نذر مواجهة بين أرمينيا وأذربيجان

خارطة توضح موقع ناغورني قره باخ قرب ارمينيا و أذربيجان


تصاعد التوتر مجددا بين أذربيجان وأرمينيا بشأن إقليم ناغورنو كارباخ المتنازع عليه منذ عقود طويلة، مما ينذر بتجدد المواجهة بين البلدين وفق ما جاء في تحليل لمجلة فورين أفيرز.

وأعلن الرئيس الأرمني سيرج سركسيان أول أمس أنه سيكون بين ركاب أول طائرة تنطلق في 8 مايو/أيار المقبل من العاصمة الأرمينية يريفان إلى المطار الجديد في خانكندي عاصمة ناغورنو كارباخ الذي يقع في جنوب القوقاز, وتقطنه أغلبية من الأرمن, وتؤكد أذربيجان أنه جزء لا يتجزأ من أراضيها.

وجاء إعلان سركسيان عقب تهديد أذربيجان بأنها ستطلق النار على أي طائرة تحلق فوق أراضيها المحتلة حول الإقليم الذي تفجر النزاع حوله في 1988.

وتقول فورين أفيرز إنه في حال نفذت أذريبجان تهديدها وأسقطت طائرة سركسيان فمعنى هذا أنها تقترف عملا من أعمال الحرب ضد جارتها.

وتضيف أن تطورا في هذا الاتجاه سيقحم لاعبين رئيسيين في المنطقة على رأسهم روسيا وتركيا, كما أنه سيسترعي انتباه الولايات المتحدة.

عوامل كابحة
بيد أن الإعلان الصادر عن الرئيس الأرمني بشأن سفره إلى المطار الجديد في  ناغورنو كارباخ (الذي يسميه الأرمن أرتساخ) قد يكون تعبيرا سياسيا أكثر منه رغبة في مواجهة عسكرية جديدة.

اقرأ:

قضية ناغورنو كارباخ

وتقول فورين أفيرز إن هناك في الواقع عوامل تحول دون تجدد الصراع الذي أفضى إلى سيطرة أرمينيا على الإقليم وعلى جزء آخر من الأراضي الأذرية مما سمح باتصال جغرافي بين الإقليم وأرمينيا.

وحين فتح المطار آخر مرة مطلع تسعينيات القرن الماضي, كان البلدان يخوضان مواجهة عسكرية.

ووفقا للمجلة, يستبعد أن تلجأ باكو إلى خيار إسقاط الطائرة الأرمينية التي قد يكون عليها سركسيان، إذ في وسع باكو أن ترسل طائراتها الحربية لحمل الطائرة على الهبوط في منطقة أخرى غير خانكندي التي يطلق عليها الأرمن ستيبانكرت.

ومن العوامل التي يمكن أن تمنع نشوب حرب جديدة في المنطقة مصالح دول مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة.

وبينما أعلنت تركيا وقفها إلى جانب حليفتها أذربيجان, وشددت على احترام سيادة أجوائها, حثت الولايات المتحدة مجددا البلدين على الحوار قبل تسيير أي رحلات جوية فوق المنطقة المتنازع عليها.

أما روسيا اللاعب الرئيس في المنطقة, والتي لها قاعدة عسكرية كبيرة في أرمينيا وترتبطها بأذربيجان علاقات قوية في مجال الطاقة, فهي لم تعلن بعد موقفا رسميا من هذه المشكلة.

بيد أن موسكو ربما هي من يحرك أرمينيا لاختبار رد الفعل من أذربيجان وتركيا والولايات المتحدة حسب فورين أفيرز. 

المصدر : فورين أفيرز