الأردن رفض إرسال قوات لليبيا

تحية لشهداء الثورة الليبية

من اعتصام مؤيد للثورة الليبية في عمان (الجزيرة نت-أرشيف)

محمد النجار–عمان

كشفت مصادر أردنية للجزيرة نت أن الأردن رفض إرسال قوات خاصة للقتال في ليبيا إلى جانب قوات الثوار قبيل معركة طرابلس الأخيرة.

وأبلغ مصدر مطلع الجزيرة نت أن مسؤولا أردنيا رفيعا أكد أن عمان تلقت طلبا لإرسال قوات خاصة مقاتلة إلى ليبيا قبيل معركة طرابلس نهاية الشهر الماضي، لكن عمّان رفضت ذلك واكتفت بإرسال خبراء لا يشاركون في القتال.

وبحسب المصدر فإن خبراء عرب شاركوا في مساندة قوات الثوار التابعة للمجلس الانتقالي الليبي التي أصبحت تسيطر على نحو 95% من الأراضي الليبية.

وجاء الكشف عن هذه المعلومات بعد مشاركة ملك الأردن عبد الله الثاني في مؤتمر أصدقاء ليبيا الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس الأربعاء الماضي.

وأعلن عبد الله الثاني خلال المؤتمر استعداد الأردن لتوفير التدريب الشرطي والعسكري إضافة إلى استعداده لتوفير الدعم لتطوير المجالات التعليمية والصحية في ليبيا.

وكان الأردن من أوائل الدول العربية التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، وعين مبعوثا خاصا له في بنغازي، واستقبل الملك الأردني رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل في عمّان مؤخرا.

كما شاركت طائرات أردنية مقاتلة إلى جانب قوات حلف شمال الأطلسي في "مهمات دعم لوجستي" وفقا للحكومة الأردنية خلال الحملة الدولية على ليبيا.

إعادة الإعمار
ويلفت سياسيون إلى أن الأردن سيكون له دور رئيسي في مرحلة إعادة إعمار ليبيا المقبلة نظرا لما يتمتع به من خبرات في مجالات عدة إضافة إلى ما كشف عنه مؤخرا من رغبة قيادات المجلس الانتقالي الليبي في دور أردني في مرحلة إعادة بناء الدولة الحديثة هناك.

غير أن مراقبين حذروا من أي تورط أردني مستقبلي في إدامة الحرب في ليبيا أو إرسال أي قوات مقاتلة إلى هناك.

ويرى رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان أن الدور الأردني يجب أن يبقى في إطار إرساء الاستقرار وأن يبتعد عن أدوار "إدامة الحرب هناك من خلال استمرار صموده في موقف رفض إرسال قوات مقاتلة لليبيا أو أي بلد آخر".

فهد الخيطان
الأردن تورط في نزاعات سابقة بشكل غير مفيد لاسيما في أفغانستان التي اتضح أن الدور الأردني فيها لم يكن إنسانيا فقط وإنما تعداه إلى الأدوار الاستخبارية وملاحقة طالبان والقاعدة

وقال للجزيرة نت إن الأردن تورط في نزاعات سابقة بشكل غير مفيد لاسيما في أفغانستان التي اتضح أن الدور الأردني فيها لم يكن إنسانيا فقط وإنما تعداه إلى الأدوار الاستخبارية وملاحقة حركة طالبان وتنظيم القاعدة وفقا لما كشفته عملية خوست.

وكان الضابط الأردني علي بن زيد قد قتل في خوست الأفغانية إلى جانب سبعة من ضباط المخابرات الأميركية نهاية 2009 إثر تفجير الطبيب الأردني همام البلوي نفسه في قاعدة للمخابرات الأميركية هناك، واتضح بعدها وجود جهد استخباري أردني مشارك في ملاحقة القاعدة وطالبان.

غطاء عربي
ويلفت الخيطان إلى أن رفض الأردن إشراك أي قوات أردنية مقاتلة في ليبيا "أمر مهم جدا"، مشيرا إلى أن الأردن مطالب بالاستمرار في هذا الموقف وأن يرفض إرسال أي قوات إلى ليبيا إلا إذا كان ذلك تحت غطاء عربي وليس تحت راية الناتو.

واعتبر أن الأردن مطالب بإزالة الصورة النمطية عن مشاركات قواته بالخارج أمام الاتهامات بوجوده العسكري في أفغانستان، إضافة إلى الاتهامات بوجود قوات أردنية في البحرين تحت راية قوات درع الجزيرة.

وإلى جانب الدعم الرسمي للثورة في لبيبا، حظيت الثورة الليبية بدعم وتأييد شعبي أردني لافت منذ بدايتها في فبراير/ شباط الماضي.

ويوجد في الأردن مركزان لتدريب قوات الشرطة والجيش يشرف على التدريب فيها مدربون أميركيون وأوروبيون إلى جانب مدربين من الأردن.

وأشرف المركزان على تدريب أكثر من 30 ألف من قوات الشرطة والجيش العراقيين، وتدريب نحو خمسة آلاف من قوات الجيش الأفغاني ودفعات من قوات الشرطة الفلسطينية.

كما حظيت أعداد من قوات الشرطة في لبنان ودول عربية أخرى بالتدريب في هذين المركزين اللذين يعتبران الأكبر والأحدث في منطقة الشرق الأوسط.
كما يعتبر الأردن من أكثر الدول مساهمة في قوات حفظ السلام التي تنتشر في العديد من مناطق النزاع في العالم.

المصدر : الجزيرة