محمد بخاري

REUTERS/Former Nigerian army ruler and opposition politician Muhammadu Buhari (C) enters the court of Appeals in Abuja, February 26, 2008.

بخاري (وسط) يتمتع بسمعة نظيفة بين الساسة والضباط (رويترز)

محمد بخاري أو محمد بوهاري هو الخصم القوي والمنافس الرئيسي في الانتخابات الجارية للرئيس النيجيري الحالي غودلاك جوناثان الذي يمسك بالسلطة منذ مايو/أيار 2010 خلفا للرئيس الراحل عمر موسى يارادوا.

ولد بخاري عام 1942، وهو مسلم ينحدر من مناطق الشمال النيجيري، من قبيلة الهوسا التي تعتبر أكبر التجمعات العرقية في البلاد، حيث تبلغ نسبتهم حسب بعض التقديرات ربع السكان، وغالبيتهم الساحقة من المسلمين (نحو 89%).

التحق بخاري بالسلك العسكري مبكرا، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة جنرال، حيث دخل السياسة من البوابة العسكرية مثل كثير من قادة نيجيريا التي اشتهرت بكثرة الانقلابات العسكرية رغم أنها لا تشكل نشازا داخل القارة الأفريقية.

تولى الحكم في نيجيريا في غرة يناير/كانون الثاني 1984 بعد انقلاب على أول حاكم مدني هو شيخو شجاري، واستمر في الحكم عشرين شهرا قبل أن ينقلب عليه قائد الجيش إبراهيم بابانجيدا ويضع حدا لنظامه في أغسطس/آب 1985، ويحيله إلى الإقامة الجبرية التي قضى فيها فترة طويلة.

يعرف بخاري بالنزاهة والاستقامة في بلد تنتشر فيه معدلات الرشوة والفساد، واشتهر خلال فترة حكمه بقوته وصرامته وقبضته الحديدية، ويحظى بشعبية كبيرة في الشمال ذي الغالبية المسلمة، لكنه يتمتع بشعبية أقل في مناطق المسيحيين الذين يساورهم الخوف جراء صرامته العسكرية وانتمائه الديني، علما بأن الانطباع السائد عنه هو أنه من أنظف ساسة وجنرالات نيجيريا.

شارك في الاستحقاقات الرئاسية التي نظمت بعد عام 1999 إثر عودة الحكم إلى المدنيين، واتجاه النخب السياسية نحو الانتخابات كوسيلة للتداول على السلطة بدل الانقلابات العسكرية.

ولكن الانتخابات التي أجريت في الأعوام 1999 و2003 و2007 تميزت كلها بمستويات عالية من التزوير والتلاعب بالنتائج وتغيير إرادة الناخبين، وفاز في استحقاقي 1999 و2003 الحاكم العسكري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو.

بيد أنه في العام 2003 حظي بمنافسة قوية من غريمه بخاري، وشكل الأخير تكتلا سياسيا من عدد من الأحزاب السياسية لرفض نتائج الانتخابات والضغط على أوباسانجو لإعادتها.

وفي العام 2007 ونتيجة لعدم تمكنه من ترشيح نفسه، رشح أوباسانجو أحد مقربيه وهو الرئيس الراحل عمرو يارادوا حيث حصل في تلك الانتخابات على أكثر من 24 مليون صوت، مقابل 6.6 ملايين لبخاري الذي كان أقوى المنافسين له.

لكن بخاري اعتبر أن تلك الانتخابات مثل سابقتها كانت مزورة وعديمة المصداقية، وهو ما شهد به المراقبون الدوليون الذين اعتبروا أنها لا ترقى حتى إلى معايير الانتخابات الأفريقية، فكيف بالمعايير الدولية، كما اعترف أوباسانجو نفسه بأنها شابتها تجاوزات دون أن يقبل إعادتها.

وفي الانتخابات الحالية يخوض بخاري الصراع ضد خصمه ومنافسه غودلاك جوناثان للفوز بأغلبية أصوات الـ73 مليون ناخب في ذلك البلد الذي يعتبر الأكبر في أفريقيا من حيث عدد السكان (150 مليون نسمة).

وتزداد المخاوف من تجدد الصراع العرقي والطائفي بعد هذه الانتخابات، خصوصا أنه في حال فوز جوناثان سيكون ذلك بمثابة خرق لقاعدة تنص على تناوب السلطة كل ولايتين بين الشمال والجنوب، خاصة أن الرئيس السابق يار أدواو (مسلم من الشمال) توفي قبل نهاية ولايته الأولى، كما أن البعض يتساءل: هل ستحسب الفترة الوجيزة التي قضاها جوناثان في السلطة قبل الانتخابات كولاية أولى له أم لا؟

المصدر : الجزيرة