انتخابات صحفيي الأردن تتجنب السياسة

اعتصام الصحفيين- 7-3

نقابة الصحفيين متهمة بخضوعها لسيطرة الحكومات المتعاقبة (الجزيرة)

محمد النجار-عمان

ينتخب الصحفيون الأردنيون الجمعة المقبلة مجلسا جديدا لنقابتهم، وسط انتقادات لأداء هذه النقابة واتهامات لها بالتقصير في رعاية الجوانب المهنية للصحفيين بسبب غياب البرامج السياسية الواضحة والكتل الانتخابية.

ويتنافس ستة صحفيين على موقع النقيب، منهم أربعة للمرة الأولى خالد محادين وأسامة الرنتيسي وسلطان الحطاب ونبيل الغزاوي، إضافة إلى النقيبين السابقين سيف الشريف وطارق المومني.

ويتنافس 27 صحفيا على مقاعد المجلس التسعة، علما بأن عدد أعضاء الهيئة العامة للنقابة يبلغ 921 صحفيا منهم 782 يحق لهم الاقتراع.

وباستثناء مرشح واحد لموقع النقيب وعدد من مرشحي المجلس, فإن غالبية المرشحين لم يقدموا برامج انتخابية تشرح رؤيتهم لعمل النقابة وسبل تطويرها.

كما غابت الكتل المتنافسة عن أجواء الانتخابات التي يسيطر عليها صراع المؤسسات الصحفية بعيدا عن البرامج المهنية والسياسية.

أبو طير: النقابة مقصرة تاريخيا في رعاية الجوانب المهنية للصحفيين (الجزيرة) 
أبو طير: النقابة مقصرة تاريخيا في رعاية الجوانب المهنية للصحفيين (الجزيرة) 

تأثير محدود
وعادة ما تواجه مجالس النقابة بالاتهامات بالتقصير في الدفاع عن أعضائها والحريات الصحفية لا سيما إذا كان الطرف الآخر هو الحكومة وأجهزتها الأمنية.

ويتفق أغلب الصحفيين على أن نقابتهم لا تزال تقبع في ذيل النقابات المهنية الأردنية من حيث التأثير.

ويرى الكاتب الصحفي ماهر أبو طير أن أخطر تحد يواجه نقابة الصحفيين هو استمرار بقائها في ذيل النقابات المهنية "كونها الأقل تأثيرا وليس لها أي دور قيادي بين النقابات المهنية".

وأشار أبو طير للجزيرة نت إلى أن البرامج المهنية والأطروحات السياسية لا تزال غائبة عن أجواء التنافس الانتخابي بين الصحفيين.

وقال إن النقابة تعتبر مقصرة تاريخيا في رعاية الجوانب المهنية للصحفيين حيث يغيب التدريب ورعاية الأعضاء وتقديم الخدمات والمزايا لهم خلافا لأوضاع المهنيين في النقابات الأخرى.

واعتبر أبو طير أن نقابة الصحفيين لن تنهض وتقوم بدورها في صدارة النقابات المهنية إلا إذا جرى التنافس بين أعضائها على أسس برامجية مهنية وسياسية.

اتهام النقابة بالتواطؤ خلال اعتصام في مارس/آذار الماضي (الجزيرة-أرشيف)
اتهام النقابة بالتواطؤ خلال اعتصام في مارس/آذار الماضي (الجزيرة-أرشيف)

سيطرة الحكومة
ويرجع مراقبون وضعية نقابة الصحفيين إلى سيطرة الحكومات المتعاقبة عليها من خلال المؤسسات الصحفية الكبرى ووأد كل المحاولات التي جرت لتسييس التنافس داخل النقابة رغبة منها في استمرار السيطرة على النقابة.

وفي هذا السياق, كشف صحفي مرموق –فضل عدم ذكر اسمه- أن الحكومات المتعاقبة وأجهزتها عملت على تحديد العضوية في النقابة للإبقاء على سيطرة مؤسسات إما تملكها الحكومة أو تملك غالبية أسهمها، وهو ما أسهم في تداول موقع نقيب الصحفيين وغالبية أعضاء المجلس بين المسؤولين عن هذه المؤسسات دون سواهم.

غير أن أبو طير يحمل الصحفيين مسؤولية الأوضاع التي آلت إليها نقابتهم من حيث غياب التأثير الذي تحتكره نقابات أخرى، مشيرا إلى أن محاولات صحفيين وأعضاء مجلس إحداث نقلة نوعية في عمل النقابة "جابهه نقباء للصحفيين وليس الحكومة".

تيارات جديدة
وسجلت انتخابات هذه السنة لأول مرة ولادة تيارات ترفع سقف المطالب المهنية وحتى السياسية.

فقد ظهر تيار التغيير الذي حضر اجتماعاته نحو 200 صحفي، في حين أعلن لأول مرة عن تشكيل التيار القومي في نقابة الصحفيين كأول تيار في النقابة يتوقع أن يعلن تبنيه عددا من المرشحين يوم غد الخميس.

يتحدث صحفيون عن معركة في الخفاء للبحث عن القائمة التي تتبنى جهات رسمية دعمها لإيصالها لمجلس النقابة رغم النفي الرسمي المتواصل لتدخل الحكومة في انتخابات النقابة

كما يدرس صحفيون الإعلان عن التيار الإسلامي في النقابة لتحويل التنافس في النقابة مستقبلا لتنافس على أسس برامج مهنية وسياسية، بينما تبرز دعوات لصحفيين لتشكيل تيار عريض يلتقي على برنامج سياسي ومهني دون إلحاقه بأي تيار فكري عامل على الساحة.

وكان مجلس نقابة الصحفيين السابق عدل قانون النقابة ليشمل قطاعات العاملين في المواقع الإلكترونية والإذاعات والمحطات المحلية وغيرهم ممن يمنع القانون انضمامهم لعضوية نقابة الصحفيين.

وأحالت الحكومة هذه التعديلات الثلاثاء لديوان التشريع وسط دعوات من صحفيين ومرشحين لاستعادة القانون من الحكومة لإجراء مزيد من التعديلات عليه.

ورغم أجواء التنافس المحموم بين المرشحين، يتحدث صحفيون عن معركة أخرى في الخفاء يتم خلالها البحث عن القائمة التي تتبنى جهات رسمية دعمها لإيصالها لمجلس النقابة رغم النفي الرسمي المتواصل لتدخل الحكومة في انتخابات النقابة وتأكيد "الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين".

المصدر : الجزيرة