خلاف على أبعاد اشتباكات طرابلس

f_Lebanese soldiers guard the entrance to the impoverished district of Jabal Mohsen, home to the Alawite community in the northern coastal city of Tripoli, on June 20, 2011

هدوء حذر وآليات للجيش اللبناني على مدخل بعل محسن في مدينة طرابلس اللبنانية (الفرنسية)
هدوء حذر وآليات للجيش اللبناني على مدخل بعل محسن في مدينة طرابلس اللبنانية (الفرنسية)

نقولا طعمة-طرابلس

ساعات مرت على إعلان حكومة نجيب ميقاتي بلبنان قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في مدينته طرابلس على المحور التقليدي بين منطقتي التبانة وبعل محسن، وهما حيان شعبيان من أحياء طرابلس الأول يغلب عليه السنة والثاني تقطنه غالبية علوية.

عناصر متعددة شحنت الجو، منها اضطرابات سوريا، وتنظيم مظاهرات من قبل معارضي النظام السوري في التبانة دعما للاحتجاجات السورية وبدوافع ترتبط بخلاف يعود للحرب الأهلية اللبنانية. وبمواجهة هؤلاء يقف أبناء الطائفة العلوية في جبل محسن الذين يعتبرون سوريا صمام أمان لهم كأقلية.

من جهة ثانية أبدت قوى الرابع عشر من آذار انزعاجها منذ تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة، فهو من ناحية حليفها الانتخابي، ومن ناحية ثانية منافس قوي على الساحة الطرابلسية خصوصا بعد تحالفه مع وزير المال محمد الصفدي، وتحالفه أيضا مع قوى الثامن من آذار التي تضم بعض القوى والزعامات التقليدية.

وتختلف وجهات النظر إزاء أسباب انفجار الصراع بحدة وسرعة، إذ يرجعه الكاتب السياسي كميل حبيب لعدة أسباب "أبرزها الشحن المذهبي الذي سمعناه طوال الفترة الماضية، إضافة إلى الشحن السياسي لنائب المستقبل محمد كبارة، ومن لف لفه في طرابلس، ثم مفاجأة خصوم ميقاتي بإعلانه تشكيل الحكومة، كما أن الفقر المدقع يدفع الشباب لأن يحملوا السلاح لصالح أي طرف يدفع لهم".

 مصطفى علوش: الأحقاد بطرابلس لم تعالج
 مصطفى علوش: الأحقاد بطرابلس لم تعالج

ورأى أن "الانفجار وقع بعد تشكيل الحكومة لأن عدته موجودة، ولم تكن تحتاج إلا إلى توقيت، وأتى عقب تشكيل الحكومة وبسببه. الانفجار وجه ضد الرئيس ميقاتي والأكثرية الجديدة، ذلك لأن فيها صراعا على رئاسة الحكومة، أي أنه بنظر قوى ١٤ آذار ممنوع على أي شخص أن يكون رئيس حكومة خارج النادي الحريري".

أحقاد متجددة
في المقابل يعتقد عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار مصطفى علوش بأنه "لا يمكن تفسير ما حدث من وجهة نظر سياسية، فالمسألة تتعلق بجملة من الأمور أهمها الأحقاد القائمة ولم تتم معالجتها بمصالحة حقيقية على مدى الثلاثين سنة الماضية بين المحلتين".

وأوضح علوش -وهو نائب سابق عن تيار المستقبل– أن "الجو السياسي القائم بسبب ما يحدث في سوريا أمّن أرضية أكبر للتوتر، والمجتمع العلوي في المدينة يشعر بنوع من القلق تجاه اهتزاز النظام السوري أو سقوطه، وهذا ما يفسر ردة فعلهم القاسية من إلقاء قنابل والبدء بإطلاق الرصاص".

وعما وصف بأنه انزعاج خصوم ميقاتي من تشكيل حكومته بسرعة، وقيام تحالف ميقاتي/الصفدي، قال علوش للجزيرة نت "هذا أمر واقع، ولم تتشكل الحكومة بسرعة رغم أنها جاءت بقرار سوري. وبالنسبة للتنافس فلذلك علاقة بكيفية المصالحة مع المجتمع  الطرابلسي الرافض لأي حكومة تابعة لسوريا".

اتهام الأجهزة

 رفعت عيد: التفجير في طرابلس رد على تشكيل ميقاتي لحكومته
 رفعت عيد: التفجير في طرابلس رد على تشكيل ميقاتي لحكومته

من جانبه يرى منسق الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد أن "أشرف ريفي -مدير عام قوى الأمن الداخلي وهو موال لقوى الرابع عشر من آذار- دفعه سعد الحريري لارتكاب مشكل". وأضاف أن "هذا الرجل وزع سلاح الدولة على المقاتلين في رسالة سياسية موجهة لرئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي. وعلى المستوى الأمني أرادوا افتعال فتنة مذهبية عسى تنتقل من طرابلس إلى عكار شمالا ومنها إلى سوريا".

ومضى منسق الحزب -الذي يمثل الطائفة العلوية- قائلا إن "قوى الرابع عشر من آذار اعتبرت أن خطوة الرئيس ميقاتي بإعلان الحكومة كانت خطوة جريئة، وأرادوا الرد على خطوته. أما بالنسبة لنا في منطقة باب التبانة بأحيائها كافة فنحن مجرد صندوق بريد".

وتساءل "نحن كأقلية هل يسمح الوضع في سوريا لنا أن نفتعل مشكلا؟ وهل تسمح ولادة الحكومة لنا بذلك؟ لقد انكشفت اللعبة، ولا يزالون يحاولون".

المصدر : الجزيرة