تالة تحتفل بالثورة وتنشد التنمية

إحدى اللافتات التي علقت على مدخل دار الثقافة بتالة (الجزيرة نت)

"تالة برج المقاومة".. أحد الشعارات المرفوعة على مدخل دار الثقافة بالمدينة (الجزيرة )

إيمان مهذب-تالة

ما زال سكان تالة التونسية التابعة لمحافظة القصرين غرب البلاد ينتظرون نصيبهم من التنمية، وبعد مرور عام على ثورة 14 يناير يؤكد عدد من سكانها أن لا شيء تغير وأن البطالة والفقر ما زالا يخيمان على المدينة التي شهدت أعنف المواجهات ضد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وتبدو تالة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 33 ألف نسمة، هادئة عند مدخلها الجنوبي حيث توجد مؤسسات تعليمية خرج طلابها منذ سنة للاحتجاج على غياب التنمية وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، لكن مواصلة المسير إلى وسط المدينة تمنح الزائر مشهدا آخر أكثر تداخلا وصخبا.

واحتفلت المدينة الأحد الماضي بـ"يوم الشهيد"، وزارها بالمناسبة رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي.

وعلقت على الجدران أعلام وملصقات ولافتات تذكر بما عاشته المدينة خلال سنة مضت، وفي بهو دار الثقافة علقت صور لشهداء تالة الذين لقوا حتفهم خلال المواجهات مع قوات الأمن، وكتبت شعارات تؤكد صمود المدينة التي حاولت قوات بن علي إخماد الثورة فيها بكل السبل.

صورة مركز الأمن الذي تم إحراقه خلال الثورة العام الماضي (الجزيرة)
صورة مركز الأمن الذي تم إحراقه خلال الثورة العام الماضي (الجزيرة)

أوضاع صعبة
وفيما تفتح المدينة ذراعيها لاستقبال زوار من مناطق مختلفة لمشاهدة المعرض الصغير، يواصل عدد من شبابها العاطل عن العمل لعب الورق وشرب القهوة، بينما يتجمع آخرون لمناقشة أوضاعهم ومطالبهم.

ويقول كمال العجمي (20 عاما) إن مواطن العمل تكاد تكون مفقودة، وبعد الثورة تم توظيف عدد قليل من الأشخاص، مضيفا أن شباب المدينة يريد التنمية ووظائف قارة.

وأمام مركز الأمن الذي تم حرقه ورُسم عدد من اللوحات عليه وكتبت شعارات على جدرانه من قبيل "نعم لتالة الجديدة" و"لا يقدر على دفع ضريبة الكرامة إلا الذين يقدرون شرف الحياة"، يواصل العجمي حديثه قائلا "في السنة الماضية ثرنا وخرجنا لأننا نعاني من التهميش والفقر والبطالة، الدولة لم تقدم لنا أي شيء".

ويضيف منفعلا أن المطالب لم تسمع إلى الآن، وقد مر عام وأهالي المدينة ينتظرون ويأملون في أن تتغير الظروف.

ولا تختلف حالة العجمي عما يعيشه الشاب علي الهداوي (24 عاما) العاطل عن العمل أو عن حمادي الجبيلي (50 عاما) العامل الذي يحاول تأمين قوت أولاده من الفلاحة حينا والعمل في الحظائر حينا آخر.

علي الهداوي: تالة منطقة منسية كغيرها من مناطق الداخل التونسي ونحن نريد كغيرنا من المدن التونسية نصيبنا من التنمية

منطقة منسية
ويقول الهداوي للجزيرة نت إن "تالة منطقة منسية كغيرها من مناطق الداخل التونسي، ونحن نريد كغيرنا من المدن التونسية نصيبنا من التنمية"، مشيرا إلى أن ظروف العيش صعبة وأن موارد الرزق تكاد تكون منعدمة.

وبحسب إحصاءات نشرت في نهاية 2011 اعتمادا على مسح أجري في 2010 يبلغ عدد العاطلين عن العمل في محافظة القصرين أكثر من 20% لتحتل بذلك المرتبة 13 على المستوى الوطني من مجموع 24 محافظة.

وبالنبرة ذاتها يكرر عدد من شباب تالة وكهولها ونسائها مطالبهم، وتتداخل أصواتهم التي تتعالى شيئا فشيئا، فالكل يبحث عن إيصال صوته وعن حل لمشاكله.

ويقول العجمي إن تالة كسرت حاجز الخوف حين ثار أهاليها ضد نظام بن علي الذي همشهم طيلة عقود، واليوم يأملون أن يتغير الأمر مع الحكومة الجديدة.

ويشدد العجمي على أن تالة قادرة على الثورة مرة أخرى إذا ظل الأمر على حاله ولم يتغير، حسب قوله.


undefinedالبنية التحتية

ويوضح مدير التنمية والتخطيط في ديوان تنمية الوسط الغربي علي نصري للجزيرة نت أن "التنمية في الجهة التي تعتمد على القطاع الفلاحي أساسا تشكو عددا من الصعوبات"، مشيرا إلى أن النسيج الاقتصادي بالجهة يعاني من ضعف الصناعة والسياحة.

وبيّن أن القصرين التي يغلب عليها الطابع الريفي (60% من سكانها ريفيون) ترتفع فيها نسبة البطالة شأنها شأن كل المناطق التي تتبعها.

وأضاف أن نسبة البطالة في الجهة تبلغ 40% لدى حاملي الشهادات العليا، لافتا إلى أن القصرين تشكو غياب البنية التحتية الداعمة للقطاع الصناعي والسياحي مما أثر سلبا على امتصاص طلبات التشغيل المتزايدة.

المصدر : الجزيرة