"قريش" رياضة من تراث تتار القرم

قوة الإمساك بالحبل حول الخصم مهمة للفوز برياضة قريش copy.jpg

محمد صفوان جولاق –القرم

"قريش" رياضة مصارعة تحظى بشعبية كبيرة لدى تتار شبه جزيرة القرم المسلمين جنوبي أوكرانيا، وينسب بعضهم اسمها إلى صراع المسلمين مع كفار قريش في صدر الإسلام، حتى أصبحت كلمة "قريش" في حد ذاتها تشير إلى هذه المصارعة تحديدا بلغة التتار.

ولهذه الرياضة اتحاد أسس عام 2008 يجمع ممارسيها، وينظم بطولات دورية نصف سنوية على مستوى قرى ومدن الإقليم, ولها قواعد خاصة تميزها عن رياضة المصارعة التقليدية، من أبرزها أن كلا من المتصارعين يربط جسم خصمه بحبل، ويتغلب عليه إذا لم يفلت الحبل من يده، وتمكن من وضع ظهر خصمه على الأرض خلال خمس دقائق فقط.

ويعتبر التتار أن "قريش" جزء من هويتهم وتراثهم، ولذلك يحرصون على ممارستها وتعليمها لأبنائهم عند كل فرصة ومناسبة, حيث يرى الباحث في تاريخ القرم أمين القاسم أن التتار حرصوا بعد التهجير القسري، الذي تعرضوا له أواسط القرن الماضي إبان حكم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين على العيش في تجمعات كالمخيمات، الأمر الذي ساهم في حفظ جزء كبير من هويتهم وثقافتهم ولغتهم.

بطولة
وبمناسبة عيد الفطر انطلقت بطولة لرياضة "قريش" بمدينة سيمفروبل وسط إقليم تتار القرم رعاها اتحاد "الرائد" الذي يعتبر أكبر مؤسسة إسلامية في أوكرانيا، وشارك فيها 90 شخصا تتاريا من مختلف الفئات العمرية والأوزان.

undefinedوحظيت البطولة باهتمام رسمي وإعلامي بارز، حيث حضرها ممثلون عن عدة وزارات في حكومة الإقليم الذي يتمتع بنظام حكم فدرالي شبه مستقل، بالإضافة إلى عدة مؤسسات ثقافية واجتماعية ووسائل إعلام.

وقال ممثلون عن اتحاد اللعبة للجزيرة نت إنه عادة ما يشارك في بطولات اللعبة نحو 200 شخص لما تحظى به من إقبال وشعبية، لكن انتهاء الإجازة الصيفية حال دون مشاركة أعداد أكبر.

كأس وخروف
ورغم قلة أعداد المشاركين ف إن جولات البطولة كانت ممتعة وشيقة وفق معظم من حضرها من التتار وغيرهم، خاصة أنها اتسمت بحرفية وتقارب مستويات المتصارعين.

وفي نهاية البطولة تسلم الفائز تيمور بريمشوييف كأس البطولة وخروفا باعتبار أن التتار كانوا يتنافسون على الخرفان قبل العودة إلى أوكرانيا المستقلة, وقبل قيام اتحاد اللعبة.

ويقول رئيس اتحاد اللعبة رستم كازاكوف إن التتار كانوا ينظمون بطولات "قريش" على مستوى الحي والقرية والمدينة قبل التهجير وبعده، وكانت الجوائز بسيطة ورمزية، كديك أو دجاجة أو خروف، وأصبحت الآن جزءا من تقاليد اللعبة التراثية لا يخلو من طرافة بعد أن أصبح لها اتحاد ينظمها ويشجعها.

المصدر : الجزيرة