شباب 25 فبراير في موريتانيا

من إحدى مظاهرات شباب 25 فبراير بانواكشوط
من إحدى مظاهرات شباب 25 فبراير بنواكشوط (الجزيرة نت) 

تشكل تجمع شباب الخامس والعشرين من فبراير من مجموعة من المبادرات والمجموعات التي بدأت نشاطها على صفحات المواقع الاجتماعية وخصوصا الفيسبوك إثر الثورات العربية التي اجتاحت عددا من الدول العربية مع مطلع العام الجديد 2011.

 
ومن أهم تلك المجموعات الناشطة على الفيسبوك "موريتانيون لطرد العسكر"، و"معا لإسقاط عزيز"، و"ديكاج عزيز"، و"ساكت لاش؟"، و"شباب يريد الإصلاح"، ويتفاوت حضور ونشاط هذه المجموعات وعضويتها على صفحات الفيسبوك.
 
وقامت هذه المجموعات في بداية أمرها بدعوة الشباب الموريتاني إلى التجمع والتكتل لإحداث تغيير حقيقي وعميق في البلاد، وتوجت الدعوات التي نشرت على صفحات الفيسبوك بتوزيع بيانات وكتابة شعارات على الجدران والمباني العامة تدعوا الشباب إلى الثورة وإحداث التغيير.
 
اتساع الحراك
وفي وقت لاحق دعت هذه المجموعات إلى مظاهرة جماهيرية يوم 25 فبراير/شباط الماضي، حضرها عدد محدود من الشباب، لكن ذلك الحضور المتواضع ظل ينمو ويكبر حتى وصل إلى أعداد معقولة، كما تم في أثناء ذلك تشكيل شبه قيادة مؤقتة وإطلاق اسم منسقية شباب 25 فبراير على مجمل الحراك.
 
تعاطى النظام في البداية مع شباب الخامس والعشرين من فبراير بقدر من الإيجابية، وسمح لهم بالقيام بنشاطاتهم في الساحة الرئيسية بالعاصمة نواكشوط (ساحة بلوكات)، لكنه سرعان ما أنهى تلك الهدنة المؤقتة مع الشباب، واتجه إلى التصعيد في مواجهة الحراك الشبابي.
 
فقد منعت السلطات الأمنية الشباب من التظاهر في ساحة بلوكات، ثم سمحت لهم بالتظاهر في ساحات أخرى، لكن الشباب أصروا على التظاهر في ساحة بلوكات التي تحولت مع الوقت إلى أحد عناوين الصراع بين السلطة والشباب بسبب ما اعتبره المتظاهرون بيعا غير شرعي لتلك الساحة التي احتضنت أولى المباني المقامة في العاصمة لدى إنشائها في بداية ستينيات القرن الماضي.
 
انشقاق
لم يدم شهر العسل طويلا بين مجموعات الحراك الشبابي التي تنتمي لمختلف المشارب السياسية والفكرية، فسرعان ما دبت الخلافات بينهم حين أعلن بعض قيادة المنسقية بعد نحو شهر من النشاط عن إعادة هيكلة قيادتها من أجل إفساح المجال أمام بعض المبادرات والأطراف الشبابية التي "أثبتت جديتها واستقلاليتها لشغل مكانة قيادية في المنسقية"، ولم يكن ذلك سوى إيذان بخروج المجموعات الشبابية الأخرى التي تقول المنسقية إنهم شباب أحزاب.
 
وكان الخلاف في أصله بين المجموعات الشبابية يعود إلى أسلوب وطريقة العمل بين من يدعو لوضع هياكل إدارية ثابتة وإنشاء أقسام وفروع في كل أرجاء البلاد، وبين من يرى أن لا داعي للتسرع في ذلك، وأنه ليس من الضروري في البداية تشكيل هياكل لحراك يعتمد في نشاطه وحركيته على العفوية والتلقائية وعلى المتعاطفين الذين لا تجمعهم انتماءات سياسية واحدة، وإنما توحدهم أهداف التغيير ووسائل النضال.
 
وأدت تلك الخلافات إلى انقسام المنسقية إلى قسمين أحدهما احتفظ باسم المنسقية ويتألف من عدد من الشباب المحسوبين على الحركة اليسارية (ضمير ومقاومة) وعلى التيار المناهض للعبودية، وعدد آخر من الشباب الذين لا يعرف لأكثرهم انتماء سياسي محدد.
 
المجموعة الثانية
أما المجموعة الثانية فقد أطلقت على نفسها ائتلاف شباب 25 فبراير، وتتكون من عدد من الشباب المحسوبين على أحزاب المعارضة مثل حزب تكتل القوى الديمقراطية، وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وحزب اتحاد قوى التقدم، وحزب اللقاء الديمقراطي، وعدد آخر من الشباب الذين لا تعرف لهم انتماءات سياسية.
 
وقد تعرضت المجموعة الأولى التي احتفظت باسم المنسقية قبل نحو أسبوع إلى انشطار جديد بعد انشقاق مجموعة من شبابها إثر ما تردد عن تعيينات ولقاءات جمعت بين بعض قادتها مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
 
وتتفاوت الشعارات والمطالب التي يرفعها الحراك الشبابي بين الدعوة إلى إصلاح النظام وتغيير الحكومة، وتحقيق إصلاحات في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبين من يدعو إلى إسقاطه بشكل نهائي، وإبعاد العسكر عن السلطة بشكل كلي.
المصدر : الجزيرة