تزايد الهدم والاستيطان في القدس

- مستوطنة أبو غنيم وتظهر خلفها بلدة صور باهر الفلسطينية

مستوطنة أبو غنيم وتظهر خلفها بلدة صور باهر الفلسطينية (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

أفادت مؤسسة حقوقية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة بأن شهر يوليو/تموز الماضي شهد حملة استيطانية محمومة في المدينة، في حين أكد مختصون نشر عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية خلال أغسطس/آب الجاري، وإجبار مقدسيين على هدم منازلهم بأيديهم.

وأكد تقرير شهري أعده مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إصدار مزيد من أوامر الهدم لمنازل المواطنين، واستمرار حملات الاعتقال والتنكيل بحق الأطفال، وتصاعد عمليات التهويد للمدينة المقدسة.

من جهتها حذرت السلطة الفلسطينية من مساع إسرائيلية لفرض وقائع على الأرض هروبا من أزمتها الداخلية، مؤكدة أن السياسات الإسرائيلية تركز بشكل خاص على المخططات الاستيطانية في محيط القدس.

الاحتلال يشدد إجراءاته في القدس حيث يمنع المصلين الذين يحاولون دخول المدينة
الاحتلال يشدد إجراءاته في القدس حيث يمنع المصلين الذين يحاولون دخول المدينة

ففي ملف الاستيطان، أفاد المركز بأن الحكومة الإسرائيلية نشرت في يوليو/تموز مناقصة لبناء 294 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بيتار عيليت" جنوب القدس، وتم الكشف عن مشروع جديد باسم "عوز تسوريم" في مستوطنة جبل أبو غنيم يتضمن بناء 97 وحدة استيطانية في سبعة مبان ومركز تجاري.

مصادرة وهدم
وقال تقرير مركز القدس إن طواقم بلدية الاحتلال في القدس صادرت 136 دونما من أراضي بلدة سلوان، مضيفا أن ما تسمى "لجنة البناء والتنظيم" في البلدية تنوي مصادرة 120 دونما في منطقة وادي قدوم ورأس العمود، و34 دونما أخرى في منطقة الصلعة جنوب سلوان.

وأشار إلى أن بلدية الاحتلال صادقت في اليوم ذاته على مخطط لبناء 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو جنوب المدينة، في الوقت الذي رفضت فيه اعتراضا للأوقاف الإسلامية على مصادرة أراض مساحتها 13.5 دونما.

وفي ملف الهدم، أكد المركز أن بلدية الاحتلال أجبرت المواطن خليل رمضان دبش من بلدة صور باهر، جنوب القدس، على الهدم الفوري لما تبقى من منزله بعد رفض مخططه للحصول على رخصة بناء، مشيرا إلى أن نفس العائلة المكونة من 24 فردا أرغمت خلال ديسمبر/كانون الأول 2010 على هدم جزء من الإضافة المرفقة للمنزل، إلا أن البلدية ووزارة الداخلية رفضتا الهدم الجزئي وطالبتا بهدم كافة الإضافة.

ووثق المركز من عمليات الهدم أيضا قيام الإدارة المدنية بهدم محل تجاري ومنزل ومنجرة ومخازن وأسوار من الإسمنت في حي الخلايلة من أراضي بلدة الجيب شمال غرب القدس.

مصلون يحاولون دخول القدس من جهة بيت لحم للصلاة في المسجد الأقصى 
(الجزيرة نت-أرشيف)
مصلون يحاولون دخول القدس من جهة بيت لحم للصلاة في المسجد الأقصى
(الجزيرة نت-أرشيف)

حفريات جديدة
وأكد مركز القدس قيام سلطات الاحتلال بحفريات جديدة تستهدف معالم حي سلوان، مشيرا إلى ازدياد عدد المواقع التي تنفذ فيها الحفريات بمشاركة البلدية ودائرة الآثار وسلطة الطبيعة وما تسمى بـ"دائرة تطوير شرقي القدس"، موضحا أن عمق الحفريات وصل في بعض المناطق إلى أكثر من عشرين مترا.

وتحدث التقرير عن زيادة ملحوظة في عمليات الاعتقال وأعمال التنكيل مستهدفة على وجه الخصوص أطفالا وفتية قاصرين من بلدة سلوان والعيسوية ورأس العمود ومخيم شعفاط، مشيرا إلى اعتقال وإصابة عشرات الأطفال الذين وثق حالاتهم.

إلى ذلك قال مسؤول ملف القدس في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي إن سلطات الاحتلال أعلنت خلال شهر أغسطس/آب الجاري عن ثلاثة مشاريع استيطانية بحوالي ثلاثة آلاف وحدة استيطانية تتركز بشكل خاص في غلاف المدينة لتكريس عزلها عن الضفة الغربية.

وأضاف أن إسرائيل تحاول بذلك استقبال شهر سبتمبر/أيلول بفرض وقائع على الأرض والهروب من أزمة السكن الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني. وقال إن سلطات الاحتلال تواصل التضييق على المقدسات بتحديد سن من يسمح لهم بدخول القدس للصلاة في المسجد الأقصى.

مواجهة سياسية
أما عن جهود السلطة الفلسطينية لمواجهة السياسة الإسرائيلية، فأكد الإصرار على التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة فيها، وإجراء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجموعة اتصالات دولية، وتكليف محامين ومهندسين ومختصين وفنيين لمتابعة قضايا المواطنين القانونية.

مسؤول ملف القدس في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي (الجزيرة نت)
مسؤول ملف القدس في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي (الجزيرة نت)

وتحدث عن استمرار محاولات استقطاب الدعم العربي والدولي للقدس، مشيرا إلى قرار من البنك الإسلامي للتنمية بدعم المدينة بـ20 مليون دولار، وقرض آخر بـ10 ملايين أخرى.

وأكد الرويضي استمرار التحضير لإطلاق خطة متكاملة لتقديمها للبنك حول آلية صرف هذه المبالغ والمشاريع التي يمكن أن تشكل دعما لصمود الإنسان وبقاء مؤسسات القدس التعليمية والصحية والشبابية وغيرها.

ومع ذلك، قال إن الدعم العربي والإسلامي لا يرقى إلى المستوى الذي يطمح إليه الفلسطينيون، معربا عن أمله في دعم قطاع الإسكان للمحافظة على النمو الديمغرافي في القدس مقابل رصد إسرائيل 100 مليون دولار لتكثيف الاستيطان حتى نهاية العام الحالي، منتقدا ما سمّاه عدم ارتقاء المواقف إلى المستوى المطلوب.

المصدر : الجزيرة