العنصرية تنال جامعات إسرائيل

جلسة لجنة التحقيق البرلمانية برئاسة النائب العربي أحمد الطيبي والخاصة بتشغيل الأكاديميين العرب

جلسة لجنة تحقيق برلمانية برئاسة أحمد الطيبي الخاصة بتشغيل الأكاديميين العرب (الجزيرة)

وديع عواودة-حيفا


"لا تقتصر العنصرية المتفاقمة على المؤسسات الرسمية والمرافق الاقتصادية أو التشريعات ذات الطابع الفاشي بل تنال الجامعات والكليات الأكاديمية رافعة الشعارات الإنسانية التقدمية" هكذا يقول العرب في إسرائيل.

وفي تقرير كشف عنه مجلس التعليم العالي في إسرائيل أن 2.7% فقط (1.2% في 2007) من طواقم المحاضرين في المؤسسات الأكاديمية هم من المواطنين العرب رغم أن هؤلاء يشكلون 17% من مجمل السكان.

وبموجب التقرير الذي عُرض في الكنيست بناء على طلب لجنة التحقيق البرلمانية الخاصة بتشغيل الأكاديميين العرب والتي يترأسها النائب أحمد الطيبي، يتضح أن هناك 280 أستاذا جامعيا عربيا فقط.

أما نسبة الموظفين العرب في إدارة الجامعات فهي أقل من نسبة المحاضرين وتبلغ اليوم 1.7% فيما تخلو الكليات الأكاديمية المدعومة حكوميا من أي موظف عربي كبير بينما تبلغ نسبة المحاضرين العرب فيها 2%.

يشار إلى أن نسبة الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية اليوم تتعدى 10%، فيما يدرس نحو سبعة آلاف من فلسطينيي الداخل في الأردن وعدد مماثل في بقية جامعات العالم خاصة في إيطاليا ودول شرق أوروبا.

المستشار بلجنة التحقيق البرلمانية، د. داني غيرا، أشار خلال اجتماع اللجنة في الكنيست إلى أن نسبة الأساتذة العرب في الجامعات الإسرائيلية أقل من نسبة العرب العاملين في القطاع العام.

اعتبارات عرقية
ويوضح غيرا أن المعطيات تفيد بأن هناك سياسات لإقصاء العرب من إدارة وطواقم التعليم في الجامعات الإسرائيلية المفترض بها أن تكون نموذجا للمعايير المهنية النظيفة بعيدا عن الاعتبارات العرقية العنصرية.

وتوصي لجنة التحقيق المذكورة أمام مجلس التعليم العالي باستعجال استيعاب العرب في العمل والتعليم داخل الجامعات الإسرائيلية بنسبة لا تقل عن 8% حتى العام 2016.

المعروف أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارا في 2007 يقضي بألا تقل نسبة العرب في القطاع العام عن 10% حتى 2012.

علي حيدر: نريد أفعالا لا أقوالا من الجامعات الإسرائيلية (الجزيرة)
علي حيدر: نريد أفعالا لا أقوالا من الجامعات الإسرائيلية (الجزيرة)

وعود بالإصلاح

وكان الكنيست قد صادق على مشروع قانون للنائب عزمي بشارة في حينه لتثبيت حد أدنى من العرب في الشركات الحكومية لكن التطبيق يسير ببطء شديد.

ويشير المحامي علي حيدر –وهو مدير مشارك في الجمعية العربية اليهودية لتكافؤ الفرص (سيكوي)- أن جمعيته تنشر معطيات مشابهة منذ سنوات، وتحذر من خلالها من استمرار التمييز، وتدعو مجلس التعليم العالي لمضاعفة أعداد العرب في الجامعات.

وزعم مجلس التعليم العالي أنه قام خلال السنوات الأخيرة بسلسلة خطوات لدمج العرب في طواقم التعليم الجامعي، منها توفير منح للطلاب المتفوقين.

ويشير المجلس إلى أن هناك خطة خماسية خاصة بالتعليم العالي ستطرح قريبا وتشمل تشجيع الطلاب العرب على استكمال التعليم العالي.

ويؤكد حيدر للجزيرة نت أن المجتمع العربي في إسرائيل يتمنى أن تشكّل الجامعات حصنا للقيم والديمقراطية، وألا تتورط بالتوجهات العنصرية التي تغمر البلاد هذه الأيام داعيا رؤساء الجامعات ومجلس التعليم العالي إلى ألاَّ تبقى وعودهم بالإصلاح مجرد كلام.

المصدر : الجزيرة