مجدل شمس

هي إحدى قرى إقليم البلان في الجولان تقع على السفح الجنوبي لجبل حرمون، يقدر عدد سكانها بنحو 8000 نسمة، ترتفع عن سطح البحر حوالي 1200 م. إبان الحكم العثماني كانت مجدل شمس مع سائر إقليم البلان تابعة لمحافظة جبل لبنان قضاء راشيا، وبعد الانتداب الفرنسي أصبحت تابعة لمحافظة دمشق سوريا.

تسميتها تعود إلى العهد الفينيقي، وتعني بالعربية "برج الشمس" حيث وجدت آثار لمعبد فينيقي لتقديس إله الشمس ومعصرة زيتون, ويعتقد بأن الملك حيرام ملك صور هو من أمر ببناء معبد للشمس في هذا المكان بعد أن كان في رحلة صيد على جبل حرمون.

وبعد العهد الفينيقي تحولت إلى خربة وبقيت مهجورة حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي حيث وصل إليها عبر فلسطين ثلاثة إخوة من آل فرحات وهم من أصول مصرية.

وبعد دخول المماليك بقيادة الظاهر بيبرس إلى مدينة صفد هاجرت بعض العائلات الأخرى من الدروز والمسيحيين الأرثوذكس إلى مجدل شمس، وأكبر هذه العائلات كانت عائلة صفدي وعائلة شحاذة. وفي منتصف القرن الثامن عشر وصلت إلى مجدل شمس عشائر أخرى قادمة من جبل لبنان بعد خسارتها في معركة عين دارا والحرب الأهلية الدامية بين الشهابيين والمعنيين من دروز لبنان، وكان من أكبر تلك العشائر آل أبو صالح التي تعود أصولها إلى حلب والقبائل الحمدانية، والآن عائلة أبو صالح هي أكبر العائلات في مجدل شمس.

وهناك رواية أخرى يرددها السكان المحليون، وهي أن ثلاثة أخوة من آل فرحات لجؤوا إلى جبل حرمون وسكنوا خربة مجدل شمس هاربين من منطقة الجليل في فلسطين بسبب قتل أحدهم رجلاً عن طريق الخطأ مما أجبرهم على الرحيل لتدارك رد أهل القتيل الذين سيسعون للثأر منهم.

إبان الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي كانت مجدل شمس من أهم معاقل الثوار من الجولان وجبل لبنان بسبب موقعها الجبلي المحصن، وقد أحرقها الفرنسيون ثلاث مرات.

ويعتمد سكان مجدل شمس بالدرجة الأولى على زراعة الخضار والفواكه وخاصة التفاح والكرز.

بعد حرب 1967 احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان بما فيها مجدل شمس وما زالت خاضعة للاحتلال.

حاولت سلطة الاحتلال عام 1982 فرض الجنسية الإسرائيلية بالقوة على سكانها وسكان القرى الأخرى في الجولان، لكنها فشلت بسبب التفاف السكان حول القيادة الروحية التي أصدرت فتوى بتكفير ومقاطعة كل من يقبل الجنسية الإسرائيلية.

وحاصرت القوات الإسرائيلية قرى الجولان وبخاصة مجدل شمس لمدة تزيد على ستة أشهر ومنعت دخول الغذاء والدواء للمواطنين، ولكن ذلك لم يزد المواطنين إلا صلابة ورفضا لمطالب الاحتلال، وتم رفع العلم السوري وإصدار وثيقة رسمية باسم جميع السكان يعلنون فيها تمسكهم بجنسيتهم العربية السورية ورفضهم للاحتلال.

وفي شهر يوليو/تموز 2010 اضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى الانسحاب من مجدل شمس إثر مواجهات مع الأهالي في محيط أحد المنازل الذي اقتحمته لتفتيشه، مما أغضب السكان ودفعهم إلى محاصرة أفراد الشرطة واحتجازهم مما دفع الجيش الإسرائيلي للتدخل، وتم الإفراج عن أفراد الشرطة المحتجزين بعد أن حصل وجهاء القرية على ضمانات بعدم تكرار مثل هذه المداهمات من قبل الشرطة واحترام حرمة البيوت والسكان المدنيين.

يذكر أن مجدل شمس تعد أكبر قرى الجولان الخمس التي تحتلها إسرائيل، وهي بقعاثا وعين قنية والغجر ومسعدة.

المصدر : الجزيرة