الانتخابات تقسم شباب السعودية

كشغري ترى أن قرار إشراك المرأة السعودية في الانتخابات القادمة تحتاج إلى قرار رسمي صريح

الشباب السعودي بين الدعوة للمشاركة بالانتخابات البلدية ومقاطعتها (الجزيرة نت-أرشيف)

ياسر باعامر-جدة 

أفرزت الانتخابات البلدية السعودية في دورتها الثانية المقررة يوم 24 سبتمبر/أيلول المقبل، انقساما بين الشباب في المملكة بين مؤيد للمشاركة فيها ومعارض يدعو للمقاطعة.

ويرى دعاة المقاطعة أن السلطات المحلية لم تقدم أي جديد في ما يتعلق بغياب صلاحيات المجلس، وانتخاب نصف الأعضاء فقط، وإقصاء المرأة، وعدم تلبيتها لطموحات المشاركة الشعبية في صناعة القرار.

ولم تمنع دعوات المقاطعة فريقاً آخر من النظر للأمر من زاوية مختلفة حيث بدأت حملات شبابية منظمة تستهدف دعم المرشحين الشباب للوصول إلى المجلس، والتأثير فيه، واستثمار الحراك المدني الشبابي في فترة التسجيل والحملات الانتخابية لنشر الوعي بينهم.

وتتجلى حالة الانقسام على صفحات التواصل الاجتماعي 
"فيسبوك"، ومواقع إلكترونية تضم الإعلان عن المبادرة وكيفية تأييدها، ووصل الأمر بهم إلى حد الدعوة لتنظيم التحركات ميدانيا.

أصحاب المواقف المختلفة ينشطون عبر الإنترنت (الجزيرة نت) 
أصحاب المواقف المختلفة ينشطون عبر الإنترنت (الجزيرة نت) 

خيارات
ويأتي الجدل والانقسام بعد تراجع نسبة تسجيل الشباب المسموح لهم قانونيا بالتصويت.

وكشف "مركز المسبار للبحوث والإعلام" في دراسة له أن 69% من الشباب  الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و40 عاما، لم يسجلوا في مراكز قيد الناخبين.

يقول أحمد صبري وهو من فريق المؤيدين لمشاركة الشباب بالانتخابات البلدية "إن المقاطعة هي الحل الأمثل حين تكون قابلة للتطبيق فقط، وستكون خيارا لنزع شرعية الانتخابات الهشة لو كان المجتمع يتمتع بوعي وممارسة سياسيين أفضل".

ويضيف "القوى السياسية المختلفة في السعودية غير قادرة حالياً على إجراء المقاطعة الشاملة، وبالتالي فإن المقاطعة ستكون منقوصة، ولن تؤدي دورها المطلوب بل ستسهل وصول قوى لا تمثل الحراك الشعبي والشبابي إلى تلك المجالس".

ويؤكد أن الانخراط الشبابي في الانتخابات القادمة "سيسمح بوجود صوتنا، وسنستطيع دفعهم للاستقالة إذا وصلت المشاركة لطريق مسدود".
 
أما المدون عصام الزامل، المنظم لفريق المقاطعة، فيتساءل عن الهدف من المشاركة في انتخابات يرى أن "هدفها هو الاستعراض الخارجي للدولة على حساب الداخل".

ووصف الزامل المبادرات الشبابية بأنها "غطاء شرعي 
لمجالس لا تساهم في صناعة القرار الشعبي، ما عدا كونها محدودة الصلاحيات، وليس لها أي سلطة فعلية، والمؤيدون للدخول في العملية الانتخابية لن يستطيعوا تغيير قواعد اللعبة الموجودة حالياً".
 
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور صدقة فاضل فيعتبر الحراك الشبابي السعودي حيال الانتخابات "خطوة نحو الصحوة التوعوية السياسية"، وربط  بين تلك الحالة والتطورات السياسية التي تشهدها عموم المنطقة العربية.

ويضيف فاضل -الذي يشغل أيضاً منذ سنوات عضوية مجلس الشورى- "هذه الصحوة السياسية الشبابية يجب أن ترشّد من جميع الدوائر الرسمية والثقافية والمدنية حتى لا تضر بالمصلحة الوطنية العليا"، مشيرا إلى "انخفاض مستوى الوعي لدى السعوديين مقارنة بالشعوب العربية الأخرى".

المصدر : الجزيرة