ملفات فلسطينية للتسوية قبل المصالحة

أمن السلطة يواصل اعتقال أكاديميين بنابلس- الجزيرة نت

المصالحة بين فتح وحماس قد تضع حدا للتغول الأمني في الضفة وغزة على حد سواء

عوض الرجوب-الخليل

تتجه الأنظار عقب الإعلان عن اتفاق مبدئي بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) في القاهرة إلى تفكيك عدد من الملفات كما وعد بذلك الطرفان، وأبرزها الاعتقالات السياسية, والفصل الوظيفي على أساس الانتماء الحزبي، وقمع الحريات.

ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عمن زج بهم في سجون الضفة وغزة منذ بدأ الانقسام في 2007، لكن تقديرات ترجح أنهم بالآلاف، فيما فُصل مئات الموظفين, وحُلّت عشرات الجمعيات الخيرية الأهلية أو تم الاستيلاء عليها واستبدال هيئاتها الإدارية.

انتهاكات مستمرة
وذكر تقرير شهري للهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان صدر في مارس/آذار أن انتهاكات حقوق الإنسان تتواصل في الضفة والقطاع، ووثق عشرات الانتهاكات في مجالات مختلفة.

شعار الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان
شعار الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان

وقال التقرير إن الهيئة تلقت 120 شكوى ضد الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية يدعي مقدموها تعرضهم للتعذيب أو سوء المعاملة، موضحا أن الشكاوى استهدفت المخابرات, والأمن الوقائي, والشرطة.

وفي غزة, أكدت الهيئة تلقيها 59 شكوى ضد الأجهزة الأمنية، لكنها لم تسجل وقوع حالات تعذيب، فيما تلقت 35 شكوى ورد فيها وقوع اعتداءات جسدية خاصة أثناء تفريق الأجهزة الأمنية للتجمعات السلمية.

وأكد التقرير استمرار انتهاك الحق في إجراءات قانونية عادلة، بما في ذلك الاعتقال التعسفي (لأسباب سياسية)، وعرض المعتقلين على محاكم عسكرية دون اتباع الإجراءات القانونية أثناء التوقيف، مؤكدا تلقي 180 شكوى من هذا النوع في الضفة، وسبعين شكوى في غزة.

وللعام الرابع على التوالي، أكدت الهيئة استمرار الاعتداءات على حرية التجمع السلمي والصحفيين والمؤسسات العامة والأملاك العامة والخاصة.

وتحدثت عن مماطلة مستمرة في تنفيذ قرارات المحاكم الفلسطينية في الضفة الغربية. وذكرت أسماء 24 موقوفا صدرت بحقهم قرارات بالإفراج من المحكمة العليا، ولم تقم السلطة التنفيذية بشقيها الأمني والمدني بتنفيذها، وستة قرارات أخرى إدارية لم تنفذ أيضا.

وأكد التقرير استمرار معاناة مواطني غزة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بسبب نفاد الدفاتر الخاصة بجوازات السفر لأن وزارة الداخلية في الضفة لا ترسل الدفاتر إلى قطاع غزة.

وأكدت الهيئة استمرار الفصل من الوظيفة العمومية واشتراط السلامة الأمنية للراغبين فيها، وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم العالي ما زالت تصدر قرارات بالفصل أو بتوقيف إجراءات التعيين بحق العاملين، مؤكدة أنها تلقت ما يزيد على 484 شكوى بهذا الشأن في الشهور السابقة.

نزار رمضان (الجزيرة نت)
نزار رمضان (الجزيرة نت)

بوادر حل
وتزامنا مع تطورات أبرزها الثورات العربية, ومبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة غزة ثم لقائه وفدا من قيادات حركة حماس، تم الإفراج في غزة والضفة عن عشرات المعتقلين السياسيين.

ومع ذلك أعلنت حماس اليوم بعد يومين على اتفاق القاهرة اعتقال 11 من أنصارها في الضفة، واستدعاء آخرين.

وقال عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس نزار رمضان إنه اتُفق في القاهرة على الإفراج عن المعتقلين, وإعادة أصحاب الوظائف إلى وظائفهم, وإعادة المؤسسات كما كانت، بعد التوقيع الرسمي على اتفاق المصالحة.

وفي الوقت نفسه, قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد العالول إن الحكومة التي تم الاتفاق على تشكيلها للتحضير للانتخابات بعد عام، ستعطي الفرصة لإزالة كثير من الحواجز بين فتح وفصائل منظمة التحرير, وبين حماس والتنظيمات الأخرى، وتذليل كثير من العقبات.

المصدر : الجزيرة