أبيي على خريطة الجدل السياسي مجددا

A handout picture released by the United Nations Mission in Sudan (UNMIS) on May 28, 2011, shows a truck piled high with looted items as it drives past businesses and homesteads locally known as 'tukuls' burning in the centre of the disputed Sudanese central town of Abyei

من أعمال النهب عقب الاشتباكات التي وقعت في أبيي قبل شهرين (الفرنسية)


الجزيرة نت-الخرطوم
تدل المؤشرات على أن أزمة منطقة أبيي السودانية مرشحة للتصاعد بسبب العلاقة المتقلبة على وقع التجاذبات القائمة بين الخرطوم وجوبا لا سيما أن التسوية المؤقتة للخلاف لا تعطي انطباعا يبشر بقدرتها على الصمود.
 
فبعد أن استبشر الناس خيرا عقب اتفاق حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية  لتحرير السودان على قبول نشر قوات إثيوبية في المنطقة بدلا من القوات الدولية المتعددة الجنسيات، انتقلت الأمور إلى التساؤل عن بقاء هذه القوات وانسحاب تلك.
 
جيش حكومة جنوب السودان يقول إن القوات المسلحة السودانية لا تزال تسيطر على منطقة أبيي دون أن تبدأ الانسحاب منها رغم وصول طلائع القوات الإثيوبية للمنطقة في السابع من يوليو/تموز الجاري، متسائلا عن عدم تنفيذ القوات السودانية لما تم الاتفاق عليه.
 
عدم انسحاب
ويؤكد الناطق الرسمي باسم ما باتت تعرف رسميا منذ 9 يوليو/تموز 2011 بجمهورية جنوب السودان فليب أقوير للجزيرة نت أن هناك معلومات حصلت عليها حكومة الجنوب تفيد بعدم انسحاب القوات السودانية من المنطقة.
 
الصوارمي: اكتمال القوات الإثيوبية سيعني بالضرورة انسحاب كافة القوات الموجودة بالمنطقة (الجزيرة نت)
الصوارمي: اكتمال القوات الإثيوبية سيعني بالضرورة انسحاب كافة القوات الموجودة بالمنطقة (الجزيرة نت)

وتساءل أقوير عن الطريقة التي ستتعامل بها القوات الإثيوبية مع هذا الوضع، مجددا رغبة الجميع في إبعاد المنطقة عن أي توترات مستقبلية.

 
على الضفة الأخرى، ربطت القوات المسلحة السودانية انسحابها من منطقة أبيي بالانتشار الكامل للقوات الإثيوبية، وأكدت على لسان الناطق الرسمي باسمها العقيد الصوارمي خالد سعد التزامها بما تم الاتفاق عليه على هذا الصعيد.
 
وأوضح الصوارمي أن اكتمال القوات الإثيوبية سيعني بالضرورة انسحاب كافة القوات الموجودة بالمنطقة بمن فيها قوات الجيش الشعبي، مؤكدا وصول نحو 1500 عنصر فقط من القوات الإثيوبية حتى الآن.
 
وأكد أن الفترة القريبة ستشهد اكتمال القوات الإثيوبية "ووقتها ستنسحب القوات المسلحة انسحابا كاملا نحو الشمال بينما تنسحب قوات الجيش الشعبي نحو الجنوب وفق حدود العام 1956″، موضحا في رده للصحفيين أن القوات المسلحة لم تكن هي الوحيدة بالمنطقة، في إشارة إلى أن قوات الجيش الشعبي لا تزال موجودة هناك.
 
نزاع سيادي
المحلل العسكري العميد المتقاعد حسن بيومي رأى عدم وجود مبرر لتساؤلات الجنوب "لأن بين الطرفين اتفاقا دوليا لا بد من احترامه"، مؤكدا أن تأخر انتشار القوات الإثيوبية ربما يكون هو السبب المباشر في تأخير العملية برمتها.
 
ولم يستبعد في حديثه للجزيرة نت وجود عوامل أخرى كهطول الأمطار تسببت في تأخير القوات الإثيوبية، مذكرا بأن انسحاب القوات المسلحة من الجنوب بعد توقيع اتفاق السلام لم يوازه انسحاب قوات الجيش الشعبي من الشمال، ومع ذلك لم تتبرم القوات المسلحة السودانية من ذلك التباطؤ.
 
وفي نفس السياق، اعتبر الخبير العسكري ساتي محمد سوركتي المطالبة بانسحاب القوات المسلحة من المنطقة محاولة لفك ارتباط أبيي بالشمال، في حين أن تصرف القوات المسلحة السودانية عنصر من عناصر إثبات السيادة وتبعية المنطقة للشمال، مؤكدا أن إثارة الأمر كان متوقعا لأن النزاع حول أبيي "أصبح نزاعا سياديا وليس عاديا بين فريقين محليين".
 
ولم يستبعد في حديثه للجزيرة نت أن يكون الأمر جزءا من صناعة الصراع الذي تقوم به الحركة الشعبية قبل وبعد توقيع اتفاق السلام مع المؤتمر الوطني عام 2005.

المصدر : الجزيرة