منتدى الشباب ينظّر لما بعد الثورات

حضور منتدى الشباب والتغيير الذي نظمه مركز الجزيرة للدراسات



سيد أحمد الخضر-الدوحة

أوصى منتدى الشباب والتغيير، الذي نظمه مركز الجزيرة للدراسات، بضرورة مراجعة العلاقة مع واشنطن وخصوصا بشأن التنسيق الأمني معها حول مكافحة ما يسمى الإرهاب، وبإعادة صياغة مفهوم الأمن القومي العربي. وأسرف المؤتمرون في توصيات تعتبر أساسا تنظيرا لما بعد الثورات الحالية. 

ولتحصين الثورة من الداخل والخارج طالب المؤتمرون، بعد يومين من النقاش في العاصمة القطرية الدوحة، بالانتباه لمحاولة إسرائيل وبعض الدول الأجنبية اختراق الثورات للتأثير عليها، وبتحويل المؤسسات الرسمية إلى خدمة المواطنين بدل النظام، وبناء الثقة بين الأجهزة الأمنية والشعوب.

ولمجابهة تحديات ما بعد الثورة، حث الشباب على رفض المطالب الذاتية المصاحبة لحركة الاحتجاجات، ومحاربة الجيوب المعادية للتحرر داخل دواليب دهاليز الدولة، التي تعمل بعيدا عن الضوء لعسكرة الحكم والعودة إلى عهد الاستبداد.

وتأكيدا لمساندتهم قضية العرب المركزية، أعلن الشباب بوضوح أن تحرير فلسطين يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومات التي ستفرزها الثورة، بعد فشل النظام العربي في تحقيق أي إنجاز على هذا الصعيد.

دعا الشباب لإيجاد طرق لحماية المتعاملين مع الإعلام الجديد لأن "الإنسان في سوريا يختفي بمجرد تحميله صورة على الإنترنت"

فاتورة الثورة
وعلى الجانب الاقتصادي طالب المؤتمرون بالتعجيل في الامتثال للمطالب الشعبية، ومحاربة الفساد وعدم إطالة الفترة الانتقالية حتى لا ترتفع فاتورة الثورة، والبحث عن دعم اقتصاديات الثورة من جهات غير أجنبية.

ولتحقيق هدف الثورة في التكامل والوحدة، حث شباب التغيير على إعطاء العرب الأولوية في أسواق الدول المستقطبة للعمال، والقضاء على العراقيل التي تحول دون تنقل الخبرات ورؤوس الأموال بين الحدود، وتفعيل العلاقة الاقتصادية بين شباب الخليج وأقرانهم في الدول العربية.

وفي نظر مقرر الورشة الاقتصادية حاتم غندير، من شبكة الجزيرة، فإن الأولوية يجب أن تعطى للجانب الاقتصادي في حقبة ما بعد الثورات لأن السياسة وجدت من أجل حفظ الأمن الاقتصادي.

وعلى الصعيد الإعلامي، أوصى المنتدى الشبابَ العربي بالتركيز على استخدام المواقع التي تؤرق الحكام مثل تويتر والفيسبوك، بشرط التزام الضوابط الأخلاقية في الدعوة إلى التحرر، وبدراسة العلاقة بين الإعلامين التقليدي والجديد، وإيجاد حل لتحكم الأنظمة في خدمات الإنترنت.

ومن أجل ضمان سلامة الداعين إلى التغيير، دعا الشباب إلى إيجاد طرق لحماية المتعاملين مع الإعلام الجديد لأن "الإنسان في سوريا يختفي بمجرد تحميله صورة على الإنترنت".

الخفاجي: مستقبل ما بعد الثورة ومن يقود  الانتقال الديمقراطي يعتبران أكبر التحديات (الجزيرة نت)
الخفاجي: مستقبل ما بعد الثورة ومن يقود  الانتقال الديمقراطي يعتبران أكبر التحديات (الجزيرة نت)

أحلام مؤجلة
ولترجمة توصيات المنتدى إلى واقع، أعلن على هامش حفل الاختتام عن إنشاء شبكة لنقل أفكار الشباب إلى الرأي العام، ولتحقيق أحلام العرب المؤجلة في التبادل الاقتصادي والتنقل من دولة إلى أخرى دون قيود.

ووفقا لميثاق الشبكة، سيعمل شباب من الخليج والمغرب ومصر والأردن على المطالبة بإلغاء تأشيرات الدخول بين جميع الدول العربية لأن "المنطقة دخلت عصرا جديدا تعلو فيه إرادة الشعوب".

وبالنسبة للدكتور إسلام لطفي الذي أعلن عن تأسيس المبادرة، فإن الثورة تعني أن الروح ما زالت تدب في الشعب العربي الذي تمكنه العودة إلى موقع الريادة في العالم.

وبما أنه ديوان العرب، كان الشعر حاضرا في منتدى التغيير، حيث ألقى معتمد غيث القضاة، من الأردن، قصيدة تسخر من الحكام المستبدين الذين لم يستوعبوا أن "الشعب يثور، والأرض من تحته تمور، والنقل حيّ على الجزيرة".

ووفقا لمقررة الورشة السياسية، الإعلامية العراقية نورة الخفاجي، فإن توصيات المنتدى موجهة أساسا لأنظمة ما بعد الثورات مع أنه يمكن للحكام الاستفادة منها لتفادي "المشاكل"، مشيرة، في تصريح للجزيرة نت، إلى أن مستقبل "ما بعد الثورة" ومن سيقود عملية الانتقال الديمقراطي يعتبر أكبر التحديات.

المصدر : الجزيرة