تضامن فلسطيني مع الشعب السوري

فلسطينيون يضيؤون الشموع على أرواح شهداء سورية

فلسطينيون يضيئون الشموع على أرواح شهداء سوريا (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

نظم عشرات الشبان الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية مساء السبت وقفة تضامنية مع ثورة الشعب السوري وسط حالة من الارتباك في الموقف الرسمي والفصائلي حيال هذه الثورة.

وأضاء الشبان الشموع حدادا على أرواح "شهداء الحرية" على دوار المنارة وسط المدينة بعد دعوة عبر موقع الفيسبوك لتضامن فلسطيني واسع مع الشعب السوري و"ضحايا ثورة الحرية".

وقال الناشط الشبابي محمد غانم إن "الشباب الفلسطيني ينظر بسخط إلى الأنظمة العربية التي تقمع المتظاهرين، لأن سبب هذه الثورات هو الظلم والقمع بمستويات متباينة بين هذه الأنظمة".

وردا على التشكيك في الأسباب المحركة للثورات العربية واتهام بعض الأنظمة لجهات خارجية، رأى غانم أن التدخل الخارجي في هذه الثورات، سواء من قبل الولايات المتحدة أو غيرها جاء لاحقا، بينما كان السبب الأساسي لقيامها هو محاولة الشعب رفع الظلم المفروض عليه والحصول على الحرية.

وأضاف أنه "لو كان النظام السوري، على سبيل المثال، عادلا لما حدثت هذه الثورة أصلا، ولما تعامل مع شعبه بكل هذه الدموية".

وأوضح غانم -الذي جاء للمشاركة في التضامن مع عائلات شهداء سورية- أن الشعب الذي يقع عليه الظلم من حقه أن يختار طريق خلاصه من الظلم، وقال إن الشعب الفلسطيني ضد الأنظمة القمعية ويؤازر مطالب الحرية للسوريين.

بدوره شدد صخر الأحمد -الذي قدم مع عائلته من مدينة جنين شمالا للتضامن مع الشعب السوري- على أن الثورة السورية تستحق المزيد من التضامن الفلسطيني، وذلك لكون سوريا من أهمّ دول الجوار بالنسبة لفلسطين.

وأضاف الأحمد للجزيرة نت أن "الدم السوري بالنسبة للفلسطينيين هو أيضا دم عربي تماما مثل الليبي والمصري والتونسي لا يريد سوى الكرامة"، معبرا عن أمله في أن تحقق الثورات الوحدة بين أبناء الوطن العربي بعد أن فرقتهم "الأنظمة القمعية" بحسب تعبيره.

خليل شاهين: سوريا أكثر ديمقراطية لن تصبح أقل دعما للمقاومة (الجزيرة نت) 
خليل شاهين: سوريا أكثر ديمقراطية لن تصبح أقل دعما للمقاومة (الجزيرة نت) 

مراقبة وتلكؤ
ورغم موقف الشابين غانم والأحمد، الذي عبر بوضوح عن انحياز الفلسطينيين لحرية السوريين، واعترافهما بالتراجع الجماهيري في التضامن مع الثورات العربية، فإن موقفهما لا يمثل بالدرجة ذاتها الموقف الرسمي أو الفصائلي الفلسطيني.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني خليل شاهين أن الموقف الفلسطيني الرسمي -ممثلا في موقف السلطة الوطنية الفلسطينية- من ثورة سوريا "لا يزال يتبع السياسية ذاتها التي اتبعت مع مجمل الثورات التي شهدتها المنطقة العربية بدءا من تونس".

ويوضح شاهين في حديث للجزيرة نت أن السلطة تكتفي بمراقبة الثورات دون موقف محدد بالانحياز لإرادة الشعوب، معتبرا ذلك إساءة للقضية الفلسطينية التي يجب أن يكون شعبها أول الداعمين لحق الشعوب في الحرية والكرامة.

وفيما يتعلق بالفصائل الفلسطينية، يقول شاهين إنها "تتخذ موقفا متلكئا تحاول من خلاله إقامة تناقض بين الديمقراطية وحقوق الشعوب من جهة وبين دعم المقاومة من جهة ثانية"، باعتبار أن النظام السوري طرف فيما يعرف "بمحور الممانعة" الداعم للمقاومة الفلسطينية.

لكن شاهين أكد ضرورة إدراك أن سوريا لو أصبحت أكثر ديمقراطية لن تصبح أقل دعما للمقاومة، "بل على العكس، لأن شرط دعم المقاومة هو الحصول على أكبر قدر من الحريات لكل الفئات داخل الأنظمة المؤيدة لها".

وقال إن ما يحدث في كل البلاد العربية هو "محاولة لفرض إرادة الشعوب العربية بشكل مناهض لهيمنة الغرب ولإسرائيل، ويهدف إلى بناء مجتمعات سيادية تتخذ قرارها بنفسها بعيدا عن آليات الهيمنة التي يعاد إنتاجها بين فترة وأخرى".

وشدد على أن هذا المسار في المنطقة العربية سيخدم القضية الفلسطينية ولكنه يتطلب من الفصائل ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية اتخاذ موقف واضح بالانحياز لإرادة الشعوب.

المصدر : الجزيرة