ازدهار جديد لتجارة السلاح باليمن

صور لمتاجر بيع السلاح والذخيرة بمدينة ريدة (الجزيرة نت

صور لمتاجر باليمن تبيع مختلف أنواع السلاح والذخيرة (الجزيرة نت)

إبراهيم القديمي-صنعاء

تشهد أسواق بيع السلاح في اليمن إقبالا كبيرا من قبل المواطنين تحسبا -وفق ما أشار مراقبون- لاندلاع مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومؤيدي الثورة ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وأكد تجار أسلحة للجزيرة نت أن كميات مهولة من الأسلحة الشخصية والمتوسطة والثقيلة شهدت إقبالا كبيرا بأسواق السلاح الموجودة في خولان وعمران وريدة، شملت رشاشات كلاشنكوف ومدفعية ومدرعات ومضادات الطائرات وقاذفات آر.بي.جي.

وقال خالد يحيى الوقيصي -وهو تاجر لبيع السلاح في مدينة ريدة (50 كلم شمالي العاصمة صنعاء)- إن وتيرة تجارة السلاح ارتفعت خلال الفترة الماضية بين كافة رجال القبائل، معتبرا أن "الإقبال المحموم على شراء الأسلحة رفع أسعارها بنسبة 100% حيث قفز سعر رشاش الكلاشنكوف إلى 350 ألف ريال (1400 دولار) مقابل 150 ألف ريال في الماضي".

حركة تسليح
وروي شاهد عيان من أبناء المدينة -فضل عدم الكشف عن هويته للجزيرة نت- عن حالات تجنيد الآلاف من أبناء قبيلة حاشد لدى أطراف النزاع، وتوزيع الأسلحة عليهم مجانا تحسبا لتفجر الموقف.

وقد تزامنت حركة شراء الأسلحة مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس صالح مؤخرا أمام مؤتمر القبائل المؤيدة له والذي أكد فيه عدم نيته التخلي عن السلطة.

كما لعبت الدورَ نفسه التصريحاتُ الرسمية للحكومة اليمنية المؤكدة على عودة صالح إلى صنعاء فور الانتهاء من التحقيقات المتعلقة بتفجير جامع دار الرئاسة الذي أصيب فيه صالح، مما قد يؤدي إلى تفجر الموقف في حال عدم التوصل لتسوية سياسية.

طاهر: صالح عجز عن مواجهة الثورة السلمية بحل سياسي فلجأ إلى العسكرة (الجزيرة نت)
طاهر: صالح عجز عن مواجهة الثورة السلمية بحل سياسي فلجأ إلى العسكرة (الجزيرة نت)

حالة يأس
وفي معرض توصيفه لظاهرة التسلح المحمومة، هاجم الكاتب الصحفي عبد الباري طاهر الرئيس صالح واتهمه بعسكرة الحياة السياسية والمدنية خلال فترة حكمه الممتد منذ عام 1978.

وقال طاهر للجزيرة نت إن صالح -الذي خاض أكثر من 450 حربا- عجز عن مواجهة الثورة السلمية بحل سياسي، فلجأ إلى العسكرة لمواجهتها من خلال تسليح أنصاره والزج باليمن في أتون حرب أهلية وشيكة.
 
واعتبر تلويح الرئيس باستخدام القوة ومواجهة التحدي بتحد وهو على فراش المرض، سببا جوهريا لازدهار تجارة الأسلحة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن حركة التسلح الراهنة تعبير عن حالة اليأس وفقدان الصبر لدى عامة الناس.

وأكد طاهر أن صالح مصمم على الحل العسكري، وأبرز دليل رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية التي سطر حروفها بيده وحققت له كامل شروطه.

ودعا دول الجوار إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والأدبية والسياسية بعدم دعم نظام صالح الذي أصبح مصدر خطر على اليمن والجوار، على حد تعبيره.

المضواحي: النظام يسعى لإثارة المشاكل، ولكن سلمية الثورة أعاقت رهاناته

عنف السلطة
من جهته حمل عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي المعارض علي الصراري نظام صالح مسؤولية دفع اليمن إلى استخدام القوة.
 
وأكد للجزيرة نت أن استمرار العنف قد يؤدي إلى عنف مضاد يستهدف مراكز السلطة والنافذين في الأسرة الحاكمة. واعتبر حركة التسابق نحو شراء السلاح مؤشرا على ذلك.
 
وحذر الصراري السلطات من مغبة ارتكاب حماقة جديدة تفضي لاقتحام الساحات. وقال إذا قامت بذلك فإنها لم تبق أي سبب للناس يجعلهم يحتملون هذه الاعتداءات، مطالبا بمجابهتها بكل الوسائل.
 
أما القيادي في الحزب الوحدوي الناصري عبد القدوس المضواحي فاستبعد انجرار اليمنيين إلى العنف مهما بلغت حركة التسلح بين الناس. وقال للجزيرة نت إن النظام يسعى لإثارة المشاكل، ولكن سلمية الثورة أعاقت رهاناته.

وتسود بين سكان العاصمة صنعاء حاليا حالة من الذعر جراء تقسيمها إلى ثلاث ثكنات عسكرية، تتبع أولاها الفرقة المدرعة التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر، وتتبع الثانية الحرس الجمهوري والثالثة شيخ مشايخ حاشد صادق الأحمر.

المصدر : الجزيرة