شباب تونس.. تفاؤل رغم البطالة

: نسبة العاطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا هي الأكثر ارتفاعا (الجزيرة نت)

undefined

إيمان مهذب-تونس

ما زال بلقاسم بن عبد الله (33 عاما) الحاصل على ليسانس في علوم الأرض والحياة يبحث عن عمل بعد ست سنوات من تخرجه. بالنسبة له لم يتغير كثيرا الوضع الاقتصادي والاجتماعي بعد عام على خلع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

لا يختلف حال بن عبد الله عن حال آلاف العاطلين، ينتظرون أن تتغير أحوالهم نحو الأفضل فيتمكنوا من تحقيق أحلامهم، ومنها الحصول على وظيفة ثابتة.

أرقام
تشير أرقام المعهد الوطني للإحصاء إلى أن عدد العاطلين بلغ في مايو/أيار الماضي 704.9 آلاف، لتبلغ البطالة بذلك 18.3%.

الناشط بلقاسم بن عبد الله: التونسيون كسروا أثناء الثورة حاجز الخوف (الجزيرة نت)
الناشط بلقاسم بن عبد الله: التونسيون كسروا أثناء الثورة حاجز الخوف (الجزيرة نت)

وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ معطيات 2010، سجلت النسبة ارتفاعا بخمس نقاط، ﻛﻣﺎ ارﺗﻔﻊ عدد اﻟﻌﺎطلين بـ213.1 أﻟفا بين مايو/ أيار 2010 ومايو/أيار 2011.

يقول الناشط السياسي والنقابي بن عبد الله -الذي شارك في الثورة- إن الشعارات الأولى للثورة كانت كلها ذات طابع اجتماعي وتطالب بالتشغيل والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومنها "شغل حرية كرامة وطنية"، و"التشغيل استحقاق يا عصابة السراق".

وبيّن عبد الله -المنحدر من مدينة الرديف التابعة لمحافظة قفصة (جنوب غرب) التي عرفت انتفاضة الحوض المنجمي في 2008- أنه كان يشعر بـ"الغبن والنقمة" أثناء وجوده في مدينة الرديف التي تعاني كبعض مدن الداخل الفقر والتهميش والبطالة والحرمان".

جهات محرومة
والرديف كغيرها من مدن الداخل تعاني نسبة بطالة مرتفعة، حيث إن المنحدرين من مدن الداخل أقل حظا في تحصيل وظائف.

وأظهرت إحصاءات في مايو/أيار 2011 أن نسبة البطالة تبلغ أقصاها في الوسط الغربي -الذي يعد من الجهات المحرومة- لتصل إلى 28.6%.

ويعتقد بن عبد الله أن الفقر والتهميش وغياب التنمية كانت أسبابا كفيلة لاندلاع الاحتجاجات، فالظروف التي دفعت الشاب محمد البوعزيزي في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) لإشعال في نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، كانت نفسها التي يتقاسمها الشباب العاطل، حسب قوله.

وحسب المعهد الوطني للإحصاء فإن نسبة العاطلين من أصحاب الشهادات العليا هي العليا، إذ بلغت 29.2% في منتصف 2011.

تفاؤل
ورغم أن الوضع الاجتماعي لبن عبد الله لم يتغير، فإنه كالعديد من شباب تونس فخور بما تحقق خلال سنة تمكن فيها الشعب من تحقيق بعض مطالبه بداية بإسقاط النظام ووصولا لانتخابات حرة.

ويقول للجزيرة نت "عشت لحظات لا تنسى، وكنت أشعر أن الثورة التي طالما تحدثت عنها في الجامعة تتحقق فعلا على أرض الواقع، وأن ما كنت أحلم به وما يراه البعض جنونا يتحقق في تونس التي لم يتوقع أحد أن يثور شعبها ضد بن علي".

بن عبد الله مع أصدقائه في اتحاد أصحاب الشهادات العاطلين (الجزيرة نت)
بن عبد الله مع أصدقائه في اتحاد أصحاب الشهادات العاطلين (الجزيرة نت)

وأشار إلى تحقق بعض المطالب الشعبية مثل "انتخاب المجلس التأسيسي الذي يكرس عملية الانتقال الديمقراطي، وحل البوليس السياسي، وحل حزب التجمع الدستوري الحاكم السابق".

ويواصل بن عبد الله العمل مع أصدقائه في "اتحاد أصحاب الشهادات العاطلين" لمساعدة الآلاف في تحصيل شغل، وتحقيق مطالبهم الاجتماعية بعد أن نالوا حريتهم.

ويقول "بعد الثورة نلنا حريتنا، وأعطينا الصبغة القانونية لاتحاد العاطلين عن العمل، ونحن نحاول العمل وتوسيع إطار نشاطنا، وتأطير العاطلين".

المصدر : الجزيرة