مسجد بالعيزرية يحاكي الأقصى بالقدس

تواصل اعمال البناء في مسجد "خليفة بن زايد آل نهيان"بالعيزرية بالقدس الشرقية المحتلة بتمويل من دولة الإمارات " تصوير الزميلة ميسه أبو غزالة من العيزرية وحولتها إلي حسب طلبي لنشرها بالجزيرة نت"

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

يستعد مجلس العيزرية بتخوم القدس الشرقية المحتلة، لتدشين مسجد "خليفة بن زايد آل نهيان" في شهر رمضان المقبل الذي شيد بتمويل من "مؤسسة خليفة" للأعمال الإنسانية من دولة الإمارات.

وتصل مساحة المسجد المؤلف من خمسة طوابق قرابة ستة آلاف متر مربع ويتسع لأكثر من أربعة آلاف مصل، وقد شيد خلف جدار الفصل العنصري الذي سلخ العديد من الأحياء عن القدس.

ويشمل مشروع المسجد  طوابق لمشفى ولعيادات طبية ومكتبة عامة وإسلامية ومرافق خدماتية متعددة لخدمة السكان المحليين.

ويعد الأكبر مساحة بفلسطين بعد المسجد الأقصى، ويتميز بقبابه التسع التي تقابل مآذن الأقصى، ومئذنتيه بارتفاع نحو ‬75 مترا للمئذنة، وهو بمنزلة المشروع الأبرز والوحيد بالقدس الشرقية المتاخم للأقصى.

مشروع الاحتلال تقسيم الأقصى (تغطية خاصة)
مشروع الاحتلال تقسيم الأقصى (تغطية خاصة)

جدل وتساؤلات
وأثار مشروع المسجد جدلا حول الجدوى من إقامته بالمنطقة، وإذا ما كان من الأجدر بناء مشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية لتدعيم صمود الفلسطينيين.

وطرحت التساؤلات حول مدى تأثير مشروع المسجد في المستقبل على الأقصى، حيث يخشى البعض تحوله لبديل وعوضا عنه، كونه يحاكي الأقصى الذي يتعرض لحملة شرسة من الاحتلال الإسرائيلي تهدف لتفريغه من المسلمين.

تدعيم وعزل
وعقب رئيس مجلس العيزرية على الادعاء بأن مشروع المسجد بديل عن الأقصى بالقول "هذا الطرح لا يمت للواقع بصلة، فمهما شيدت من مساجد بفلسطين والعالم فلن تكون بديلة عن الأقصى الذي يعتبر جوهر عقيدة المسلمين، والمشروع لن يفقد الأقصى من قيمته كتحفة عمرانية إسلامية، بل يهدف لتدعيمه ومساندته".

وأكد للجزيرة نت أنه مهما شيدت إسرائيل من جدران ومهما نسجت من مخططات، فإنها لن تنجح بعزل الأقصى عن المسلمين وتفريغه من المصلين، وستفشل بمنع الفلسطينيين من التواصل معه.

وشدد على أن تصاريح وتراخيص بناء المشروع استصدرت من المجلس والسلطة الفلسطينية، ولا يوجد للاحتلال الإسرائيلي أي علاقة باستصدار هذه التراخيص.

ولفت إلى أن منطقة نفوذ مجلسه بحاجة لمساجد، وعليه تم التوجه للحصول على دعم من دولة الإمارات، وحسب رغبة الممولين أقيم المسجد بالعيزرية.

وأثنى على دولة الإمارات لتمويلها المشروع الذي يساهم بتوثيق التواصل مع فلسطين والقدس، لافتا إلى ضرورة تكثيف الدول العربية مساعيها لتمويل مختلف المشاريع العمرانية والتنموية، التي من شأنها أن تعزز صمود الفلسطينيين بوجه الاحتلال ومخططاته.

بكيرات تساءل عن مكان وتوقيت وحاجة المنطقة للمسجد (الجزيرة نت)
بكيرات تساءل عن مكان وتوقيت وحاجة المنطقة للمسجد (الجزيرة نت)

المكان والزمان
بدوره، استبعد رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى ناجح بكيرات إمكانية افتتاح المسجد بشهر رمضان المقبل، مبديا تحفظاته على المشروع وموقعه وتوقيته، حيث كان من المفروض أن يدشن قبل أربعة أعوام.

وأكد للجزيرة نت أنه حتى لو تم تشييد ألف مسجد بفلسطين وعلى بوابات القدس، فإنها لن تغني عن حجر بالمسجد الأقصى ولن تكون عوضا عنه أو بديلا له، ولن تمنع الناس من التواصل والوصول إليه، مستذكرا أهمية تشييد المساجد ومشددا على دورها التربوي والإيماني والتنشئة الاجتماعية.

ولفت إلى أن بناء المسجد بهذا المكان بمنزلة اختيار غير موفق، حيث إن موقعه خلف الجدار العنصري وليس بالقدس التي تحتاج ليس فقط للمساجد، بل للدعم والتمويل لمختلف المشاريع البشرية والتنموية لبناء الإنسان وتعزيز صمود المقدسيين.

وتوجه بكيرات بالشكر والعرفان للإمارات على تبرعها السخي، لكنه تساءل: هل المنطقة بحاجة لمسجد؟ ولماذا اختير هذا المكان والتوقيت؟ ومتى سيتم الانتهاء من البناء؟ وكم تكلفة المشروع حتى الآن؟

وخلص إلى القول إن "مساجد العالم بأسرها لن تحاكي الأقصى، حيث شيدت مساجد أضخم من مشروع  المسجد بالعيزرية الذي ما زال محور جدل بسبب الصراعات التي رافقت مراحل بنائه، وللأسف الشديد هناك من تاجر بهذا المشروع الذي يروج له بشكل مغلوط وخاطئ".

المصدر : الجزيرة