تسليم 43 منزلا بمخيم البارد

مبتهجا بتسلم مفتاح منزله

أحد الأهالي يعبر عن فرحته بتسلم مفتاح منزله (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-مخيم البارد

بعد طول انتظار، تم تسليم الدفعة الأولى من المنازل التي أنجز بناؤها في مخيم نهر البارد لأصحابها الفلسطينيين، وبلغ عدد هذه المنازل ٤٣ منزلا فقط بالرغم من أن الوعود الأخيرة كانت قد تحدثت عن تسليم مائة منزل، والتي جاءت أيضا بعد وعود سابقة بتسليم خمسمائة.

التسليم قوبل بارتياح ممزوج بخيبة أمل لدى الفلسطينيين، إذ يبدو الرقم ضئيلا أمام الحجم الكبير المرتقب والبالغ ٥٥٠٠ منزل في كامل المخيم.

والدفعة المنجزة هي سدس الرزمة الأولى التي تشكل واحدة من ثماني رزم موزعة على المخيم لتنظيم إعادة إعماره.

ومع حلول أبريل/ نيسان الجاري، لم يعد بإمكان القائمين على المشروع الإعلان عن تأجيل جديد، مما اضطرهم إلى تسليم ما تيسر في الوقت الحالي.

مدير المشروع يسلم المفتاح لسيدة من سكان المخيم (الجزيرة نت)
مدير المشروع يسلم المفتاح لسيدة من سكان المخيم (الجزيرة نت)

خطوة الألف ميل
ويصف عضو قيادة المقاومة الفلسطينية بلبنان عيسى حمدان للجزيرة نت التسليم الأول بأنه "خطوة أولى في طريق الألف ميل، وهي وإن كانت قليلة لكنها رمزية وتحيي الأمل بالعودة الشاملة إلى المخيم، وأيضا إلى فلسطين".

وأضاف حمدان "إن التأجيل المتكرر للتسليم، وتراجع الوعود بأعداد المنازل المنجزة يضيف المزيد من الضغوط على الدولة اللبنانية لتحقيق عدة أمور، أبرزها السعي مع الدول المانحة لتحقيق وعودها بالتمويل، وتشكيل إدارة صارمة توقف المماطلة بالتنفيذ وتمنع الشركات المتمولة ذات رؤوس الأموال الكبيرة من التلاعب مع الشركات المتعهدة".

من جانبه، أبدي مدير مشروع إعادة إعمار المخيم بالشمال تشارلز هيغنز سروره لتمكن منظمة أونروا من إعادة الدفعة الأولى من العائلات إلى منازلها، وقال للجزيرة نت "الدفعة الأولى صغيرة لكن أهميتها تكمن في رمزيتها ببدء عودة السكان إلى المخيم القديم، بعد تأجيل متكرر واضطراري".

وأضاف "نأمل أن تستلم ثلاثمائة عائلة أخرى منازلها في الرزمة الأولى قبل نهاية يوليو/ تموز المقبل".


فتى يرفع مفتاح منزله أمام عدسات المصورين(الجزيرة نت)
فتى يرفع مفتاح منزله أمام عدسات المصورين(الجزيرة نت)

التركيبة الاجتماعية
وحرصت اللجنة الأهلية التي شاركت في وضع التصاميم لإعادة الإعمار على تصميم المنازل وتوزيعها بالأحياء والشوارع وفقا للوضع الذي كان عليه المخيم قبل تدميره، مع مراعاة أن تعود كل عائلة إلى موضعها، فتعود التركيبة الاجتماعية للأقارب والجيران إلى ما كانت عليه.

علاوة على ذلك، قام المصممون بتصغير أحجام المنازل بغية توسيع الممرات والشوارع وإتاحة مزيد من الإضاءة والتهوية اللتين كانتا شبه معدومتين بالتركيبة السابقة للمخيم.

وقد عبر كل من العائدَين الجديدين للمخيم القديم حسان السيد وابن عمه خليل عن سعادتهما البالغة ببقاء البيئة الاجتماعية على حالها دون تغيير.

وقال حسان الذي يؤثث منزله حاليا "مع أن حجم المنازل أصغر من السابق، لكني أشعر بالارتياح لتحسن الإنارة والتهوية، فالحال الآن أفضل".

وقال خليل الذي اعترض على سوء إنهاء الأعمال "المنزل ما زال بحاجة إلى بعض الإصلاحات".

وختم آملا عودة الآخرين "لكي تعود للمخيم حياته الاجتماعية وأشغاله السابقة، وترجع إليه حيويته وتفاعله مع الجوار".

المصدر : الجزيرة