مطالب بتأمين عودة العراقيين بسوريا

العراقيون في سوريا

العراقيون بسوريا يخشون من مأزق مماثل للذي عاشوه في بلادهم (الجزيرة-أرشيف)  

 الجزيرة نت-بغداد

يتوزع ما يقرب من مليون ونصف المليون عراقي في دمشق والمدن السورية الأخرى، وكلما تصاعدت الأحداث وارتفعت وتيرة المظاهرات، يزداد قلقهم وقلق أقاربهم ومعارفهم داخل العراق. ورغم خشيتهم من الدخول في مأزق أمني يشبه ما عاشوه في بلدهم بعد 2003، فإن هؤلاء العراقيين لم يحددوا خيارهم بعد، كما أن حكومتهم في بغداد لم تتخذ إجراءات واضحة لطمأنتهم.

ويطالب عدد من أعضاء البرلمان العراقي الحكومة باتخاذ الإجراءات المطلوبة، لتسهيل عودة اللاجئين في سوريا بسبب تصاعد الأحداث بهذا البلد منذ مارس/ آذار الماضي.

وقال النائب عن القائمة العراقية أحمد الجبوري" نحن لا نتدخل بالشأن السوري، لكن يقلقنا أمر العراقيين في سوريا" موضحا أن المادة 44 من الدستور تنص على عدم نفي أي عراقي أو إبعاده أو حرمانه من العودة إلى الوطن.

وطالب الجبوري الحكومة بالتنسيق مع السفارة العراقية في دمشق لغرض تأمين عودة العراقيين من هناك.

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين بوقت سابق عن تشكيل "خلية طوارئ" برئاسة الوزير وبالتعاون مع الداخلية وممثلين عن الهلال الأحمر والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمتابعة وتسهيل عودة العراقيين المقيمين بسوريا.

وقال وكيل وزير الهجرة الدكتور سلام الخفاجي للجزيرة نت إن وزارته اتخذت منذ أكثر من شهرين إجراءات، تتمثل في إرسال ممثلين عن الوزارة إلى السفارة العراقية في سوريا لتهيئة مستلزمات إعادة من يرغب من العراقيين، وكذلك التنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين بسوريا، إضافة إلى التنسيق مع  المنافذ الحدودية لتهيئة خيم لاستقبال العائدين وتسهيل عملية دخولهم.

وأضاف أن هناك إجراءات أخرى تمت بالتنسيق مع مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى لتسهيل عودة العراقيين، وأكد عودة العشرات من العائلات العراقية، متوقعا تواصل العملية خلال الأيام القادمة.

دكتور جاسم الحلبوسي: تحفظات حكومية تعيق عودة العائلات (الجزيرة نت)
دكتور جاسم الحلبوسي: تحفظات حكومية تعيق عودة العائلات (الجزيرة نت)

أوامر حكومية
كما أوضح رئيس مجلس محافظة الأنبار للجزيرة نت أن الحكومة المحلية بالمحافظة اتخذت عددا من الإجراءات لتسهيل عودة العراقيين من سوريا، منها تهيئة مجمع خاص لاستقبالهم وتسهيل عملية تأشير جوازاتهم وعدم تأخيرهم عند الحدود، إضافة إلى توفير كافة المستلزمات من مواد غذائية وماء وما يحتاجه العائدون عند المنافذ الحدودية.

وكشف الدكتور جاسم الحلبوسي، الذي أقيل من منصبه ويدور جدل حول عودته، عما سماها تحفظات وأوامر من الحكومة المركزية بهذا الصدد –دون أن يكشف عنها– تعيق عملية تسهيل عودة العائلات العراقية، وطالب الحكومة بزيادة الدعم للأنبار لتوفير كافة المستلزمات الخدمية التي يحتاجها العائدون.

من جانبه قال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى للجزيرة نت إن هناك توجيها من المجلس بتهيئة كافة المستلزمات الخدمية للعراقيين العائدين من سوريا عند المنافذ الحدودية بين الموصل وسوريا، مؤكدا عودة عائلات خلال الأسابيع الماضية وأن لديها مساكن في الموصل.

وأشار دلدار زيباري إلى أن المشكلة التي تواجههم هي في العائلات التي لا تملك مساكن تستطيع اللجوء إليها، أو تلك التي تملك مساكن لكنها تخشى العودة إليها لأسباب كثيرة ، مؤكدا توفيرهم لمجمع قرب الحدود لإيوائهم بصورة مؤقتة لحين إيجاد الحلول.

وطالب الحكومة ووزارة الهجرة والمهجرين بضرورة الاهتمام بهذه العائلات، وتوفير مجمعات ومخيمات داخل الموصل لإيوائهم وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجونها.

يُذكر أن المنافذ الرئيسية لدخول سوريا تقع ضمن حدود محافظتي نينوى والأنبار، حيث ترتبطان بحدود طويلة مع سوريا.

وكانت الحكومة طالبت المواطنين بسوريا ودول أخرى العودة عام 2009 وأعلنت عن تقديم تسهيلات لهم، إلا أن عدم تقديم ضمانات وتدهور الأوضاع الأمنية والخدمية حال دون عودتهم.

المصدر : الجزيرة