم في مناطقهم التي هجروها بسبب الحرب أو الفقر والحاجة قبل سنوات.

ففي حين لم يجد دينق وشول وأياك غير التعبير بحزن عميق عن مفارقة العاصمة الخرطوم، رأت كرستينا وبول ضرورة العودة للجنوب للمساهمة في إقناع الآخرين بالعودة لوطنهم الذي توقفت فيه الحرب "كما تعلن الحكومة في جوبا"، حسب قولهما.

بعض الجنوبيين من العجزة والمسنين في طريقهم للترحيل
بعض الجنوبيين من العجزة والمسنين في طريقهم للترحيل

يرنامج طوعي
وتسعى الخرطوم وجوبا بمساعدة منظمات دولية لإعادة مئات المواطنين الجنوبيين إلى ديارهم في الجنوب وفق برنامج العودة الطوعية الذي يشمل كل الفئات دون استثناء.

وتراهن أياك في تعليقها للجزيرة نت على إمكانية عودة الدولتين إلى الوحدة من جديد، رافضة مبدأ أن تكون أجنبية في بلدها السودان الذي "لم نكن غريبين به أصلا".

أما جون بول -الذي بالكاد يقف على قدميه- فقال إن العودة لا تعني الانقطاع عن الشمال "الذي عشنا فيه أكثر من عشرين سنة"، مشيرا إلى أن السياسيين يريدون إبعاد الشعبين بعضهما عن بعض دون سبب مقنع، حسب قوله.

وتمنى في حديث للجزيرة نت أن يجد دولة جنوب السودان بنفس ما أعلنته حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت من استباب للأمن ووفرة في وسائل العيش، مؤكدا أن "غياب واحدة من الأشياء المطلوبة سيعيد كل المواطنين الجنوبيين للشمال".

لوكا اعتبرت أن عودة الجنوبيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ضرورية كالآخرين
لوكا اعتبرت أن عودة الجنوبيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ضرورية كالآخرين

عودة ضرورية
لكن نائبة مفوضية العون الإنساني بحكومة جنوب السودان جافانا لوكا اعتبرت أن عودة الجنوبيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ضرورية كالآخرين، مشيرة إلى سعي حكومة دولتها لنقل كل مواطني الجنوب إلى بلادهم.

وقالت للجزيرة نت إن المفوضية الجنوبية ستعمل لتحقيق رغبة كل الجنوبيين "الذين يرغبون في العودة لبلادهم" مؤكدة استعجال رحلات تفويج العائدين لبلادهم.

أما المدير العام لمفوضية النازحين بالسودان السر العمدة فقد أشار إلى ترحيل نحو 32 ألف مواطن من أصل 86 ألف مواطن "لا يستطيعون السفر إلى الجنوب عبر البر أو البحر".

وأكد العمدة عودة نحو مليوني جنوبي إلى بلادهم منذ انطلاق برنامج العودة الطوعية في العام 2008، مشيرا إلى بداية تفويج العجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة التي انطلقت بعدد ثلاث طائرات إلى بعض مدن دولة الجنوب المختلفة.

ونبه في تصريحات صحفية إلى نهاية الفترة المسموح بها لبقاء الجنوبيين بالسودان "التي ستكون بنهاية شهر مارس المقبل"، مشيرا إلى أن الدولة السودانية لا تزال "تتعامل مع المواطنين الجنوبيين كنازحين وليسو لاجئين".

المصدر : الجزيرة