فوكوشيما تحيق بشركات الطاقة الألمانية

تظاهرة المعارضين للمقاعلات النووية .الجزيرة نت

 من مظاهرة المعارضين للمفاعلات النووية (الجزيرة نت)


خالد شمت–برلين
تواجه شركة (آر دبليو إي) الألمانية العملاقة للطاقة النووية وضعا هو الأسوأ في تاريخها بسبب إصرارها -بعد كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني- على الاستمرار في توليد الطاقة من المفاعلات النووية ورفضها التحول لمصادر جديدة للطاقة البديلة.
 
ورفعت (آر دبليو إي) دعوى قضائية للحصول على تعويض من حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بسبب قيام الأخيرة عقب كارثة محطة فوكوشيما بإيقاف العمل في مفاعل قديم تابع للشركة بمدينة هيسن لمدة ثلاثة أشهر لحين التأكد من إجراءات السلامة والأمان النووي فيه.
 
وكانت (آر دبليو إي) هي الوحيدة من بين شركات الطاقة النووية الألمانية التي قاضت قرار الحكومة بإيقاف العمل في سبع من المحطات القديمة للطاقة النووية في البلاد، وأدى لجوء الشركة للقضاء إلى قيام عشرات الآلاف من المنازل والعديد من المصانع والشركات بإلغاء تعاقداتهم معها.
 
حصار وانتقادات
وشهد اجتماع الجمعية العامة للشركة في مدينة آيسن الأربعاء الماضي محاصرة مئات المتظاهرين من حماة البيئة وممثلي الأحزاب وأعضاء الحركات اليسارية لمقر الاجتماع، وطالب المتظاهرون بتأميم الشركة وإرسال رئيسها وأعضاء مجلس إدارتها لفوكوشيما.
 

لافتة تحذر من مخاطر الطاقة النووية
لافتة تحذر من مخاطر الطاقة النووية

وفي داخل الاجتماع نفسه، وجه المساهمون الألمان -الذين يمثلون 25% من أصحاب الأسهم في الشركة انتقادات حادة ليورغن جروسمان الرئيس التنفيذي لشركة (آر دبليو إي) وطالبوه بالتوجه للاعتماد على طاقة المصادر البيئية البديلة.

 
ورد جروسمان على الانتقادات الموجهة لسياسته وجدد إصراره على مواصلة توليد الطاقة من المفاعلات النووية، وحذر من التعجل في إغلاق هذه المفاعلات، معتبرا أن هذا سيؤدي لأضرار اقتصادية وبيئية تشمل زيادة كبيرة في أسعار الطاقة، وإلغاء العديد من فرص العمل التي توفرها المفاعلات النووية بالبلاد.
 
ورغم محاولة رئيس (آر دبليو إي) تبرير اعتماده على المفاعلات، إلا أن كلماته لم تخف ضخامة ما يتعرض له من انتقادات وضغوط من المساهمين والمستهلكين، وما زاد من مأزق الشركة إصدار جماعة السلام الأخضر دراسة جديدة كذبت فيها ادعاء الشركة بخصوص الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة.
 
اتهامات
وقالت الدراسة إن الشركة مثلها مثل غيرها من شركات الطاقة النووية تدعي الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة ولا تفعل في الحقيقة شيئا سوى التركيز على أرباحها الهائلة من بيع الطاقة المتولدة من الذرة، لافتة إلى أن الطاقة التي أنتجتها (آر دبليو إي) من مصادر الطاقة البيئية لم تتعد نسبتها 2.6% من إجمالي الطاقة التي أنتجتها عام 2009.
 
وتعد (آر دبليو إي) ثاني أكبر شركة للطاقة النووية بألمانيا إلى جانب شركات أيون وفاتنفال و(إي إن بي دبليو)، وأيدت (آر دبليو إي) طلب حكومة أنجيلا ميركل العام الماضي تمديد العمل بالمفاعلات النووية القديمة.
 
بيد أن الحكومة -وبعد تعرضها لضغوط شديدة إثر كارثة فوكوشيما- غيرت سياستها النووية وأوقفت سبعة مفاعلات نووية قديمة ثلاثة أشهر للتأكد من إجراءات السلامة والأمان فيها.

المصدر : الجزيرة