غزة تنتظر إنهاء أزمة العالقين

عدد من العالقين في مطار القاهرة

عدد من العالقين في مطار القاهرة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

عقب تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر زمام الأمور في البلاد يوم 11 فبراير/شباط الماضي، استبشر الفلسطينيون في قطاع غزة العالقون في المطارات والموانئ العربية والأجنبية خيراً بقرب انفراج أزمتهم.

لكن يبدو أن الرياح لم تأت بما يشتهي العالقون، إذ إن المجلس الأعلى تولى إنهاء ملف العالقين داخل مصر، في حين لم يسمح لشركات الطيران بنقل العالقين للمرور عبر الأراضي المصرية وصولاً إلى غزة.

وتتفاقم معاناة آلاف العالقين في شتى أصقاع الأرض بعدما تقطعت بهم السبل وحيل بينهم وبين رجوعهم، فكثير منهم نفدت نقوده أو قاربت على النفاد لأن خروجهم من ديارهم كان لغرض العلاج أو التعليم أو زيارة ذويهم أو قضاء حوائج ضرورية أخرى، على أمل قضائها والعودة سريعا إلى غزة.

أحد هؤلاء وهو الموظف الجامعي عدنان الحمادين من بلدة بيت حانون وهو عالق في ماليزيا، إن نحو مائة فلسطيني ممن ذهبوا إلى ماليزيا لقضاء حوائجهم وجدوا أنفسهم عالقين لدى محاولتهم العودة إلى غزة إثر اندلاع الثورة الشعبية المصرية.

وأضاف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن من بين العالقين عائلات فلسطينية تعاني معاناة صعبة بفعل نفاد ما لديها من نقود، مشيراً إلى أن إحدى العائلات الغزية المكونة من سبعة أفراد أنفقت خلال 30 يوماً في انتظار السماح بعودتها إلى غزة مبلغ تسعة آلاف دولار.

مناشدة
وذكر الحمادين أن أمر عودتهم إلى غزة سيقترن بالظرف السياسي في مصر، محذرا من  تحول وضع أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج إلى مأساة كبيرة.

وناشد الموظف الجامعي المجلس الأعلى في مصر التدخل لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها العالقون على مدار أربعين يوماً.

ونفس المناشدة أطلقها أيضا الجريح عرفات ماضي من مدينة خان يونس، والذي ما زال عالقا في مدينة جدة بالسعودية بعدما أنهى فترة علاجه.

كامل ماضي (الجزيرة نت)
كامل ماضي (الجزيرة نت)

معاناة
من جانبه أكد وكيل وزارة الداخلية في الحكومة المقالة وعضو مجلس هيئة المعابر والحدود كامل ماضي أن الكثير من أصحاب الحالات الإنسانية ممن سافروا عبر معبر رفح صوب دول عربية أو أجنبية قرروا العودة إلى غزة  بعد قضاء مصالحهم خلال الأربعين يوماً الماضية، لكن الجانب المصري لم يسمح لهم بالوصول إلى مطار القاهرة أو أي من المطارات والموانئ المصرية الأخرى نتيجة الأوضاع السياسية السائدة منذ اندلاع الثورة الشعبية.

وأضاف ماضي أن العالقين حاولوا بعد استتباب الأوضاع في  مصر العودة إلى غزة، لكن السلطات في مصر ترفض منحهم فرصة المرور عبر الأراضي المصرية وصولاً إلى غزة.

وأكد أن الحكومة الفلسطينية تبذل جهوداً حثيثة عبر الاتصالات مع عدة جهات رسمية مصرية وعربية وشخصيات اعتبارية من أجل إنهاء معاناة هؤلاء الناس، دون أن تسفر هذه الجهود عن أي نتائج إيجابية لغاية الآن.

وناشد المسؤول الفلسطيني المجلس الأعلى للقوات المسلحة وشباب ثورة 25 يناير التدخل لإنهاء معاناة العالقين في الدول الأجنبية والعربية، والسماح بمرورهم عبر الأراضي المصرية، وفتح معبر رفح لوصولهم سالمين إلى غزة.

المصدر : الجزيرة